شكرا محافظ الجيزة!
منذ سنوات طويلة وسكان أغلب مناطق محافظة الجيزة يعانون كثيرا سوء الخدمات وانتشار العشوائية والباعة الجائلين في كل مكان، فشوارعها أقرب لشوارع القرية منها إلى المدينة، ومع تولي كل محافظ جديد كان الأمل يظل معقودا أن يصلح ما أفسده سابقه، وتعود الجيزة كما كانت عاصمة للثقافة والتاريخ، لكن لسوء الحظ يستمر الحال من سيئ إلى أسوأ.
ومع تولي اللواء كمال الدالي مسئولية المحافظة، الشهادة لله تغير الوضع تماما بشكل ملحوظ خلال فترة قصيرة، وأصبحت الجيزة مقلب زبالة وسوقا عشوائيا كبيرا وغيابا تاما لأي مسئول، ولم يعد هناك فرق بين منطقة راقية وأخرى شعبية.
فجميع الأحياء تشبه بعضها في عدم النظافة وعدم وجود إضاءة وانتشار الحفر والبالوعات المفتوحة، مما جعلنا نترحم على أيام المحافظين السابقين وعلى رأسهم الدكتور علي عبد الرحمن، وأثبتت الأيام أنهم بذلوا مجهودا كبيرا في هذه المحافظة الكبيرة وأن الوقت لم يسعفهم حتى يرى المواطن هذا التغيير على أرض الواقع.
الفرق بين اللواء كمال الدالي ومحافظي الجيزة السابقين أن مكاتبهم كانت مفتوحة لكل صاحب شكوى، وكانوا على تواصل مع جميع المواطنين في الجولات، وكما هو متعارف عليه، كان بعض هؤلاء المحافظين يقوم بجولات يومية، كل يوم يتجول في أحد الأحياء والأسواق للوقوف على مشكلات المواطن..
أما اللواء كمال الدالي فهو يختلف عن جميع محافظي الجيزة السابقين فهو يعشق الجلوس في المكتب، والتواصل مع رؤساء الأحياء عبر الهاتف إذا اقتضت الحاجة ذلك، حيث يعتبر نفسه مستهدفا وأن نزوله إلى الشارع والعمل على راحة المواطنين برا لليمين الذي أقسمه أمام رئيس الجمهورية مخاطرة كبيرة لا يقوى عليها، فهو يرى أن مكانه المناسب في لاظوغلي، حيث وزارة الداخلية، وأن تولي مسئولية محافظة الجيزة نقطة ضعف في تاريخه الوظيفي يجب أن تمحى في أسرع وقت..
لو تم عمل استفتاء لأفشل محافظ وأسوأ محافظة في كل شيء ستكون من نصيب كمال الدالي، ومحافظة الجيزة، التي أصبحت عنوان العشوائية على يديه شكرا محافظ الجيزة.