«خطة أبو علي».. فبركة جديدة من الجزيرة للتطاول على مصر والسعودية
تستمر قطر دون مواربة في التصعيد ضد دول المقاطعة "السعودية ومصر والبحرين والإمارات"، ولم تكتفِ بنشر مزاعم حول تعرضها لما اعتادت على تسميته بـ"الحصار" والتباكي أمام الرأي العام الدولي لإظهار نفسها بالضحية، بل ذهبت لتزييف التاريخ ضد الدول العربية التي كشفت للعالم مدى تورط النظام القطري في دعم الإرهاب.
آخر الافتراءات القطرية ضد الدول الأربع، تمثل في تحقيق عرضته قناة "الجزيرة" كخدمة لتميم، حول دور مزعوم لمصر والسعودية والإمارات والبحرين في التخطيط والإعداد لانقلاب على النظام القطري السابق في عام 1996، بعد عام من تنفيذ حمد بن خليفة انقلاب على والده في 27 يونيو 1995.
عمر سليمان
وعرض التحقيق المصور وثائق مزعومة عن تفاصيل الانقلاب، وذكر أسماء شخصيات شاركت به، بإشراف مباشر من الأمير السعودي سلطان بن عبد العزيز، وولي عهد أبو ظبي الحالي محمد بن زايد، وحمد بن عيسى الملك الحالي للبحرين، وعمر سليمان الرئيس الأسبق للمخابرات في عهد الرئيس حسني مبارك.
الوثيقة التي نسبتها القناة إلى الاستخبارات السعودية فرع الطائف، تتحدث عن مزاعم حول دعم وتسهيلات قدمت للعسكريين القطريين المشاركين في المحاولة الانقلابية.
وعرض التحقيق شهادة، لفهد المالكي المسئول السابق في المخابرات القطرية، والمفرج عنه حديثًا بعد إلغاء حكم الإعدام بحقه.
وزعم التحقيق عن معلومات لتأسيس غرفتَي عمليات لإدارة انقلاب قطر، الأولى في العاصمة البحرينية المنامة بغرض التنسيق والاتصال، والثانية في مدينة الخبر السعودية لقيادة العملية.
ساعة الصفر
وتحدث مشاركون في عملية الانقلاب المزعومة التي فبركتها الجزيرة عن التحضير لساعة الصفر لبدء الانقلاب، وقالوا إنها حُددت يوم 27 رمضان من العام 1996، مشيرين أن الانقلابيين أرادوا استغلال فترة العيد، وحصول معظم العسكريين على الإجازات.
وبحسب ما عرضه التحقيق، كانت ساعة البدء المحددة الساعة 5 فجرًا، من يوم 16 فبراير عام 1996، وتوافق ليلة القدر، لكن الإمارات عدلت من التاريخ، وأرادت أن يبدأ الانقلاب يوم 14 فبراير، بدلًا من يوم 16.
وتجمعت قوات من الانقلابيين، يوم 14 فبراير 1996، في منطقة مكنيس جنوب غرب العاصمة الدوحة، واختيرت المنطقة لتكون نقطة التقاء قوات الانقلاب انتظارًا لبدء ساعة الصفر.
أبو علي
وسميت الخطة بـ"أبو علي"، حسبما زعمت الجزيرة من خلال وثائق مفبركة تتضمن تفاصيل عن الخطة وأوامر لبدء الانقلاب في قطر.
وتضمَّنت الوثيقة أوامر لتنفيذ التحرك العسكري، ومعلومات عن الأسلحة، والمفاصل الحيوية في الدوحة، وتوزيعًا للمعلومات في حال حدوث ظروف طارئة.
قطع الاتصالات
واستهدف المشاركون في العملية قطع الاتصالات لإعاقة أي تحرك لإجهاض الخطة، وأرادوا والسيطرة على القيادات، مثل وزير الدفاع رئيس هيئة الأركان وقائد شرطة.
وقال شخص مجهول زعم المشاركة في العملية، إن الغاية كانت أيضًا السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية.
التحقيق المفبرك للجزيرة تطاول على الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي كان أميرًا في الرياض، ونسبه له الموافقة على العملية.
إدخال قوات
بعد ساعة الصفر بحسب أكاذيب القناة التي تجيد فن فبركة التاريخ، كان الدور السعودي يتمركز في السيطرة على منطقة أبو سمرة الحدودية، لدخول قيادات من الضباط القطريين برفقة قبائل قادمة من الأحساء.
كما تقرر أنه بعد ساعة الصفر دخول القوات لحفظ الأمن، كانت قوة بحرينية جوية خاصة مستعدة لدخول غربي الدوحة.
وكانت القوات مستعدة للسيطرة على الأجواء القطرية ومنع أي تحليق للطيران فيها.
دور القاهرة
وبالطبع لم تسلم مصر من الغمز واللمز في العمل الذي فاق خيال أفلام هوليوود، وزعت القناة القطرية أن مصر شاركت بالمعلومات الاستخباراتية من خلال شخصين كانا داخل قطر.
خيال الجزيرة
وانتهى خيال الجزيرة في الجزء الأول من عرض خطة "أبو علي" الخيالية، إلى أنه بينما كان الجميع ينتظر ساعة الصفر حصل ما لم يكن بالحسبان، وفقًا لما قالته شهادة أحد المشاركين، فقد علمت السلطات القطرية بالانقلاب وأعلنت حالة الطوارئ، واستدعت الضباط الذين كانوا بإجازة العيد للالتحاق بمعسكراتهم.
وأمرت السلطات القطرية بإغلاق المطارات ومركز أبو سمرة الحدودي، وحماية منشآت الدولة.
وكشف أحد المشاركين، أن شخصًا شارك في التخطيط أفشى عنه، وفي ذات السياق قال السفير الأمريكي آنذاك بالدوحة، إنه بحسب المعلومات التي حصل عليها فإن ضابطًا كان يشارك في عملية الانقلاب، أخبر السلطات عن العملية، وأنه لا يريد المشاركة بها، الأمر الذي أفشل الانقلاب.