أمل حمدى تكتب: إذا كانت الرجعية تعني احتشام الفتاة فأهلا بالرجعية
الأنوثة العميقة والقوية ترتبط ارتباطا وثيقا بشخصية المرأة وأمومتها وعطائها وسلوكياتها، ولكن المجتمع وبعض الرجال والنساء غير الأسوياء تأخر مفهومهم للأنوثة فاكتفوا بربط الأنوثة بالمظهر الخارجى والجاذبية فقط.
ونحن النساء من أثبتن على أنفسنا هذه التهمة، فعرضت بعض النساء وربما الكثير منا نفسها سلعة في فاترينة العيون متخيلة أن هذا هو تصور الرجل التقدمى للأنوثة، وإذا كان هذا هو تصور الرجل التقدمى للانوثة فنحن حينئذ أمام الرجعية بعينها لكن الرجل التقدمى السوى يعلم أن المقاسات المثالية تتبخر بعد أول حمل والغزالة تتحول إلى بقرة ولا يتبقى من الأنثى سوى الحنان وقيم البيت الأصيل.
وفي هذه الحالة تتصرف المرأة عكس ما تقول تماما بأنها ليست سلعة ولذة وتمشي مشية كلها تبذل وتبرج وإغواء ونسيت أبسط وصف في القرآن الكريم لمشية الفتاة المسلمة حين تلقى الرجال في سورة القصص "فجاءته إحداهما تمشى على استحياء".
علاوة على الضحكات العالية والحديث بلغة وصوت ونبرة خاضعة.. اللعنة التي حلت على أرض الجامعات خير دليل على ذلك، فجرأة الكثير منا وصلت إلى حدود لم يتخيلها أحد على الرغم من عاداتنا الشرقية وتعاليم ديننا إلا أن هذا العصر يتسم بالغرابة في كل شىء فيما يطلق عليه البعض "التحرر" أو "ثورة المودرن" وهو حقيقة الأمر ليس غير مجرد تسيب أخلاقى فادح.
ومن ملامح الغرابة في هذا العصر أننا نجد أن خروج الفتاة محتشمة دون تبرج وتبهرج وتمخطر أنها منذ زمن رحل وتكون بين الصورة المنتشرة هي الشاذة والغريبة عنا.
وكذلك شكل النقاب الذي تغير اليوم مع المكياج الكامل والعينين المرسومتان والعدسات الخضراء والزرقاء وإهمال آدابه بصفة عامة غير مقتصرة على الشكل فقط.
فرسالة إلى ذات النقاب التي انساقت وراء الموضة "أعيدوا للنقاب هيبته يرحمكم الله"
ومن ملامح الغرابة أيضا ظاهرة جديدة لم نرها من قبل وهذه الظاهرة هي التي دفعتني إلى كتابة هذا المقال وهى صيحات البنات والتجمعات والأحضان وهلاوس الحب كل يوم أمام مدرسة جديدة في كل أنحاء الجمهورية وسط سكون كامل من كل الاتجاهات سواء من الآباء والأمهات اللذان يعدان المتهم الأول عن ذلك بحكم المسئولية عن التنشئة الاجتماعية، والمدرسة وإدارتها ووزارة التربية والتعليم. فلماذا لا تتخذ الوزارة الإجراءات لإنهاء هذه المهزلة الأخلاقية بدلا من تكرارها كل يوم؟.
واذا كان هناك أسباب جمة لذلك الانهيار الأخلاقي فلابد من مواجهته وعلاجه الذي يبدأ بتكاتف كل من الأسرة وأهل العلم والمدرسين بالدعوة إلى الحياء ونشر الفضائل.
ولكى لا نترك كل هذه الانطباعات السلبية عنا نذكر أن من حسن الحظ أن ثورة المودرن والتحرر هذه لم تشمل كل هذا الجيل فما زال الكثير من نسائنا بخير وما زالوا رجعيات والحمد لله.