رئيس التحرير
عصام كامل

زيارات القادة الخارجية


يحكي ثروت عكاشة الذي ما زال الكثير من المثقفين يعتبرونه أفضل وزير للثقافة شهدته مصر في مذكراته عن دعوة وجهت للرئيس جمال عبد الناصر للقيام بزيارة لإيطاليا، وكيف تعرضت هذه الزيارة لضغوط داخلية وخارجية، خاصة من الولايات المتحدة لمنع إتمام هذه الزيارة التي كانت تعد وقتها قرب نهاية الخمسينيات من القرن الماضي أول زيارة للرئيس المصري لعاصمة غربية..


بعد أن شاب علاقات مصر بالغرب توتر كبير في أعقاب إتمام الوحدة بين مصر وسوريا، وإتمام مصر صفقة سلاح مع روسيا عبر تشيكوسلوفاكيا، ورفض مصر سياسات الأحلاف العسكرية وتمسكها بسياسة عدم الانحياز.. فقد كان ثروت عكاشة وقتها سفيرًا لمصر في روما، وكانت لديه صلات طيبة بالعديد من المسئولين الإيطاليين تسمح له التحصل على معلومات مهمة.

وهكذا زيارات القادة الخارجية تكتسب أهمية دومًا وليست للنزهة أو السياحة، ويترتب عليها عادة نتائج مهمة لا ترقى إليها أحيانًا مباحثات الوزراء وأيضًا السفراء.. غير أن الإعلام أحيانًا يشتط في تناول زيارات القادة، خاصة في بلادنا التي يتناول الإعلام فيها الأمور بشكل أكثر انطباعًا وليس استنادًا إلى معلومات يبذل جهدًا في الحصول عليها..

لذلك أحيانًا تكون المبالغة هي السمة الأساسية لتناول مثل هذه الزيارات الخارجية للقادة، سواء المبالغة في الإيجابيات أو أيضًا المبالغة في توقع عزم تمخض هذه الزيارات عن أي نتائج.. ولن ينصلح أسلوبنا الإعلامي في تناول هذه الزيارات الرفيعة المستوى إلا إذا راجعنا أنفسنا ووجهنا اهتمامنا بتناولها من خلال المعلومات فقط وليس العبارات الإنشائية فقط.. وهنا الأمر يجب ألا يعتمد على الشطارة فقط من جانب الإعلام وإنما هناك مسئولية للجهات الرسمية في توفير معلومات أمام الإعلام.
الجريدة الرسمية