رئيس التحرير
عصام كامل

لقاء البابا والأمير.. خطوة في طريق الإصلاح السعودي

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

يزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، القاهرة، في زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.


وتشهد الزيارة حدثا تاريخيا، ألا وهو زيارة ولي العهد للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عصر الغد، كأول مسئول من العائلة المالكة يزور الكنيسة، حيث كانت الزيارات في السابق تقتصر على سفراء المملكة فقط.

ويلتقي ولي العهد خلال الزيارة بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في أول لقاء يجمعها، ويحضره الوفد المرافق لولي عهد المملكة، وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويطمئن ولي العهد خلال اللقاء على صحة البابا بعد إجرائه عملية جراحية في العمود الفقري في ألمانيا.

يذكر أن البابا تواضروس سبق أن التقى الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته لمصر في مقر إقامته بأحد فنادق القاهرة وليس بالكاتدرائية.

زيارة ولي العهد للكاتدرائية تأتي ضمن سلسلة الإصلاحات التي يجريها بن سلمان على مستوى القوانين الداخلية أو العلاقات الخارجية، فعلى مدار سنوات عدة كانت العلاقة بين الكنيسة والمملكة شبه منقطعة، إلا أن الامير يحاول الآن مجاراة العالم الحديث وإحداث نقلة في تركيبة المملكة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.

ونجح ولي العهد في سبيل ذلك أن ينتصر للمرأة بالسماح لها بقيادة السيارة، وإسناد مناصب قيادية لها في الدولة، كما أجرى عددا من الإصلاحات الداخلية، والمشروعات العملاقة التي تضعها على خريطة السياحة والاقتصاد العالمي، بفضل مجموعة تغييرات جغرافية أضيفت مؤخرا.

ويمكن القول إن العلاقة بين الكنيسة والمملكة بدأت أن تلاحظ منذ متابعة البابا تواضروس للحالة الصحية للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وحرصه على التواصل مع الجانب السعودي، للاطمئنان على صحة الملك، وأعقب ذلك بيان من الكنيسة ينعى الملك عقب وفاته.

كما بدأت العلاقات القوية تظهر من خلال الزيارات المتبادلة التي كانت بين سفير المملكة في القاهرة وقيادات الكنيسة، بالإضافة إلى تهنئة أحمد القطان للبابا تواضروس بالعيد في الكاتدرائية.

زيارة ولي العهد للكاتدرائية ليست إلا متابعة لمشوار بدأه في تلطيف الأجواء مع الكنيسة، بعد السنوات العجاف، حيث سبق أن التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، في القصر الملكي السعودي، وكانت أول زيارة لمسئول كنسي رفيع للسعودية.

وتصاعد الحديث وقتها عن اعتزام المملكة بناء كنيسة للأقباط، لترعى مئات المسيحيين الموجودين بالسعودية ضمن العمالة الوافدة، وذلك بعد أن فتحت زيارة البابا تواضروس لسفارة المملكة بالقاهرة الحديث عن إنشاء كنيسة في المملكة.

من جانبه قال القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن زيارة ولي العهد للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تأتي من منطلق دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كمؤسسة مصرية وطنية على مدار 20 قرنا من الزمان.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الكنيسة تعبر عن مصريتها في كل الأحداث التي مر بها الوطن، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تلاقي مع الدور الإصلاحي الكبير لـ"محمد بن سلمان" في المملكة.

وأكد القس بولس حليم أن الكنيسة تمارس دورها في ظل قيادة سياسية حكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.
الجريدة الرسمية