رئيس التحرير
عصام كامل

«السم في الكبدة».. 10 مشاهد تكشف تفاصيل أبشع جريمة بالقليوبية.. صاحب مقلة يقتل مزارعا.. الجاني يقطع الجثة ويضعها في برميل ويلقيها بالقمامة.. والمتهم يعترف: طالبني بمستحقات مالية فتخلصت منه (

فيتو

جريمة بشعة تعدت حدود المنطق هزت وقائعها أرجاء منطقة الخصوص بالقليوبية، نفذها شخص من أصحاب النفوس الضعيفة الذي يمتلك رغبة الانتقام بشكل وحشي من أبرياء، حيث تجرد صاحب مقلة من مشاعره الإنسانية وقرر التخلص من عامل زراعى، عن طريق وضع سم الفئران في «الكبدة»، ولم يكتف بذلك بل قام بتقطيع جثته بالمنشار وألقاها في القمامة، وعاود عمله وكأن شيئا لم يكن، إلى أن سقط في قبضة الأجهزة الأمنية وتم ضبطه وإحالته للنيابة للتحقيق.


"فيتو" انتقلت لمكان الواقعة بأحد العقارات بشارع حسين بن علي بمنطقة الخصوص في محافظة القليوبية، ورصدت مسرح الجريمة التي أذهلت وأدمت قلوب أهل المنطقة.

غير أن الواقعة التي يسرد محقق «فيتو» فصولها في السطور التالية، فاقت في بشاعتها أية جريمة أخرى، حيث تعود بدايتها، بحسب شهود عيان، إلى أن صاحب المقلة استدرج المجنى عليه داخل مسكنه، وقتله بعد أن وضع له السم في الطعام، وسرق محتوياته، الأمر المثير في تلك الجريمة، هو أن المجنى عليه، كان يورد للمتهم كميات من الحبوب وجميع مستلزمات المقلة، أما تفاصيل الواقعة فتحمل المزيد من الغرابة والإثارة، يرويها المحقق في مشاهد متتالية:

المشهد الأول.. لقمة العيش
يخرج الحاج "علاء" في العقد الخامس من عمره، عامل زراعي، كل يوم من منزله بمحافظة البحيرة في الساعة الخامسة صباحا، مستقلا قطارا، متجها إلى منطقة الخصوص بالقليوبية، ليمر على أصحاب محال المقلة، ليعرف متطلباتهم الناقصة فيها ليوردها لهم في اليوم الثانى، مشهور عنه أنه شخص بطيبة القلب والتزامه في عمله وتعهداته مع العملاء ويحافظ على لقمة عيشة، إضافة إلى أنه من أكثر الأشخاص صبرا في طلب مستحقاته المالية.

المشهد الثانى: التعارف
تعرف المجنى عليه "علاء" على المتهم "محمد" صاحب مقلة، من خلال صاحبه "منتصر محمد" صاحب محل موبيليا، وطلب منه توريد كمية من الحبوب، وأن صاحبه هو الضامن في سداد قيمتها، في البداية كانت الأمور تسير على ما يرام، كان المتهم يسدد الأموال في موعدها المتفق عليه، لكن في الفترة الأخيرة بدأ يماطل المتهم في سداد المبلغ أكثر من شهر، فتوجه المجنى عليه إلى صاحبه وطالبه بسداد المبلغ لكونه ضامن الاتفاق بينهما.

تردد "العامل الزراعي" على محل المتهم أكثر من مرة مطالبا منه سداد 8300 جنيه له، لكن المتهم كان يتهرب منه، وفى آخر مرة ترك له رسالة مع مساعده بالمحل قائلا: "قدامك 5 أيام لسداد المبلغ، وإن لم تسدد سوف أتوجه إلى قسم الشرطة وأتقدم بإيصالات الأمانة... دي آخر فرصة ليك».

المشهد الثالث: سم فئران
اختمر في ذهن المتهم فكرة التخلص من المجنى عليه، نظرًا لإلحاحه عليه وتهديده بالإيذاء لإجباره على تسديد 8300 جنيه قيمة البضاعة.. وقبل الحادث بـ5 أيام، بدأ يرسم خطته ويحدد الأدوات التي سوف يستخدمها في تنفيذها، فاشترى سم فئران من أحد المحال في منطقة سكنه ليضعه له داخل الأكل، وفى تمام الساعة الـ10 صباحا، اتصل هاتفيا بالمجنى وطلب منه أن يأتى إلى المحل الخاص به "مقلة شيخ البلد" لتسديد المديونية وتناول الغداء بمسكنه ليكون "عيش وملح بينهما والصلح خير".

وفى مساء الأحد الماضى، قال المجنى عليه: إنه سيتوجه باكرا إلى القاهرة، لجمع أمواله من أصحاب المحال، فكانت الزوجة مستغربة من حديثه لها، فنظر إليها ما بك فرددت عليه "أنك كل فترة تذهب إلى القاهرة لتجمع أموالك من أصحاب محال البقالة، فما الجديد في الغد"، فرد عليها إن "شخص من أصحاب المحال ليه أكثر من 5 أشهر لم يسدد المديونية، فاتصل بي وطلب مني آتى له لتحصيل المبلغ وعزمنى على الغداء"، فجأة أحست الزوجة بقبضة في قلبها، وطلبت منه أن يأخذ أحد أبنائه معه، فرد عليها قائلا: "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين"، وطلب منها أن توقظه مبكرا.

المشهد الرابع: تناول الطعام
كانت عقارب الساعة تجاوزت العاشرة والنصف صباحا، عندما وصل المجني عليه "علاء"، إلى مقلة شيخ البلد بشارع حسين بن علي بمنطقة الخصوص، استقبله المتهم واستضافة بمسكنه لتناول وجبة غذائية "كبدة" التي دس له كمية من سم الفئران بها، عندما دخل المجنى عليه شقة المتهم تلاحظ أن متواجد على سفرة الطعام، فقال له بابتسامة «هو أنت مجهز الطعام من الصبح ولا إيه»، رد عليه المتهم بابتسامة خبيثة: «لا لا لسه مجهزه حالا»... قعد المجنى عليه والمتهم على السفرة لتناول الطعام معا.

المشهد الخامس: السقوط على الأرض
وأثناء تناول المجنى عليه الغداء أصيب بحالة إعياء شديدة وقيء مستمر، حتى إنه سقط على الأرض وتوفى في الحال، وما كان من المتهم سوى أن ينظر إليه، وكأن قلبه انعدمت منه الرحمة، واستولى على هاتفه المحمول، و6 آلاف جنيه كانت بحوزته، ووضع الجثة داخل المطبخ، وظل قاعدا أمامه ينظر إلى الجثة ليخطط كيف يتخلص منها دون أن يشتبه به أحد.

المشهد السادس: منشار كهربائي
وفي اليوم التالي توجه المتهم إلى زوج شقيقته "عزام" وقام بتسليمه 6 آلاف جنيه بدعوى تسديد ما عليه من الديون، كما أخبره أنه سوف يترك شقته السكنية لاسترداد مبلغ التأمين لسداد باقى الديون عليه، وطلب منه منشار كهربائى "صاروخ" بحجة إجراء بعض الإصلاحات داخل الشقة، قبل تسليمها إلى مالكها.

وأثناء عودته إلى منزله اشترى برميلا فارغا من أحد المحال بالمنطقة، ثم توجه إلى مسكنه.. عندما دخل شقته قام بتشغيل المنشار الكهربائي وقطع ساق المجني عليه، لكنه لم يتمكن من استكمال تقطيع باقى الجثة من بشاعة منظر الجثة، فوضع الساقين في جوال، وباقى الجثة في جوال، ووضعهما داخل البرميل وغطاها ببطانية وجاكت خاص بشقيقه لإخفاء الجثة خشية افتضاح أمره، وانتشار رائحة الجثة.

المشهد السابع: القمامة
وفى نفس اليوم طلب من صديقه الضامن "منتصر" استئجار تروسيكل بدعوى نقل بعض المستلزمات من شقته، على الفور اتصل "منتصر" بالسائق "إسحاق" ليأتي له بالتروسيكل، عندما وصل إليهما استقل المتهم معه وذهب إلى منزله، وطلب من مساعدته في حمل البرميل من الشقة، ووضعه على التروسيكل، دون علم السائق بمحتويات البرميل، وتوجها للمنطقة خلف موقف الأقاليم في المرج الجديدة، وألقيا البرميل في القمامة ورجع إلى منزله ليباشر عمله بصورة طبيعية لإبعاد الشبهة عنه.

المشهد الثامن: العثور على جثة
كان رجال مباحث قسم شرطة المرج، تلقوا بلاغا من الأهالي بالعثور على جثة لشخص أسفل الطريق الدائري اتجاه مدينة السلام، وبالانتقال والفحص عثر على جثة "علاء م ع" 49 سنة - عامل زراعى، مسجاة على ظهرها ويرتدى ملابسه كاملة وبها إصابات عبارة عن "جرح قطعى بالركبة اليسرى" والجثة في حالة تعفن، ومن خلال التحريات أمكن التوصل إلى أن المجنى عليه تاجر حبوب، ويتردد على عملائه بمنطقة القاهرة الكبرى لتحصيل ثمنها، وبتاريخ 26 فبراير الماضي، أبلغ ذووه بغيابه، وتحرر محضر بذلك بدائرة مركز شرطة أبو حمص / بحيرة.

وتوصلت التحريات إلى أن المجنى عليه تعرف على "محمد ي ع" 36 سنة، صاحب مقلة، ومن خلال "منتصر م ع" 28 سنة، صاحب محل موبيليا، لتوريد الحبوب بضمان الأخير لسداد قيمتها، وأن الأول مدين للمجنى عليه بمبلغ 8300 جنيه، وماطله أكثر من مرة في السداد فطالب "منتصر م ع" بتسديد المبلغ عنه لكونه ضامن للاتفاق، وأن الأول وراء ارتكاب الواقعة، وعلى الفور تم ضبطه.

المشهد التاسع: اعترافات المتهم
وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وقرر أنه مدين للمجني عليه بمبلغ 8300 جنيه قيمة بضاعة وتعثر في السداد، ونظرًا لإلحاح المجنى عليه وتهديده له بالإيذاء لإجباره على تسديد المبلغ، اختمرت في ذهنه فكرة التخلص منه، مضيفا أنه وقبل ارتكابه لتلك الواقعة بخمسة أيام أعد العدة وذلك بشراء مبيد حشري "سم فئران" واتصل هاتفيًا بالمجني عليه وطلب منه لقاءه بمنطقة الخصوص بالقليوبية، بزعم قيامه تسديد المديونية وتناول الغداء بمسكنه "عيش وملح"، والتقى المجني عليه واستضافه بمسكنه بالقليوبية لتناول وجبة غذائية "كبدة" ودس له كمية من سم الفئران بالطعام ترتب عليه إصابة المجنى عليه بحالة إعياء وقيء مستمر ووفاته، واستولى على هاتفه المحمول ومبلغ 6 آلاف جنيه كانا بحوزته.

المشهد العاشر: تقطيع الجثة
وأشار المتهم إلى أنه بدأ في التخطيط للتخلص من الجثة، حيث توجه لزوج شقيقته "عزام ع ي" 35 سنة، مقاول، وسلمه مبلغ 6 آلاف جنيه متحصلات الواقعة بدعوى تسديد ما عليه من ديون وأخبره اعتزامه ترك الشقة سكنه لاسترداد مبلغ التأمين، واستعار منه منشار كهربائى "صاروخ" لإجراء إصلاحات بالشقة قبل تسليمها لمالكها، وعقب ذلك اشترى برميلا كبير الحجم بمبلغ 200 جنيه من أحد المحال بمنطقة سكنه، وتوجه لمسكنه لتقطيع الجثة والتخلص منها، وشرع في تقطيع الجثة حيث قطع ساق المجنى عليه ولم يتمكن من استكمال تقطيع باقي الجثة ووضعها داخل جوالين ووضعها بالبرميل وتغطيتها ببطانية وجاكت خاص بشقيقه بقصد إخفاء الجثة خشية افتضاح أمره.

وأضاف المتهم أنه وبذات اليوم طلب من "منتصر م ع" استئجار تروسيكل بدعوى نقل بعض المستلزمات من الشقة سكنه فقام الأخير باستئجار تروسيكل من "إسحاق ب ن" 42 سنة، سائق، وقاما بوضع البرميل وبداخله الجثة أعلى التروسيكل دون علم سائقه بمحتواه وتوجها للمنطقة خلف موقف الأقاليم بالمرج الجديدة، وتخلص المتهم من البرميل بمكان العثور عليه.

تحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، التي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
الجريدة الرسمية