رئيس التحرير
عصام كامل

القمة العربية بالرياض على رأس مباحثات السيسي وبن سلمان.. دبلوماسيون: اختيار ولي العهد مصر في أولى زياراته يحمل دلالات مهمة.. تعيين «قطان» وزيرا لشئون أفريقيا يعكس اهتمام السعودية بالقارة ال

فيتو

اعتبر دبلوماسيون اختيار ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، مصر لتكون أولى محطاته في أول زياراته الخارجية، دليلًا على العلاقات القوية بين القاهرة والرياض وتأكيدًا على أن اختلاف وجهات النظر بين البلدين في بعض الملفات لا يعرقل أي تواصل وتنسيق بين قطبى الأمة العربية، مؤكدين في الوقت نفسه على أن الزيارة تحمل دلالات كثيرة ومهمة على المستويات العربية والإقليمية. 


وأوضح الدبلوماسيون أن مصر في حاجة للاستثمارات السعودية وأيضًا الرياض في حاجة للدعم بالخبرات المصرية في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، مشيرين إلى مصر والسعودية إذا توافقا على قرار بشأن أي ملف من السهل إقراره عربيًا ومن ثم نجاحه عالميًا.


من جانبه.. أكد السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وزير خارجية مصر الأسبق، أهمية الزيارة الرسمية، مشددا على أنها تكتسب أهمية كبيرة في الفترة الحالية، وتسعى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.


وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أن الزيارة تهدف إلى التنسيق بشأن القمة العربية المقرر عقدها في الرياض الفترة المقبلة، ولتوحيد وجهات النظر في كل القضايا التي تهم القطر العربي، بصفة أن مصر والسعودية هما قطبا المنطقة العربية.


ونوه "العرابى" إلى أن هناك ضرورة ملحة لإيجاد آلية عربية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن، وكذلك القضايا المشتركة والتوترات الموجودة في عدد من البلدان العربية.


وقال "العرابى" إن الزيارة سوف تتطرق إلى التحديات العربية، وأبرزها: الدور المرفوض الذي تلعبه تركيا في سوريا، وكذلك إيران ومحاولات المد الشيعي، مستبعدا في الوقت نفسه التطرق إلى الملف القطرى.


كما لفت إلى أن اللقاءات بين الرئيس المصري وولى العهد السعودى سوف تتطرق إلى الملف الاقتصادى وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين لا سيما أن السعودية تعتبر "رقمًا مُهمًا جدًا" في الاستثمارات على الأراضى المصرية.


بدوره.. قال السفير محمد مرسي سفير مصر السابق في قطر، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد إلى مصر زيارة مهمة من حيث المبدأ لأهمية وضرورة أي تواصل بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين في هذا التوقيت بالتحديد للتنسيق والتشاور في المستجدات في المنطقة.


وأوضح أن هناك أمورا كثيرة سياسية في حاجة إلى التشاور على رأسها عملية السلام والمبادرات المطروحة لإحلال السلام، وكذلك التنسيق فيما يتعلق بملفات مكافحة الإرهاب والمخاطر التي تهدد الوطن العربى فضلًا عن الملف الاقتصادى والمشروعات العملاقة في مصر وفرص الاستثمار.


وأوضح أن زيارة ولى العهد السعودى إلى مصر ولقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي في ذلك التوقيت له ارتباط وثيق بالقمة العربية المرتقبة في العاصمة السعودية الرياض نهاية الشهر الجارى، مشيرًا إلى أن وجهة النظر والمواقف المصرية السعودية إزاء الملفات المطروحة على جدول الأعمال للقمة العربية مؤشر أساسى لإقرار هذه القرارات، لأنه إذا اتفقت مصر والسعودية على بند معين من المؤكد أنه سيتم إقراره بسهولة خلال القمة.


وبشأن الملف القطرى أوضح آخر سفير لمصر في قطر أن الملف القطرى لن يشغل حيزا من الوقت في الاجتماعات نظرًا لأن المواقف معلنة وواضحة بالنسبة للدوحة ويقتصر الحديث بشأن متابعة التطورات الخاصة بالملف القطرى، لأنه يوجد ملفات كثيرة هامة وساخنة أهم من الملف القطرى تستحوذ على لقاء الرئيس والأمير.


وفيما يتعلق بالملف السورى أوضح مرسي أنه ما زال الموقف الوحيد الواضح والصريح الثابت منذ بداية الأزمة وأثبت الوقت أن الموقف المصرى هو الموقف الصواب، والجميع يتمسك الآن بما أعلنته مصر في السابق، منوهًا إلى أنه عندما تختلف الرؤى بين مصر والسعودية فيما يتعلق بأى ملف لا يعد ذلك أمرا خطيرا لأنه من الطبيعى تباين وجهات النظر ولكن هناك أمور دنيا يتم التوافق والتنسيق في شأنها، كما أن التنسيق بين البلدين كفيل بتضيق أي خلاف في وجهات النظر في أي ملف.


وأشار إلى أن ملف المياه وسد النهضة يدخل في إطار ملفات المنطقة والقضايا الإقليمية، لافتا إلى أن العلاقات مع السودان مهمة والسعودية يهمها التشاور مع السودان، منوهًا أن تعيين السعودية سفيرها في مصر وزيرًا لشئون الدولة في أفريقيا دليلًا قويا على رغبة السعودية في تعزيز تواجدها في أفريقيا لذلك مفتاح دخول السعودية لأفريقيا يتمثل في التنسيق مع مصر مما يدعم ويكرس التواجد السعودي بحكم علاقات مصر المتجذرة في القارة الأفريقية.


أما السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، فأكد أن اختيار الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى لمصر لتكون أول محطة له في أول زيارة له خارج المملكة يحمل الكثير من الدلالات، مشيرا إلى أن السعودية أكبر مستثمر في مصر وأكبر شريك تجارى وسوف يتم النظر إلى المشروعات القائمة والمستقبلية بين مصر والسعودية نظرة فاحصة.


وأضاف: "الملف التجارى من أهم الملفات التي يتوقع تناولها في لقاء الرئيس والأمير خصوصا أنها في صورتها الأفضل في هذه الفترة ومن المتوقع التباحث في أوضاع الجالية المصرية في السعودية وتحسين أوضاعهم وكذلك المشكلات الإقليمية والاتفاق على مواقف مشتركة في سوريا واليمن وليبيا.


وأضاف أن السيسي وبن سلمان سوف يتباحثان في الشأن العالمى ومكافحة الإرهاب والسعى نحو التنمية وجعل شئون التجارة في صالح الدول النامية.


وبشأن الملف القطرى قال إنه من المتوقع تناول الملف القطرى ولكن في ضوء عمل الرباعية العربية «مصر، السعودية، الإمارات، البحرين» ومن المتوقع عدم اتخاذ أي قرار جديد في اللقاء المرتقب للسيسي وبن سلمان.


وأضاف: "مع أن الملف الليبى بعيدًا عن السعودية ولكن يدخل في حيز مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله سواء أن كان من قطر أو من غيرها، كما أن السعودية في حاجة إلى خبرات مصر في الملف اليمني، وهناك عدد من الملفات العربية والإقليمية سوف يتم عرضها بشكل سريع في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وولى العهد السعودى محمد بن سلمان".
الجريدة الرسمية