عواصم غربية تؤكد ضرورة محاسبة دمشق على تدهور الوضع في الغوطة
فيما لا تزال المعارك مستمرة ويتعذر إدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية، أكدت أمريكا وألمانيا وفرنسا على مسئولية نظام الأسد عن تدهور الوضع الإنساني ومحاسبته على ذلك، داعية موسكو إلى دفع دمشق للالتزام بوقف المعارك.
قال مدير منظمة للأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" في الشرق الأوسط اليوم الجمعة إن الحكومة السورية قد تسمح بدخول قافلة مساعدات لنحو 180 ألف شخص في بلدة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة بعد غد الأحد.
وذكر مدير يونيسف بالشرق الأوسط خيرت كابالاري، في مؤتمر صحفي في جنيف أنه لا توجد مؤشرات على الاتفاق على دخول قوافل أخرى لتقديم المساعدة لباقي سكان الغوطة البالغ عددهم 400 ألف أو بشأن إجلاء نحو 1000 في حاجة لمساعدة طبية عاجلة. وأضاف أن "هناك مؤشر من الحكومة السورية بالسماح بقافلة مساعدات في الرابع من مارس أي بعد غد.
ونأمل أن يتحول هذا المؤشر إلى التزام ملموس. نحن مستعدون للتحرك". وتشمل إمدادات القافلة مواد طبية وغذائية بشكل أساسي ويستفيد منها 70 ألفًا من 200 ألف طفل في الغوطة الشرقية.
ومنعت الحكومة السورية من قبل دخول معدات طبية في قوافل مساعدات لمنع علاج أي شخص متورط في القتال في انتهاك واضح للقانون الدولي. وقال كابالاري إن هذا قد يحدث مجددًا. وأضاف "من الآن وحتى يوم الأحد دعونا نكون واقعيين.
شهدنا في الماضي استبعاد إمدادات معينة من القوافل، بشكل أساسي المعدات الجراحية". وقال إن مستويات من سوء التغذية الحاد، وهي أخطر مراحل سوء التغذية، زادت عشرة أمثالها في الشهور الستة الماضية بين أطفال الغوطة الشرقية.
ضغوط غربية على روسيا
وبشأن ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير حول سوريا، اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اتصال هاتفي مساء أمس على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو لوقف إطلاق النار 30 يومًا في كافة أنحاء سوريا على الفور.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت "اتفق الاثنان (ميركل وترامب) على أن ضرورة التزام النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين بالتطبيق الفوري والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 (لعام 2018). هذا القرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في سوريا".
وأضاف البيان أن "النظام السوري يجب أن يحاسب على التدهور المتواصل للوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، وهذا ينطبق على استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية كما على الهجمات على المدنيين وعرقلة المساعدة الإنسانية".
وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الجمعة في بيان أنها وواشنطن "لن تتسامحا مع الإفلات من العقاب" في حال "استخدام موثق" لأسلحة كيميائية في سوريا، وذلك إثر اتصال هاتفي بين الرئيس ايمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. وجاء في البيان أن الرئيسين "اشترطا التطبيق الفوري للقرار 2401 الذي أقر بالإجماع في مجلس الأمن الدولي".
وتابع بيان الرئاسة الفرنسية أنه و"إزاء مواصلة القصف دون تمييز بحق مدنيين وخصوصًا في الغوطة الشرقية وتدهور الوضع الإنساني بشكل متواصل فإن رئيس الجمهورية ونظيره الأمريكي شددا على ضرورة أن تمارس روسيا ضغوطًا قصوى دون التباس على النظام السوري حتى يعلن بوضوح التزامه احترام قرار مجلس الأمن الدولي.
وأوضح البيان أن الرئيسين "قررا العمل معا من أجل تطبيق القرار 2401 بهدف وضع حد للأعمال الحربية وإيصال مساعدات إنسانية وإجلاء جرحى ومرضى".
وكان مجلس الأمن أقر السبت الماضي بالاجماع قرارًا يدعو "دون تأخير" إلى وقف إطلاق النار لمدة شهر في سوريا، لكن القوات السورية وحليفتها روسيا أبقت ضغوطها العسكرية على الغوطة الشرقية المحاصرة. والهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا من جانب واحد لخمس ساعات يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى الثانية بعد الظهر، لم تؤد إلى إيصال مساعدات أو إجلاء مدنيين.
استمرار المعارك وتقدم قوات الأسد
ولا تزال المعارك مستمرة في الغوطة المحاصرة ولم تتوقف رغم قرار مجلس الأمن والدعوات والضغوط التي تمارس لدفع موسكو ودمشق إلى الالتزام به وتطبيقه.
وبشأن آخر التطورات الميدانية والمعارك في الغوطة قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن قوات الحكومة السورية انتزعت أرضًا من مقاتلي المعارضة على مشارف الغوطة الشرقية في هجوم بري استمر رغم خطة روسية لهدنات يومية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات الحكومة سيطرت على قريتي حوش زريقة وحوش الضواهرة في منطق المرج على المشارف الشرقية والجنوبية الشرقية من الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة.
وفي واحدة من أشد المعارك التي شهدتها سوريا منذ سبع سنوات، قتل مئات الأشخاص خلال 12 يومًا من قصف الغوطة الشرقية، وهي جيب من البلدات والمزارع الواقعة على مشارف دمشق وآخر منطقة كبيرة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب العاصمة.
وينتزع الأسد بشكل مطرد أراض مهمة من مقاتلي المعارضة بدعم عسكري حيوي من روسيا وإيران. ويبدو أن دمشق تطبق وسائل عسكرية مجربة في الغوطة الشرقية، تجمع بين الضربات الجوية والقصف والهجمات البرية، على غرار ما فعلت لاستعادة شرق حلب في عام 2016.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل