«عبقري المترو».. أنقذ الركاب من كوارث محققة.. وساهم في حماية الخط الأول من المقذوفات.. «علاء الدين» لم يتقاض مليما واحدا من الهيئة.. ورفضوا تعيينه بعد 5 سنوات من العمل
على مسافة قريبة من أجهزته واختراعاته، يجلس شاب في بداية العقد الثالث من عمره، شديد التركيز في بعض الأجهزة والمقاومات والعديد من قطارات التجارب للمترو.. تؤنسه الاختراعات.. لحيته الطويلة تركها- كما يقول- حتى لا يضيع الوقت في تهذيبها، يطلقون عليه اسم «عبقري المترو»، رغم أن وزارة النقل وإدارة مترو الأنفاق تجاهلتاه تماما.
وعلى الرغم من إنجازات الشاب التي لا ينكرها أي شخص بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، والتي شملت اختراعًا يمنع المواطنين من استقلال القطارات بين العربات، خاصة على الخط الأول “المرج - حلوان”، واختراع الشبكة الواقية على مقدمة القطارات والتي تم تعميمها على قطارات الخط الأول لحمايتها من الطوب والرمال وغيرها من المقذوفات من أعلى الكبارى، بالإضافة إلى بعض الاختراعات لتطوير قطارات الخط الأول وتطوير الشبكة الكهربائية بالمترو.
خمس سنوات قضاها الشاب علاء الدين حسين عبدالمحسن السيد، بورش المترو، يبتكر ويخترع ويطور، ولم تشفع له في تشجيع مسئولي النقل على التعاقد معه أو تخصيص أي مكافأة مالية له، بعد أن ظل يعمل مجانا طوال تلك الفترة بدون أجر.
حب المترو
علاء الدين تحدث لـ«فيتو» عن مشروعاته بمترو الأنفاق، مؤكدًا أن ما قام به لم يكن محض صدفة، ولكنه منذ طفولته وهو يعشق مترو الأنفاق ويفكر في طرق تطويره، وسبل تقديم أفضل خدمات ممكنة لركاب المترو.
وأوضح أن حكايته مع المترو بدأت عندما كان عمره ١٥ عاما، وعرض على المسئولين بالمترو فكرة المساهمة مجانا في عدد من الاختراعات.. ذهب الشاب لإدارة مترو الأنفاق يحمل مترو صغيرًا، تخيل البعض أنه أحد الأطفال المهووسين بالمترو، ولكنه جاء يحمل للمترو العديد من الاختراعات التي أصبحت طوق نجاة للخط الأول والذي يعانى أشد المعاناة، لم يتخيل كبار مهندسى المترو أن يتمكن الشاب من تنفيذ شيء ولكنه ذهب بالفعل إلى ورش المترو وهناك بدأ أول مشروع له.
أول اختراع
أول اختراع لـ «علاء الدين» كان مادة كاوتش، مصنوعة من مواد خاصة تتحمل الضغط ودرجات الحرارة وغيرها ويتم تركيبها بين عربات القطار لتمنع نهائيا وجود أي فراغ بين العربات وبعضها البعض مما يقضى تمامًا على فكرة انتقال الركاب بين العربات وهو ما ساهم في القضاء على هذه الظاهرة.
الاختراع الثانى كان مع بداية الثورة عندما تعرض المترو للعديد من المواقف الصعبة والتي كانت تهدد بإيقاف الخط الأول للمترو الذي يمر في المناطق المكشوفة، بسبب استهداف القطارات ومحاولات إلقاء مواد معدنية أو غيرها على القطارات، وهو ما قوبل برد عبقرى من الشاب الذي اخترع شبكة واقية لمقدمات القطارات ومؤخراتها تحمى السائق وتحمى مقدمة ومؤخرة القطار من محاولات استهداف القطارات، وبالفعل نجح اختراع الشاب ولم تتوقف حركة القطارات على الخط الأول واستمر العمل بشكل طبيعي.
غلق الأبواب
من أبرز المشكلات التي كانت تهدد مترو الأنفاق والتي تطلبت من علاء الدين تقديم اختراعه الثالث أن حركة أي قطار دون غلق الباب، وكانت أبواب قطارات الخط الأول تعرضت للتلف وتمكن الشاب من إعادة تفعيل عمليات غلق الترابيس وأبواب المترو إلكترونيًا مرة أخرى بعد تعطلها، وحصل على شهادة من مترو الأنفاق، تؤكد أنه أشرف على عمليات تطوير المترو وعلى مشروع إصلاح أبواب المترو الخاصة بقطارات الخط الأول وكل القطارات.
رغم الخدمات الجليلة التي قدمها علاء الدين لهيئة تشغيل المترو فإنه قوبل بتجاهل من قيادات الهيئة، فلم يتقاض مليما من المترو، ولم يفكر مسئول بالمترو في ضمه للعمل بشكل رسمى بالورش، وكان ردهم دائما: “خلية يقدم مع الناس بعد التخرج”، وما أن تخرج، حتى وجد نفسه بدون أي عمل رسمى ولم تقبله شركة المترو.
"نقلا عن العدد الورقي.."