رئيس التحرير
عصام كامل

غزو العالم بـ «زر الماوس».. روسيا توجه ضربات إلكترونية مرعبة للولايات المتحدة.. وانتخابات ترامب تكشف المستور.. فيروس «نوت بيتيا» تسبب في خسائر بالمليارات لدول العالم.. وتحذيرات في

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

مع دخول العالم مرحلة الحرب الباردة، لم تعد الحروب بين القوى الإقليمية الكبرى حروبا تقليدية، تراجع دور الجيوش النظامية لصالح جيوش إلكترونية مدربة، يمكنها شل الحياة العامة ووقف جميع المؤسسات والخدمات بالدولة العدو وتكبيدها خسائر ضخمة، بمجرد فقط الضغط على زر الحاسوب.


القرصنة الإلكترونية
وخلال السنوات الأخيرة، تسابقت الدول في تطوير قراصنتها الإلكترونيين، لتضمن أمانها، ومن فترة لأخرى يظهر فيروس ضخم يضرب أنظمة كاملة، فبعد فيروس «وانا كراي» الذي تسبب في أزمات كبرى بمعظم دول العالم، يأتى الآن فيروس «نوت بيتيا» الذي انتشر سريعا في كل أنحاء العالم، وهو الأخطر والأكثر شهرة، خاصة بعدما تسبب في خسائر تقدر بمليارات الدولارات في أوروبا وآسيا والأمريكتين.

توب بيتيا
و”نوت بيتيا” هو نوع من الفيروسات التي تصيب الأجهزة العاملة بنظام التشغيل ويندوز، يمنع المستخدم من الوصول إلى نظام التشغيل، ويشفر جميع البيانات المخزنة على جهاز الكمبيوتر، وقال الخبراء إنه متطور عن فيروس بيتيا، ويمكنه الانتقال عبر الشبكات من كمبيوتر لآخر، ويسمى بـ”الهجين”؛ لأنه متطور عن عدد من الفيروسات ليتمكن من مهاجمة وتدمير أكبر عدد ممكن من الشبكات.

وبدأ الفيروس من أوكرانيا وأصاب نحو 80 % من الشركات الأوكرانية، وهو مثبت بنحو مليون جهاز كمبيوتر في البلاد، وأصاب العديد من أجهزة الحكومة الأوكرانية ومطار بوريسبيل ونظام مراقبة الإشعاع بمحطة تشيرنوبل النووية، وتأثرت عمليات المصارف بشكل كبير.

روسيا ونصيب الأسد
وحصلت روسيا على نصيب الأسد هذه المرة في شن الهجمات الإلكترونية، من خلال فيروس “نوت بيتيا”، وللمرة الأولى تُدين واشنطن رسميا الجيش الروسى بشن ضربة إلكترونية إستراتيجية، وهى سابقة في العلاقات الدولية، وبلهجة ربما لم تُستخدم منذ التوتر بين قطبى “الحرب الباردة” إبان أزمة الصواريخ الكوبية الشهيرة في خمسينيات القرن العشرين، أدان البيت الأبيض موسكو بأنها وجهت ضربة إستراتيجية دولية تسببت في خسائر طالت أوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بـ”عواقب دولية” على خلفية هجوم “نوت-بيتيا” الإلكترونى الذي يُعتبر الأكثر تدميرا وكلفة في التاريخ.

كما حملت بريطانيا، الأسبوع الماضى موسكو، خاصة الجيش الروسى مسئولية الهجوم الإلكترونى “نوت-بيتيا”، وأعلنت إنشاء وحدة جديدة وطنية مكلفة بمكافحة “التضليل” الذي مصدره دول أجنبية بما فيها روسيا، وطالبت لجنة القطاع الرقمى والثقافة والإعلام والرياضة، موقعي فيسبوك وتويتر بتسليمها معلومات عن تدخل روسى محتمل في الاستفتاء على بريكست في يونيو 2016 وفى الانتخابات التشريعية بعد ذلك.

واتهمت أمريكا روسيا بالتدخل في شئونها الانتخابية، والتأثير على الانتخابات التي أجريت في يوليو من العام الماضي، بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمرشحة وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، في وقت سابق، واعترف ترامب الأسبوع الماضى لأول مرة بالتدخل الروسي، قائلا إن “روسيا نجحت في زرع الشقاق بين الأمريكيين وأن يضحكوا عليهم”.

كما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، هيربيرت ماكماستر، إن الدليل على التدخل الروسي في انتخابات 2016 “أمر غير قابل للجدل”، وذلك في إطار التحقيق الكبير للمحقق روبرت مولر، والبحث عن العلاقات المحتملة بين شركاء حملة الرئيس دونالد ترامب وروسيا، وقد نفى ترامب مرارا أي تواطؤ.

اتهام 13 روسيا
ووجهت وزارة العدل الأمريكية، الاتهام لـ13 مواطنا روسيا وثلاثة كيانات روسية بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016، وتشمل الاتهامات التآمر والاحتيال على الولايات المتحدة، كما اتهمت ثلاثة بالتآمر لارتكاب عمليات احتيال وسرقة مصرفية، و5 مدعين عليهم بجناية مشددة تتعلق بسرقة الهويات.

من جانبه نفى الكرملين “بشكل قاطع” الاتهامات، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف: “ننفي بشكل قاطع هذه الاتهامات؛ لأنها بدون أدلة ولا أساس لها، إنها ليست إلا استمرارا لحملة الكراهية ضد الروس”.

جدير بالذكر أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أجهضت محاولات روسية لاختراق ماكينات إحصاء الأصوات في الانتخابات، وفرضت عدة عقوبات على تدخل روسيا في الانتخابات شملت تسديد ضربات إلكترونية ضد شبكات روسيا، ودس أسلحة فيروسية فيها، وإرسال حاملات طائرات إلى بحر البلطيق، إضافة إلى عقوبات اقتصادية ودبلوماسية.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية