مهنة «المسجن» توثق دليلا جديدا على صلابة الصعيديات (صور)
عند رؤيتهن وهن يحملن جذوع النخيل مرتديات زيهن الصعيدي، ذي الألوان المزركشة والتصميم الذي اختفي منذ عدة سنوات بقري "الصعيد الجواني" في قنا، يثبتن الاحتفاظ بالتراث.. وتعمل السيدات في مهنة "المسجن" أي قطع النخيل حيث يحملن الجذوع لاستخدامها في الأفران وكوقود لعمل الـ «كانون البلدي» أو وضعها فوق المقابر أو صناعة بيوت النخيل أو الأثاث.
بديل البوتاجاز
ففي قرى قنا.. النساء وضعهن يختلف كثيرًا عن قرى محافظات الصعيد الجواني، فأغلب النساء يقمن بأعمال شاقة فعند قطع الجذع يتم وضع الفأس في بداية "الفلق" والتقطيع بالطول حتى الوصول إلى نهايته وبعدها يتم حمله على الأكتاف، لتقطيعه وإعادة استخدامه في الأفران البلدية بديلًا عن البوتاجاز، وعمل بيوت منها تسمي "بيوت الجريد أو الثباتة".
حاملات الجذوع
تقول"م.ن.ع": أحمل الجذوع فوق رأسي وأنقلها من مكان تقطيعها إلى مكان مجاور لنقطعها، لإعادة استخدامها في الأفران البلدي والبعض يستخدمها لوضعها فوق المقابر، وحجمها كبير ولابد أن يكون معي أخرى لنتمكن من حملها كما نستخدم قطاعات حديد ثقيلة للقطع ويتم تخزينها بعد ذلك أعلي أسطح المنازل لاستخدامها في الأغراض المطلوبة لكل منزل.
صلابة النساء
وتؤكد "س.م.و"، أن المرأة تعمل يدًا بيد مع الرجل في الصعيد، فتقوم بالزراعة والتجارة وبالكثير من الأعمال الشاقة لإعالة أسرتها قائلة "كده أفضل من عمل حاجة عيب أو حرام.. وبعدين مين قال إن الشقي عيب"، مضيفة أن النساء في الصعيد يعملن بمهن شاقة جدًا ويختلفن في طبيعتهن عن أي نساء في العالم، ويمتزن بصلابة وتحد من أجل الاستمرار في حياة صعبة ومواجهة أزمات كثيرة بقلب صلب دون خوف.
وكانت "مهنة "المسجن" المعروفة بقاطع النخيل في الصعيد من أصعب المهن، فالمسجن هو الذي يقوم بتقطيع جذوع النخيل وتشكيلها لصناعة أدوات مختلفة واستخدامها بحسب الأغراض المطلوبة لها.