رئيس التحرير
عصام كامل

تل أبيب تتجسس على العرب بـ ٦ أقمار صناعية.. الكيان الصهيوني قطع خطوات هائلة في «السايبر»..17 ألف موظف لاختراع الوطن العربي.. مواقع التواصل الاجتماعي كلمة السر.. ومصر هدف دولة الاحتلال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم تعد إسرائيل تخشى الحروب البرية على الأرض كما كان الأمر قبل حرب أكتوبر 1973، وإنما انتقلت إلى مرحلة أكثر تطورًا، البطل الرئيسى فيها هو “السايبر” أو ما يعرف بالفضاء الإلكترونى الذي أصبح هوس الكيان الصهيونى في السنوات الأخيرة، بل يعتبره المجال الأبرز في المواجهات العسكرية مستقبلًا مع الدول العربية، خاصة مصر التي يعتبرها العدو الأول.


يرى العاملون في مجال السايبر بدولة الاحتلال أنه لم تعد هناك حاجة إلى الدبابة أو الصواريخ طالما أنه من الممكن الجلوس أمام حاسب آلى من داخل غرفة مغلقة وتحريك العالم بضغطة زر، وشن هجمات على أي هدف يتم تحديده ضمن قائمة الأعداء.

تراجع العنصر البشري
وتؤكد المؤشرات الإسرائيلية أن التقدم الهائل في مجال السايبر أدى إلى التراجع في الاستعانة بالعنصر البشرى المتمثل في العملاء نتيجة التسهيلات التي قدمها مجال الاختراق الذي يسهل التسلل إلى المؤسسات الكبرى.

ومن خلال التوغل في هذا المجال كون الصهاينة ميليشيات إلكترونية ضخمة استغلت حالة الانسيابية التي ضربت مواقع التواصل الاجتماعى في أعقاب أحداث الربيع العربى بالدول العربية خاصة في مصر، لتوجيه ضربات قيمية وأخلاقية تستهدف قلب الوطن وهم الشباب، فضلًا عن تأجيج الفتن وإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب، ويجرى كل ذلك عبر حسابات وهمية تحمل أسماء غير حقيقية.

شركات الهجوم الفضائي
وتوجد مئات الشركات الإسرائيلية التي تعمل في مجال السايبر الدفاعى والهجومى تشغل نحو 17 ألف شخص، ومن أبرز تلك الشركات الرائدة في هذا المجال شركة «مورفيسيك» التي أعلنت مؤخرا عن تخصيص نحو 12 مليون دولار لتطوير الكفاءة من أجل مفاجأة من يفكر في شن هجمات إلكترونية ضد دولة الاحتلال، وكذلك شركة «شيدما»، التي تدير مشاريع أمنية في الفضاء الإلكترونى داخل وخارج إسرائيل.

كما يوجد عدد من الوحدات الفرعية الأخرى، وأبرزها وحدة «نحشون»، وتعنى القوة والصلابة، أُسِّست في البداية لقمع الفلسطينيين لكن سرعان ما تطورت مهامها وبدأت تغطى معلومات في العالم العربى وكذلك مصر، وتستعين هذه الوحدة بطائرات أمريكية، تضم داخلها منظومات تجسس، كما أنه لا يمكن إغفال دور القمر الصناعى “عاموس” الذي يستخدمه الاحتلال في مجال التجسس على الدول العربية، وهذا ما أشارت إليه صحيفة «إسرائيل اليوم» التي أكدت أن دولة الاحتلال أصبحت تسيطر على فضاء جميع الدول العربية بواسطة 6 أقمار صناعية، مهمتها تصوير كل صغيرة وكبيرة تحدث بالمنطقة.

وحدة التجسس
وفوق كل ذلك تأتى وحدة التجسس المسماة بـ«8200»، لتثبت أن الكيان الصهيونى نجح تمامًا في مجال السايبر، كونها أكبر وحدة تجسس في العالم.

وتعتمد هذه الوحدة على الرصد، والتنصت، والتصوير، والتشويش، وتشترط على من يريد الانضمام إليها إجادة اللغة العربية بشكل جيد، ويدلل هذا الشرط على أن الهدف الرئيس من الوحدة المذكورة هو مصر والدول العربية، كما تلعب دورًا مهما في التجسس على السفن في البحر المتوسط، كما سبق أن رصدت مكالمة هاتفية بين الرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر وملك الأردن الحسين بن طلال، في بداية حرب 1967.

وتضم الوحدة نحو 30 برجا هوائيا وأطباقًا لاقطة من أنواع وأحجام مختلفة، مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية، واختراق العناوين الإلكترونية التابعة لحكومات عدوة ومنظمات دولية وشركات أجنبية ومنظمات سياسية، علمًا بأن هذه الوحدة نجحت، حسبما أعلن جيش الاحتلال مؤخرا، في منع تفجير طائرة تابعة لشركة «الاتحاد» خلال رحلة جوية من مدينة سيدنى الأسترالية إلى أبو ظبي، ووفقًا للتقرير فإن داعش خطط لاستهداف الطائرة في أستراليا، وبفضل المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الوحدة، وفقًا للتقرير، تم إحباط مخطط «داعش».

وتوجد أيضًا الوحدة 504، وهى من وحدات جهاز الاستخبارات «أمان»، وتم تشكيلها للعمل في المناطق الحدودية بهدف تجنيد سكان الحدود في المناطق المختلفة والتعرف على تطورات الأوضاع فيها.

وتنفق إسرائيل استثمارات ضخمة في هذا المجال لتأمين الفضاء الإلكتروني، علمًا أن تهديد الهجمات الإلكترونية باتت تصنف ضمن أخطر «التهديدات الإستراتيجية» التي تواجه دولة الاحتلال.

وبدأت إسرائيل في الآونة الأخيرة في محاولات استقطاب شباب يهود يعيشون خارجها، ولديهم خبرات كبيرة في مجال السايبر من أجل إقناعهم بالهجرة لإسرائيل لاستيعابهم في سلاح الحوسبة.

وخلال الأشهر القليلة الماضية أعلنت إسرائيل عن شبكة سايبر شاملة كهيئة توحد جميع أنشطة السايبر القومية في دولة الاحتلال يرأسها شخص يدعى يجال أونا، وتهدف هذه الهيئة إلى النهوض بالقدرات الإسرائيلية وتحسين سبل التصدى للتحديات الحالية والمستقبلية في فضاء السايبر، إلى جانب هيئة السلطة الوطنية لحماية السايبر، وهما تشكلان معًا منظومة السايبر الإسرائيلية.

وفى إطار هذا المجال تهتم دولة الاحتلال بما يعرف بالدبلوماسية الرقمية، وخصصت قسمًا للدبلوماسية الرقمية باللغة العربية، وهى الصفحة التي يشاهدها أكثر من 1.3 مليون متابع، معظمهم من الشباب في سن 18 حتى 34 عاما، يعيش معظمهم في مصر، ويتم من خلال هذا القسم استقطاب الشباب المصري.

حرب إلكترونية
وتتوقع الدوائر الإسرائيلية حربًا إلكترونية مقبلة مع حزب الله وإيران لما يملكانه من قدرات متطورة في مجال السايبر، خاصة بعد التصعيد الأخير بين تلك الأطراف على الأراضى السورية في ضوء إسقاط الطائرة الإسرائيلية، ويخشى الكيان الصهيونى من أن يعقب هذا التصعيد استغلال من جانب حزب الله وإيران لقدراتهما في هذا المجال ضد إسرائيل، خاصة أن الأخيرة تعلم أن قدرات حزب الله وإيران ربما تمكنها من تعطيل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرة الشبح “إف 35” الأكثر تطورًا، وهذا ما دفع إسرائيل لاتخاذ خطوة استبدال المحرك الذكى بالطائرات النفاثة بمحرك له دائرة مغلقة تمنع الطائرات من التعرض لهجمات إلكترونية، بحيث حينما يحدث اختراق لها تتضرر المعلومات التي تحملها منظوماتها الإلكترونية وليس محركات الطائرة؛ لأنه إذا طال الضرر المحركات فإن ذلك يعنى تعطيل الطائرة تمامًا.

مع العلم بأن تل أبيب لديها قدرات إلكترونية تمكن من تعطيل سلاح الجو للعدو، ولديها القدرة أيضًا على تعطيل سرب طائرات مرة واحدة، من خلال استخدام السايبر، هذا إلى جانب أن الكيان يجرى دراسات على الهجمات الإلكترونية التي وقعت في مناطق أخرى، من أجل إعادة تقييم منظوماتها الدفاعية في مجال «السايبر».

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية