رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: قطع الرحم حرام وترك زيارتها كبيرة

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق

أكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن قطع الرحم حرام، وترك زيارة أولى الرحم كبيرة كترك صلاة الجمعة في المسجد، مشيرًا إلى أن صلة الرحم واجبة حتى للقريب الفاسق، فلا يسقط حقه في الصلة بفسقه.


وكتب على جمعة على فيس بوك: "قطع الرحم المأمور بوصلها حرام باتفاق، لقول الله سبحانه (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ)،وقوله سبحانه: (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).

وقال: "بين ابن حجر الهيثمي من الشافعية ما يكون به قطع الرحم، ووافقه صاحب تهذيب الفروق من المالكية. وقد أورد ابن حجر فيه رأيين: أحدهما: الإساءة إلى الأرحام. والثاني: يتعدى إلى ترك الإحسان، فقطع المكلف ما ألفه قريبه منه من سابق الصلة والإحسان لغير عذر شرعي يصدق عليه أنه قطع رحمه"

وعن أعذار ترك زيارة الرحم فقال "أما أعذار ترك زيارة الرحمة تختلف بحسب نوع الصلة، فعذر ترك الزيارة ضبطه الشافعية والمالكية بالعذر الذي تترك به صلاة الجمعة، بجامع أن كلا منهما فرض عين وتركه كبيرة، وإن كانت الصلة ببذل المال، فلم يبذله لشدة حاجته إليه، أو فقده، أو قدم غير القريب امتثالا لأمر الشرع، كان ذلك عذرا".

وأضاف: "عذر المراسلة والكتابة ألا يجد من يثق به في أداء الرسالة. ومن الأعذار التي زادها المالكية تكبر القريب الغني على قريبه الفقير، فلا صلة على الفقير حينئذ".

وتابع: "صلة الرحم واجبة حتى للقريب الفاسقـ كما في فتاوى السبكي ـ فلا يسقط حقه في الصلة بفسقه وقال ﷺ {ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها}. وهذا يدل على وجوب صلة القريب الفاسق؛ لأن القاطع فاسق وقد أمر بصلته وجعلت هي الصلة {وقال ﷺ لمن قال : قدمت أمي وهي مشركة أفأصلها ؟ قال : نعم صلي أمك} [رواه البخاري ومسلم]. فهذا العبد القريب الفاسق صلته واجبة والصلة بالإحسان".

وقال جمعة: "هي واجبة أيضا لغير المسلمين مطلوبة في الشرع كذلك كبر الوالدين، فللإنسان أن يصل قريبه غير المسلم وإن كانت قرابته بعيدة؛ لأن أصل الصلة من الأخلاق الفاضلة التي جاءت بها الشريعة الغراء، ولأن صلة الرحم محمودة عند كل عاقل وفي كل دين، وهي من مكارم الأخلاق. وقال ﷺ: {بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}. فعرفنا أن ذلك حسن في حق المسلمين والمشركين جميعا".
الجريدة الرسمية