رئيس التحرير
عصام كامل

من وراء الحملة على السوريين في مصر؟!


فجأة وبلا سابق إنذار وعلى شبكات التواصل الاجتماعي -مصدر القلق للجميع- وعلى عشرات الصفحات التي يتصل أصحابها ببعضها نلمح إلى بوادر حملة منظمة ضد الأشقاء السوريين في مصر.. البعض يتهمهم بمزاحمة المصريين في أكل العيش وآخرون يتهمونهم بأنهم إخوان يسبون الجيش المصري، وفريق ثالث يتهمهم بالتجارة في المخدرات ورابع يتهمهم بمعاملة المصريين في مشاريعهم معاملة سيئة!


لا يمكن أن يتزامن ذلك صدفة.. وفي توقيت واحد.. وبهذه الاتهامات مجتمعة.. إلا أن كان هناك مصدر واحد للحملة.. ووجود مصدر واحد للحملة لا ينفي انطباق الاتهامات على البعض.. فمن الطبيعي أن نجد بعض الإخوان تسللوا إلى مصر وهؤلاء أعداء لمصر ولسوريا على السواء.. ومن الطبيعي بين نصف مليون سوري أن نجد تاجرًا أو متعاطيًا للمخدرات.. أو منهم بلطجي يسيء معاملة الآخرين مصريين وسوريين على السواء..

هكذا طبيعة البشر وهكذا تكون نسب الشر الطبيعية لأي تجمعات في أي مكان.. لكن الغريب دعوات طرد أو ترحيل أو مغادرة الأشقاء السوريين لمصر.. في وقت يستقبلهم بحرارة غالبية الشعب المصري ورئيسهم وحكومتهم.. هذا بالرغم من كل الحملات المعادية للعروبة طوال أربعين عامًا حتى أن البعض لا يعرف العروبة إلا عند المصلحة..

ولهؤلاء تحديدًا نقول إنه حتى -حتى- بعيدًا عن أي قيم أخوية عروبية قومية هي الأصل في التعامل مع الأشقاء لكن عليهم أن يعرفوا أن حجم الاستثمارات السورية في مصر كبير جدًا ربما يتجاوز -لعددهم الكبير- استثمارات دول خليجية كبيرة.. حتى أن "خلدون الموقع" رئيس تجمع المستثمرين السوريين يقدر حجم الاستثمارات ويصل بها إلى 23 مليار دولار!!

تتوزع على مصانع في المدن الصناعية وشركات عقارية ومطاعم منها 450 مصنعًا في العاشر وحدها تعمل في النسيج والكيماويات والجلود والكيماويات والسلع الغذائية.. وطبقًا له فإن 85% من المصانع في سوريا الحبيبة دمرت وعدد كبير منها نقل إلى هنا!

السؤال: من المسئول عن فتنة بين شعبين شقيقين يربطهما الكثير والكثير من الوحدة والدم والانتصارات والانكسارات والنسب والفن المشترك؟ ومن المحرض على إنهاء الوجود السوري في مصري؟ الشعبي والاقتصادي؟ أين وعند من كانت الضربة الأولى -الأولى جدًا- في هذه الفتنة؟ 

كثيرون لا يفهمون حتى اليوم ورغم كل التحذيرات عمل اللجان الإلكترونية التي مهمتها الأساسية بعد الترويج للشائعات هو الفتنة بين الشعوب العربية والفتنة داخل الشعب الواحد.. وهؤلاء لا يعلنون بالطبع -والكلام لبعض الأذكياء جدًا ممن ينكرون وجودها أو يتساءلون أين هي تلك اللجان- عن أنفسهم.. فليس منطقيًا أن يقول أحدهم عن نفسه إنه عضو في لجنة إلكترونية!!!

إنما يحملون أسماء مصرية وبيانات وهمية كاذبة يروون قصصًا وأكاذيب لإشعال الغضب والفتنة بعضهم تجده في الوحدة 8200 في إسرائيل المخصصة لذلك.. وهم أصلا إسرائيليون يجيدون اللهجة المصرية تمامًا.. وبعضهم تجده في تركيا، حيث الإخوان بالفعل يريدون الخراب هنا وفي سوريا.. وتنتقل العدوى منهم إليك دون أن تدري معتقدًا أنهم مصريون مثلك.. أو أن الآخر سوري فعلا.. ويسبك ويسب بلدك.. وتشتعل الحرائق!

تريد أن تحاسب من يهاجم جيش مصر؟ عندك معلومات عمن يضع على محله إعلام تركيا وصور أردوغان؟ عندك معلومات عمن يتاجر في المخدرات؟ وبفرض أنك تعرف أكثر من الأجهزة الأمنية فنحن قبلك في ذلك.. فتفضل مشكورًا وأبلغ الأجهزة المختصة وإلا ستكون مقصرًا في حق بلدك وشعبك، وفي حق عموم الشعب السوري الشقيق نفسه.. الذي عانى من الإخوان وربما أكثر منا.. أما التعميم والكلام المرسل ودعاوى الفتنة التي تنتشر هكذا وقد لعن الله من أيقظها.. فأنت شريك للأعداء بلا جدال.. تقصد أو لا تقصد.. النتيجة واحدة! اقتلوا الفتنة في مهدها.. وشدوا على أيدي أصحابها.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد!
الجريدة الرسمية