رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حادث سفارة فرنسا ببوركينا.. ماذا عن أخطر جماعة إرهابية تابعة لـ«القاعدة»

فيتو

أجواء من الرعب تعيشها العاصمة البوركينية "واجادوجو"، منذ يوم الجمعة الماضي، بعد أن تعرضت لهجومين استهدفا مقر الجيش والسفارة الفرنسية، وخلفا 16 قتيلا، بينهم ثمانية مسلحين، و80 جريحا، حيث أعلنت جماعة تدعى "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي مسؤوليتها عن الهجومين الإرهابيين.


دوافع الهجوم
لم تختلف كثيرا طريقة هجمات الجماعات الإرهابية لاستهداف الدول حيث ادعت الجماعة بأن الهدف من وراء الهجمات ردا على عملية عسكرية فرنسية في مالي، وذلك في رسالة تلقتها وكالة الأخبار الموريتانية الخاصة أمس السبت، مشيرة إلى أن الجماعة التي يتزعمها الطارقي المالي "إياد اغ غالي" شنت الهجومين على رئاسة أركان القوات المسلحة في بوركينا فاسو، وعلى السفارة الفرنسية في واجادوجو "ردا على مقتل عشرات من قادتها في هجوم للجيش الفرنسي في شمال مالي قبل أسبوعين".

العام الأول
ونفذت الجماعة الإرهابية هجومها ببوركينا فاسو بالتزامن مع مرور عام على تأسيسها في الأول من مارس الماضي حيث تعتبر منظمة عسكرية جهادية، تكونت بعد اندماج أربعة حركات مسلحة مشاركة في الصراع في شمال مالي،  ليشكل أساسا لدولة القاعدة في منطقة الساحل والصحراء، ويهدد دول شمال أفريقيا ووسط وغرب وشرق القارة السمراء.

الهجوم الفرنسي
اختار التنظيم سفارة باريس بالعاصمة البروكينية خاصة بعد التحرك الفرنسي لتشكيل قوة لمحاربة الإرهاب في دول الساحل الخمس العام الماضي، هو تحرك جاء مع ارتفاع عمليات التنظيم الإرهابي التابع للقاعدة والذي تشكل بعد إعلان كل من "إمارة منطقة الصحراء الكبرى" و"تنظيم المرابطين" و"جماعة أنصار الدين" و"جبهة تحرير ماسينا"، في 2 مارس من العام الماضي، عن تأسيس تحالف إرهابي جديد باسم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، واختيار إياد أغ غالي -زعيم "جماعة أنصار الدين"- قائدًا له والذي يتخذ من مدينة كيدال في منطقة أزاود شمال مالي مقرا له، لتخرج القاعدة بشكل جديد لمواجهة المنافس الجديد في المنطقة والساحة بما يقوض جهود فرنسا والتي أسقطت دولة الأزاود وأخرجت المتشددين من كونا في حملة عسكرية خلال 2013.

الإعلان
أعلنت الجماعة عن تكوينها في شريط فيديو صورته مؤسستها الإعلامية الزلاقة وأرسل في مارس 2017 إلى وكالة نواكشوط للأنباء وظهر من خلال الشريط قادة جهاديون وهم: إياد أغ غالي "أمير أنصار الدين" وجمال عكاشة "أمير جهة الصحراء ضمن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ومحمد كوفا "أمير جبهة تحرير ماسينا" والحسن الأنصاري "مساعد مختار بلمختار أمير تنظيم المرابطون" وأبو عبد الرحمن الصنهاجي "قاضي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهم من أعلنوا تجمعهم واندماجهم في هيكل واحد، وأعلنوا مبايعتهم لأيمن الظواهري -زعيم تنظيم القاعدة- وأبو مصعب عبد الودود -أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي- وهبة الله أخوند زاده -أمير تنظيم طالبان-. قبل أن يتم اختيار إياد أغ غالي كأمير للتنظيم.

التأثير على داعش
كانت هذه الحركات المسلحة مقربة من بعضها البعض من قبل اندماجها، وكانوا قد نسقوا البعض من عملياتهم. عبر هذا الاندماج، تريد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أن تثبت موقعها كقوة مهيمنة أمام التأثير المتزايد لتنظيم (داعش) الإرهابي، حيث يعد اندماج 4 جماعات متطرفة تحت راية القاعدة، بمثابة قوة كبيرة حيث يبلغ عدد الجماعات الأربعة أكثر من 10 آلاف عنصر، وهو ما يعد بمثابة جيش للقاعدة في منطقة الساحل والصحراء.
الجريدة الرسمية