رئيس التحرير
عصام كامل

وزير خارجية "المخلوع" يعترف: أمسكت بيد "ليفنى" لأنها كادت أن تسقط.. ولم تصدر أوامر الحرب على غزة من "الاتحادية.. مصر كان لديها مخاوف حقيقية من تحول معبر "رفح" لمنفذ تجارى

وزير الخارجية المصري
وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط

«تحديات التسوية السلمية».. عنوان أحد فصول كتاب «شهادتى.. السياسة الخارجية المصرية 2004:2011» لوزير الخارجية المصرى الأسبق أحمد أبو الغيط، رصد فيه "أبو الغيط" تفاصيل العلاقة مع إسرائيل وتعقيدات القضية الفلسطينية، بادئا من توارد المعلومات لأجهزة المخابرات المصرية عن ضربة إسرائيلية متوقعة لقطاع غزة فى عام 2008 ، تعوض بها إسرائيل صورتها المهانة بعد حرب لبنان.


يحكى أبو الغيط عن مكالمة تليفونية، تمت وقت الأزمة بينه وبين الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية الحالى، اقترح عليه فيها إعلان مصر تجميد معاهدة السلام مع إسرائيل، احتجاجا على موقف الأخيرة من معركة غزة، وما تقوم به من أفعال مجرمة قانونيا، وهو ما رفضه أبو الغيط فى نقاشه مع العربى، مبررا ذلك بعواقب القرار على علاقة مصر بإسرائيل والولايات المتحدة، ومدى استعداد مصر لتحمل النتائج، وهو ما يعلق عليه أبو الغيط بالقول: «فوجئت بعد ذلك، بأن الدكتور نبيل العربى، وفور توليه مسئوليات وزارة الخارجية المصرية، فى مارس 2011، بقوله إنه يدين الموقف المشين لمصر وتوجهاتها السياسية، أثناء حرب غزة، وشعرت بالأسف لهذا التصريح، بل ومضى وزير خارجيتنا إلى القول بأن ما حدث من مصر يمثل جرائم حرب، واستغربت التصريح، وتضايق منه عمر سليمان كثيرا، ثم علمت أن مصادر عسكرية عالية المستوى، وذات تأثير غضبت من هذا التصريح، الذى اتهم كل أجهزة الأمن القومى فى هذا الصدد».

يشير أبو الغيط فى جزء من حديثه، إلى وضعية معبر رفح، قبل وبعد ثورة يناير، مؤكدا أن «المعبر كان مفتوحا لعبور الأفراد فى كل الأوقات من خلال إجراءات محددة، ثم زادت مصر ساعات تشغيله بعد حادثة الاعتداء الإسرائيلى على سفينة الحرية التركية، فى يونيو (حزيران) 2010».

ويتعجب من ادعاءات البعض بعد ثورة 25 يناير، تغيير وضعية المعبر، مؤكدا أن «توقيتات المرور زادت لساعة واحدة فقط، أما الأعداد فزادت فى حدود خمسين شخصا يوميا».

ويتطرق أبو الغيط إلى قضية أخرى لا تزال تثير الجدل إلى الآن فى مصر، ألا وهى تلك المقترحات التى تناولتها الصحف الإسرائيلية والدوريات الأمريكية عن التوصل إلى اتفاق مصرى إسرائيلى فلسطينى، يتم بمقتضاه حصول إسرائيل على أراض فى الضفة الغربية، وتعطى مصر مساحات من الأراضى فى سيناء، فى مقابل تسليم إسرائيل أراضٍ لمصر فى النقب.

وهو ما يعلق عليه أبو الغيط بالقول: «هذه الأفكار وكذلك ما تعلق بمعبر رفح وتحويله إلى معبر تجارى، لم تكن بعيدة عن المخاوف المصرية عندما قام الفلسطينيون بتشجيع من حماس بانتهاك حرمة الأراضى المصرية، بعد تدمير السور المصرى على الحدود فى فبراير 2008.

كان الفلسطينيون يطلقون النيران على المعابر الفلسطينية الإسرائيلية، وعددها نحو 5:6 معابر، ويطلبون من مصر، فى نفس الوقت، تطوير وضعية معبر رفح، وكنا ننظر إلى الصورة بشكل أشمل، وكانت حماس تسعى للحصول على الشرعية الكاملة عن طريقنا، وتتوارد معلومات عن نية أفراد فى حماس تسهيل اكتساح الحدود المصرية الفلسطينية، وبما يزيل الأسوار المصرية والإسرائيلية السابق بناؤها على مدى الفترة من 82 حتى 2008.

 وكان تقدير الأجهزة الأمنية والدفاعية المصرية، أن مثل هذه الخطوة لها أخطارها، لأنها ستحمل مصر مسئوليات تجاه القطاع وسكانه، وتعفى إسرائيل من ضغوط مظاهر الاحتلال».

ورغم ذلك، يتم تفجير الأسوار المصرية، وتأتى الجرافات الفلسطينية لكى تزيل الركام داخل رفح المصرية»، ويصدر تقرير "وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين" بعبور نحو 300 ألف فلسطينى لداخل الحدود المصرية، ثم تزايدت بعد يومين لتبلغ 750 ألف فلسطينى، دخلوا عددا من مدن سيناء.

وهو ما يعلق عليه أبو الغيط بالقول: «كان هناك خشية فى وصول البعض إلى قناة السويس، وكنا نخشى من محاولات لتعويق الملاحة فى القناة، ويأمر الرئيس بأن تعقد لجنة الأمن القومى بالدولة فورا، واجتمعنا بالتالى فى وزارة الدفاع، وكانت التوصية هى العمل الهادئ واستيعاب الفلسطينيين بهدوء وتدرج للعودة إلى داخل القطاع، مع تكثيف الوجود العسكرى المصرى على الطرق وداخل المدن، وخلال أسبوع، تمت السيطرة على الموقف، وأكد الرئيس أن إطلاق النار هى مسئوليته ووزير الدفاع، ولا يطلق إلا بعلمه، أما فيما يتعلق بحجم القوات الموجودة على الخط، فسوف تتم زيادتها بقرار مباشر منه».

لا ينسى أبو الغيط ردود الفعل الغاضبة على تصريحاته حينما قال: «إن من سيحطم خط حدودنا وأسوارها سنكسر قدمه»، وهو ما يعلق عليه بالقول: «كنت أقول لنفسى: كيف يصل العقل المصرى إلى تفضيل مصالح الفلسطينيين على أمن أرض مصر؟، ومع ذلك، وصلت الرسالة إلى الفلسطينيين وحماس، ولم يعاود أحد اقتحام حدود مصر».

لا ينسى العالم تلك اللقطة الشهيرة التى التقطت لأبى الغيط، فى ذلك اليوم، وهو يمسك بيد "تسيبى ليفنى" أثناء نزولها على سلالم قصر الاتحادية عقب المؤتمر الصحفى الذى جمعهما، وأعلنت فيه أن إسرائيل لن تصمت على قذف حماس لها، وكيف أمسك بيدها أبو الغيط بشكل أثار الانتقادات ضده، وقيل وقتها إن ليفنى أعلنت الحرب على غزة من قلب قصر الرئاسة المصرية، واتسمت ردود الفعل نحوها بالمودة، حتى إن أبو الغيط أمسك بيدها أثناء خروجهما من القصر، وهو ما يرد عليه أبو الغيط بالقول فى كتابه «شهادتى»: «أعلنت فى المؤتمر الصحفى أن مصر ضد التصعيد وترفض كل أعمال العنف من الجانبين، وبعد المؤتمر الصحفى، أوشكت ليفنى على السقوط على سلالم القصر، فأمسكت بيدها حتى لا تتزحلق على الرخام كموقف تلقائى.. ثم فوجئت فى اليوم التالى بصورتى، وأنا ممسك بها فى الصحف، وتقول زوجتى: (سوف تثير هذه الصورة الناس عليك). وأجيبها: وهل كنت أتركها تسقط؟!، وترد هى: (كنت تركتها تقع؟!).


نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط"

الجريدة الرسمية