السكة الحديد.. ومسئولية الحكومة
الهدف الأول والأخير لأي حكومة هو خدمة المواطنين وتنظيم حياتهم وجعل هذه الحياة أفضل وأيسر.. هذا ما يجب ألا ننساه، ونحن نناقش الأمراض المزمنة لدينا، ومن بينها سوء وتدني تلك الخدمات الخاصة بالصحة والتعليم وأيضًا خدمات النقل، وتحديدًا خدمات السكة الحديد.. أي أن الحكومة لديها مسئولية مباشرة وأساسية عن تحسين أداء هذه الخدمات مهما كانت مكلفة ماليًا أو مرهقة لخزينتها.. الحكومة تفرض الضرائب لكي تنفق منها على تقديم الخدمات للمواطنين، وإذا كانت حصيلة الضرائب غير كافية نظرًا لارتفاع تكلفة تحسين هذه الخدمات فإن على الحكومة مع البحث في زيادة مواردها أن تبدأ في تحسين هذه الخدمات حتى ولو استغرق ذلك زمنًا.
إذن نحن لسنا أمام مفاضلة بين بناء مدن جديدة وبين تحسين الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ونقل، أو تحديدًا بين بناء مدينة العلمين وبين علاج سريع لأحوال السكة الحديد المتدهورة والتي يعترف بها المسئولون، وإنما نحن نحتاج للقيام بالأمرين معًا..
بناء مدن جديدة نحتاجها وتوفر لنا فرص عمل جديدة وتسهم في زيادة معدل النمو، وفى ذات الوقت نحتاج للتعجيل بتحسين أوضاع السكة الحديد المتدهورة، والبدء فورا، والبحث عن تدبير التمويل اللازم لذلك من خلال استثمار ما لدى السكة الحديد من إمكانيات ليست بالقليلة وتتمثل في أراضٍ شاسعة ومحطات كثيرة وفرص إعلانية واسعة.. وإذا كنا قد قررنا أن نبدأ بتحسين الخدمة الصحية بتطبيق التأمين الصحي في هذا العام على مدى 15 عامًا، فلنبدأ الآن أيضًا بتحسين أوضاع السكة الحديد، ولو احتاج ذلك منا نفس العدد من السنوات.. المهم أن نبدأ، لا أن نؤجل ذلك بحجة ضخامة الأموال التي نحتاجها لذلك.
