السعودية تتغير!
حينما يتضمن جدول أعمال الأمير محمد سلمان خلال زيارته لمصر حضور عرض مسرحي فهو أمر يترجم حالة التغير التي تعيشها المملكة العربية السعودية الآن، وذات الشيء يمكن قوله بخصوص زيارة ولي العهد السعودي لمقر الكاتدرائية الأرثوذكسية ولقائه مع البابا تواضروس والذي قدم له دعوة فيه لزيارة السعودية.
نحن لسنا إزاء محاولة من الأمير الشاب فقط لتحقيق عملية تغيير للاقتصاد السعودي، حتى لا يعتمد فقط على النفط، وإنما عملية التغيير التي يقودها الأمير الشاب في السعودية هي عملية أوسع وأشمل، لتصل إلى تغيير ثقافة المجتمع السعودي وتغيير فكره، وبالتالي سلوكه.. وبذلك لن يكون هذا المجتمع مصدرًا لقيم التعصب والتطرف، بل على العكس سيكون مناهضًا لهذه القيم ورافضًا لها، وهذا من شأنه أن يترك تأثيره الإيجابي على المحيط الإقليمى كله، خاصة أن السعودية تحتضن الأماكن المقدسة لنحو مليار ونصف المليار مسلم في العالم.
أن الأمير الشاب يزورنا وهو ولى للعهد في المملكة بعد أن مضى قدمًا في تغيير ثقافة وأحوال مجتمعه، وأيضًا بعد أن اتخذ العديد من القرارات والإجراءات للتصدي للتطرف الديني في بلاده.. وعندما يحضر عرضًا مسرحيًا في أول زيارة له خارج بلاده وهو ولى العهد ويزور أيضًا البابا في مقر الكاتدرائية، فإنه يريد تأكيد أنه جاد في استكمال عملية تغيير مجتمعه.. ويجب على كل من يرفضون التطرف الديني أن يشجعونه على ذلك؛ لأن ذلك سيكون له تأثيره الإيجابي فى حربنا ضد التطرف والإرهاب.
