رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الرحمن البيلي يكتب: حيا الله الفساد

عبدالرحمن البيلي
عبدالرحمن البيلي

عزفت الحكومة المصرية سمفونية فساد جديدة بعنوان (قطارات الموت)، لا تقل إبداعًا عن سمفونيات الفساد السابقة التي عزفتها حكومتنا الحبيبة وما زالت تعزفها بإبداع، وكأنها تريد أن تقول للعالم أجمع: (حيا الله الفساد في شتى أنحاء وربوع المحروسة)، من خلال تصادم قطارين جديدين في البحيرة، لكن الشهادة لله أن الحادث نتج عنه العشرات فقط من الضحايا والمصابين، والشهادة لله أيضًا أن رئيس الوزراء أمر وزير النقل بالمتابعة الجيدة للحادث، وإحقاقًا للحق أن هناك مصادر مؤكدة تقول: إنه ما زال هناك حياة بالقرب من مكان الحادث.


من أراد أن يصوغ من فكرة الفساد تمثالا تشهده الأبصار أو يرسم لوحة فساد تمحو أسطورة الموناليزا، فعليه أن يتابع أداء الحكومة المصرية عن كثب، فهناك قطارات تعانق بعضها البعض، وهناك مبانِ وأبراج تحتضن المباني المجاورة لها كما حدث في الإسكندرية من قبل، ومصعد جامعة بنها الذي قرر أن يترك المبنى ويغرد منفردًا قبل سقوطه في الهواء الطلق، وطريق المنصورة جمصة الذي يفوق طرق الأدغال صعوبة... إلخ.

أما القاعدة التي اتخذتها الدول المتقدمة، خيبهم الله، للانطلاق نحو النهضة والتقدم التي تقول: إن القضاء على الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب هي الركيزة الأولى نحو التقدم، فلا مكان لها عندنا، فعلى سبيل المثال محافظ الشرقية السابق الدكتور رضا عبد السلام الذي شهد له القاصي والداني بنزاهته وأمانته وحبه لوطنه استطاعت بحمد الله حكومتنا الحبيبة أن تطيح به من أول وهلة، أما نائب رئيس هيئة سكك حديد مصر أثناء تصادم قطاري الإسكندرية، تمت ترقيته عقب هذا الحادث بحمد الله إلى رئيس هيئة سكك حديد مصر، ظل شيئًا واحدًا لم يحدث كي نستريح، وهو أن يتولى محافظ الدقهلية وزارة التنمية المحلية، ونعيد الغطاء للقلم ونذهب للفراش ونحن نردد حيا الله الفساد.
الجريدة الرسمية