2018 «عام الحرب الكبرى».. «اليمن» على حافة الانفجار.. سوريا «حلبة صراع».. والقاهرة تواجه الإرهاب بـ«العملية سيناء».. جيمى كارتر يكشف بداية الجحيم.. والرئيس الرو
الحرب.. الورقة الأخيرة التي يلجأ إليها الحكام، بعد أن تكون بقية الأوراق قد فقدت صلاحيتها وبريقها أيضا، فبعد أن تفشل الدبلوماسية في تهيئة الأجواء، تكون الحرب هي الخطوة التالية، وبعدما تتعقد الصفقات والمساومات السياسية، تصبح المعارك السيناريو الأسهل والأقرب، وبشكل عام عندما تتعقد الأمور يتجه العالم إلى الحروب، نظرية سياسية اتبعتها القوى العظمى في الحربين العالميتين الأولى والثانية بهدف إعادة رسم النظام الدولى وتبديل المواقع وتفكيك الأزمة الاقتصادية، وجميع الحروب التي خلفت مجازر بشرية وأسقطت زعماء من فوق كراسى الحكم وأعادت رسم خرائط، لم تقرع طبولها بقرارات انفعالية وليدة اللحظة بل تم الترتيب لها قبل بأعوام بهدف تمهيد أرض المعركة لساعة الصفر.
منطقة الشرق الأوسط الآن على ما يبدو أنها هي الأخرى باتت جاهزة لإعلان الحرب الإقليمية الشاملة في 2018، بعد انتهاء موجة الربيع العربى التي بدأت مع احتلال العراق ووصلت إلى الذروة بثورات الربيع العربى وتصعيد جماعات الإرهاب على مختلف مسمياتها “الإخوان وداعش والنصرة” التي احتلت مكانة القاعدة.
قرار القدس ولبنان
الخلاف القائم الآن فقط متعلق على نقطة انطلاق المعركة، بعدما تحولت التصريحات من محاربة الإرهاب إلى اعتماد تعبير “الحرب الشاملة”.. الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، رأى أن غزة سوف تكون بداية الحرب الكارثية على منطقة الشرق الأوسط، وحذر في اجتماع استضافه مجلس الأمن، بصيغة “آريا”- هي اجتماعات غير رسمية- من خطورة الأوضاع في فلسطين على خلفية قرار الرئيس الحالى للولايات المتحدة دونالد ترامب، الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.
حالة التفكك والضعف العربى دفعت الاحتلال إلى استخدام مصطلح الحرب الشاملة في سياق تهديداته التي دأب على إطلاقها مؤخرا في كل اتجاه، ورغم اعتياد المواطن العربى على سماعها من الكيان الإسرائيلى تجاه الشعب الفلسطينى والمقاومة في غزة، إلا أن وزير دفاع الاحتلال أفيجدور ليبرمان نقلها إلى مسامع السياسيين في لبنان، في إطار المعركة الدائرة على الجدار العازل بين البلدين والصراع على غاز المتوسط، ولم تسلم سوريا هي الأخرى التي تحولت إلى سماء مفتوحة دون رادع لمقاتلات الكيان الصهيونى من التهديدات التي تشير إلى تحرك عسكري وشيك لإدارة بنيامين نتنياهو بهدف تخفيف الضغط الذي يعنيه داخليًا على خلفية اتهامه بالفساد والتحرك تجاه الحرب وجر المنطقة إليها.
أزمة سوريا
سوريا.. أصبحت الأرض الموعودة لهذه المعركة الشاملة، في ظل تصاعد العدوان التركى على عفرين الحدودية ضد الأكراد والدفاع بميليشيات إرهابية تحت مسمى “الجيش السورى الحر” لاقتناص نصيبها من كعكة التقسيم، وأثبتت الأيام الماضية ابتلاع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، طعم الحرب وفتح على بلاده وجيشه جبهات صراع مفتوحة مع العرب قبل الأكراد.
التصعيد الحادث في الغوطة الشرقية وتعمد الولايات المتحدة الأمريكية غض الطرف عما يحدث في عفرين وتركيز الاهتمام على مجازر الغوطة، مبعث قلق من هدف خفى لتحول المنطقة المنكوبة إلى بوابة لدخول الصراع عسكريا لتحجيم النفوذ الروسى في سوريا وإزاحة القوات والأذرع الإيرانية المتواجدة إلى جانب الرئيس السورى بشار الأسد.
فخ السعودية
من أقصى شمال غرب آسيا إلى جنوبها في اليمن التي تحولت- هي الأخرى- إلى “برميل بارود” يهدد بالانفجار في وجه المنطقة برمتها، بعدما تحولت الدولة إلى مستنقع فوضى تسيطر عليها داخليا ميليشيات مختلفة الأهواء والأيديولوجيات بين مناصرة لمشروع إيرانى – الحوثيين- ومنحازة إلى دول سنية على رأسها السعودية والإمارات.
اليمن الذي قادت المملكة العربية السعودية الحرب ضد الميليشيات الانقلابية به، خرج عن اللامعقول السياسي، ويتعمد المجتمع الدولى تجاهل ما يحدث به لوضعه على نار هادئة حتى تنضج طبخة الحرب الكبرى من أراضيه، وترمى حمم بركانية على الجوار العربى تدفع الجميع إلى التدخل العسكري في «فيتنام إقليمي» لجيوش المنطقة، يقودها إلى العراق ولبنان والبحرين وسوريا مناطق تواجد النفوذ الإيرانى من خلال ميليشيات وخلايا نائمة تمتلك طهران وحدها شفرة تحريكها.
مقاطعة قطر
من قلب الخليج وبعيدا عن الأزمات التقليدية، وعلى طريقة الهروب من الأزمات بالحروب، يحشد أمير قطر جيوش العالم في الدوحة، لتأمين وجوده على حساب جثة الشرق الأوسط، وبعدما جلب الأتراك دخل في صفقات عسكرية مع جميع الدول الكبرى لاستقدام أسلحة وعتاد لا تكفى مساحة بلاده لتخزينها.
ومؤخرا عقب إيفاد وزير دفاعه خالد بن محمد العطية، إلى واشنطن الشهر الماضى ووقع عقد احتلال بلاده عسكريا للجانب الأمريكى على بياض، عاد بعدها ليرتدى الزى العسكري لأول مرة في حياته أثناء تفقد المنطقة الحدودية مع السعودية، واتخذت تصريحاته عقب هذه الزيارة ضد دول الخليج المقاطعة لبلاده طابعا عنتريًا حول الدفاع عن السيادة والتحدث بشكل دائم عن معركة مرتقبة.
النووى الإيراني
سيناريو الحرب الذي يريده “تميم” يتقارب مع ما تصبو إليه إيران المرتبكة في ملفها النووى على خلفية تحريك ترامب وهدفه الواضح لتنفيذ ضربة عسكرية خاطفة على المفاعلات النووية بمعاونة إسرائيل، ودعم عربى يناشده بتأجيج الخلافات بين الرياض وطهران، مستغلا رغبة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى في إعادة وضع بلاده إقليميًا واندفاعه بروح الشباب إلى ساحات قتال متعددة تكبد اقتصاد المملكة الآن خسائر هائلة بسبب فواتير السلاح التي تخطت حد المعقول.
ليبيا ليست بعيدة
سيناريو الحرب الشاملة في الإقليم لا تستبعد سطوره أزمة ليبيا القائمة والمستعصية على الحل في ظل قناعة الجميع ببوادر فشل خطة المبعوث الأممى غسان سلامة، الهادفة إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في البلاد تنهى أعوام الفوضى.
صراع الشرق والغرب الليبى والواضح وتدخل القوى الخارجية التي تريد بقاء الأوضاع على ما هي عليه ساحة مواجهة دائمة تقدم ليبيا على رأس قائمة البقع المرشحة لانطلاق المعركة في ظل تقارير مقلقة عن انتقال عناصر داعش من سوريا والعراق إلى هناك، بدعم دولى واستخباراتى بدون مواربة أو استحياء.
مصر في خطر
وسط هذه المعادلة المعقدة وكانت القاهرة قد اتخذت خطوة مستقبلية، يمكن وصفها بـ”التحرك المسبوق لسيناريوهات الحرب الإقليمية”، بعدما أعلنت عن بدء العملية العسكرية الشاملة لتطهير سيناء والتي اختارت لها القاهرة مسمى “سيناء 2018”.
"نقلا عن العدد الورقي.."