رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الانتخابات اللبنانية.. صراع تقليدي وهدف إيراني وتخبط الحريري

سعد الحريري
سعد الحريري

6 مايو لبنان على موعد انتخابات برلمانية برائحة البارود والصراع الطائفي، أول انتخابات منذ 2009، تغيرات طفيفة في قوائم المرشحين، تياران بارزان في التحالفات " 14 آذار " بقيادة تيار الإستقلال الذي يرتبط بالسعودية، و"8 آذار" بقيادة حزب الله المرتبط بإيران، وسط جماعات ونواب يحاولون كسر قاعدة الطوائف في بلد الطوائف.


قانون انتخابي جديد:
وتجري الانتخابات اللبنانية، وفقا للقانون الانتخابي الجديد، الذي قسم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية لاختيار الـ 128 في مجلس النواب.
وفي السابق، كانت تُجرى الانتخابات اللبنانية وفق قانون الستين الذي أقر العام 1960، ويعتمد التصويت وفقا لتقسيمات إدارية ومحاصصة تراعي الخصوصية الطائفية للقوى السياسية.

ويلزم القانون الانتخابي الجديد بالانتهاء من تجهيز القوائم الانتخابية قبل 40 يوما من موعد إجراء الانتخابات، مما يعني أن المهلة الأخيرة لانضمام المرشحين لإحدى القوائم هي 26 مارس، بحسب الداخلية اللبنانية.

ويسمح القانون للمرة الأولى في التاريخ اللبناني أن يشارك اللبنانيون خارج لبنان في العملية الانتخابية ويدخلهم إلى صلب الحياة الديمقراطية في الوطن الأم.

تحالفات متشابكة:
وبدأت حسابات التحالفات الانتخابية في لبنان ترتسم مجددًا، لإعادة تجميع قوى "14 آذار" صفوفها لخوض الانتخابات النيابية كحلفاء من خلال درس كل الحيثيات المتعلقة بالدوائر والمرشحين. وبمعزل عن أن هذه القوى مقبلة على اختبار هو الأول من نوعه تقنيًا في اعتماد النسبية والصوت التفضيلي، فإن الاستحقاق الأساسي يكمن في ضرورة حشد كافة المكونات المناوئة لحزب الله، وقيام تحالفات مقبولة بالحد الأدنى من الشارع الذي يوالي هذه القوى. 

ما سيقود إلى حسابات مختلفة في كثير من الدوائر، على رأسها بيروت الثانية، وزحلة، وصيدا- وجزين، وبعبدا، علمًا أن التحالفات بـ"المفرق" بين الأحزاب ستكون قائمة، كمرشح للتيار الوطني الحر على لائحة الحزب والحركة في بعلبك الهرمل، والعكس في دائرة كسروان جبيل، حيث سيكون المرشح عن المقعد الشيعي، وهو من حصة حزب الله، على لائحة التيار الوطني الحر.

والجولات الانتخابية التي يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أو تلك التي يقوم بها مرشحو القوات اللبنانية والترشيحات التي يطلقها رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع من حين إلى آخر، تدل على أن الطرفين حسما أمرهما في خوض الانتخابات متنافسين.

وخلال اليومين الماضيين، استكمل حزبا القوات والكتائب (منضويان في تحالف 14 آذار الذي يقوده تيار المستقبل) استعدادهما للانتخابات، دون الإعلان عن أسماء مرشحيهما في كل المناطق.

22 نائبا للحريري
كتلة رئيس الوزراء الحريري، في البرلمان تتكون من 33 نائبًا، ولكن هناك تقديرات أن الحريري لن يكون قادرًا، في الانتخابات المقبلة، على جمع كتلة من أكثر من 22 نائبًا في أحسن الأحوال، بعد إقرار قانون النسبية.

33 نائبا لحزب الله وأمل
وحسم حزب الله وحركة أمل أسماء مرشحيهما للانتخابات النيابية في 6 مايو المقبل. أعلن التحالف الثابت بين طرفي الثنائية الشيعية. 

ويرشّح حزب الله 15 مرشحًا من بينهم 3 حلفاء، والبقية حزبيون. فيما تتجه حركة أمل إلى تسمية 18 مرشحًا. وسيسعى الحزبان إلى ضمان فوز جميع مرشيحهما، بحيث يحوزان على 33 نائبًا في البرلمان الجديد.

هدف إيراني:
هناك هدف إيراني من وراء الانتخابات حيث تسعى إيران عبر أذرعها وأدواتها في لبنان للسيطرة على الأغلبية في البرلمان اللبناني وهو ما يعني تأمين قرار الدولة اللبنانية لصالح نظام المرشد الأعلى على خامنئي.

الهدف الواضح هو ألا يصل رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري، على رأس كتلة قويّة كي لا يغدو البرلمان قادرًا على التأثير، في أهداف إيران داخل لبنان، ومن ثم تبقي طهران دولة الطوائف تحت سياستها وعباءتها مما يشكل انتصارا إقليميا ضد خصمها اللدود المملكة العربية السعودية.

من جانبه قال محمد على الحسيني، أمين عام المجلس الإسلامي العربي، إن حزب الله يتصدر الانتخابات بالمال الإيراني، قائلا إن الأحزاب اللبنانية الكبيرة والمتوسطة تعتمد على الخدمات لكسب الجمهور، منها من يدفع من ماله الخاص الآتي من التمويل الخارجي أو الذاتي، ومنها من يستغل مرافق الدولة ومؤسساتها، للتوظيف ولتقديم التسهيلات، أو ليجعل منها مصدرا للإعاشة لكثيرين عبر الرشاوى والمخالفات القانونية.

من جانبه يقول الكاتب اللبناني، وسام سعادة، إنه "يخطىء أخصام الحزب حين يتوهمون أن الحزب لا يقنع بكل هذا ويريد السيطرة الكاملة، بل الهيمنة الشاملة، على نظام يتيح له التحكم شبه الكامل باللعبة، ويتيح له تيسير أو تعطيل قوانين اللعبة، من دون فرض قوانين فعلا جديدة على اللعبة".

حضرور سعودي
فيما اعتبر العديد من المراقبين أن، السعودية تسعي إلى دعم تيار" 14 آذار" من أجل تحقيق نتائج طيبة في وجه تيار "8 آذار" الموالي لإيران.
واعتبر النائب اللبناني،أحمد كرامي أنّه "إذا كانت السعودية ومن خلال حركتها الأخيرة تسعى لاستعادة علاقتها برئيس الحكومة سعد الحريري، فهذا موضوع مرتبط بهما ولا علاقة لنا به". وأضاف: "لكن ما نعتقده نتيجة متابعتنا للحركة السعودية أنها تسعى لاحياء فريق 14 آذار ولم شمله من جديد ليخوض الانتخابات بوجه فريق 8 آذار".

ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ على دعموش، أن “السعودية لا تزال تتدخل بالشئون اللبنانية، واليوم أتوا من أجل إعادة لم شمل 14 آذار على أبواب الانتخابات النيابية من أجل حشد الجميع في مواجهة حزب الله، وهم يعلنون بوضوح أن معركتهم هي ضد المقاومة وحزب الله، حيث لا يريدون أن يكون لحزب الله النصيب الأكبر في البرلمان القادم”.



Advertisements
الجريدة الرسمية