رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا تنتظر كوب «ماء زمزم» من يد الأمير محمد بن سلمان (صور)

فيتو

تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" في المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، صورا للوحات ومظاهر ترحيب في شوارع العاصمة البريطانية "لندن" تحضيرا لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.


وتشكل لندن المحطة الثانية، بعد القاهرة في أولى جولات ولي العهد السعودي الخارجية، منذ تسميته وليا للعهد في يونيو من العام الماضي.

وقبل أيام نشر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، مقالا حول الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى لندن، تحدث فيه عن ضرورة دعم الأمير الشاب لتنفيذ برامج الإصلاح في بلاده، والتي قال إن مستقبل السعودية والعالم الإسلامي يعتمد على نجاحها، رافضا الكثير من الانتقادات للتقارب بين لندن والرياض.

جونسون بدأ مقاله الذي نشرته صحيفة "التايمز" بالتذكير بلقاء حدث قبل 73 عاما بين رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرتشل ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود في مصر، تناول خلاله تشرتشل كوبا من مياه زمزم وصفها بأنها "أعذب ما تذوّق من ماء" في حياته، ليتابع الوزير البريطاني بالقول: "ها نحن إذا نفتح صفحة جديدة في 7 مارس حين يصل حفيده، وليّ العهد محمد بن سلمان، في زيارة إلى لندن."

ولفت جونسون إلى وجود من يعترض على التواصل بين لندن والرياض، التي وصفها بأنها "واحدةً من أكبر القوى في الشرق الأوسط وواحدة من أقدم أصدقاء بريطانيا في المنطقة"، وتوجه إلى المعترضين بالقول: "خلال الأشهر الثمانية منذ مبايعة محمد بن سلمان وليًا للعهد، طبّقت المملكة العربية السعودية إصلاحات من النوع الذي طالما دعونا إليه."

وتحدث الوزير البريطاني في هذا الصدد عن السماح بقيادة المرأة للسيارة وتخفيف القود على الفصل بين الجنسيْن وزيادة دور المرأة في سوق العمل وفتح دور السينما قريبا ليستطرد مضيفا: "أقول، مع كامل الاحترام، لمن يميل إلى عدم الاعتراف بأهمية هذه المبادرات بأنه يرتكب خطًا جسيما. فالتغيير في السعودية لا يتحقق بسهولة. ومع هذا فإنه في غضون بضعة أشهر تحقق إصلاح حقيقي بعد عقود من الرّكود."

جونسون قال: إنه شخصيا يؤمن بأن ولي العهد السعودي "قد أظهر قولا وفعلا" عزمه على قيادة السعودية في اتجاه أكثر انفتاحا، وأن على بريطانيا تشجيعه للسير على هذا الدرب مضيفا: "يجب ألا يكون لدينا أي شك بأن مستقبل السعودية - بل والمنطقة والعالم الإسلامي عموما بكل تأكيد - يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان."

ورفض جونسون التقليل من الاختلافات مع الرياض التي قال إنه يرغب بأن تقوم بالمزيد لحماية حقوق الإنسان، ولكنه قال إن التواصل معها هو السبيل إلى ذلك، كما أنه السبيل للحفاظ على المصالح القومية البريطانية بسبب اعتماد عشرات آلاف الوظائف في بريطانيا على التصدير إلى السعودية، علاوة على التعاون الاستخباراتي بين البلدين بمواجهة الإرهاب وكذلك تصرفات إيران في المنطقة.

وختم الوزير مقاله بالقول: "سياستنا الخارجية قائمة على المحافظة على سلامة الشعب البريطاني وازدهاره، مع التمسك في الوقت ذاته بقيمنا بوصفها قوة لخير وصلاح الجميع. ولن نستطيع إنجاز أيّ من هذه الأهداف ما لم نجتمع بقادة المملكة العربية السعودية على قدم المساواة وفي أجواء من الصداقة.. كان ذلك هو الطريق الصحيح عندما شرب تشرتشل ماء نبع مكّة المكرمة مع ابن سعود في عام 1945، وما زال هو الطريق الصحيح في يومنا هذا."
الجريدة الرسمية