كيف ساهم تحرير سعر الصرف في تحسن الميزان التجاري؟
يعد الميزان التجارى مؤشر قياس قيمة الصادرات وقيمة الواردات الخاصة بالسلع والخدمات ونشرت الحكومة صباح الجمعة الماضي، خبرًا مفاده تراجع عجز الميزان التجاري خلال يناير الماضي بنسبة 11%، حيث سجل 2.69 مليار دولار مقابل 3.04 مليارات دولار خلال شهر يناير من العام الماضي، بعد أن سجل حجم التجارة الخارجية خلال شهر يناير الماضي 6.5 مليارات دولار.
دلائل الأرقام
وتبرز الأرقام المعلنة أهمية سعر الصرف وأثره فى الميزان التجارى المصرى فارتفاع سعر الصرف للعملة المحلية "الجنيه" أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل نسبى للسلع المحلية الأمر الذي يؤدي لارتفاع أسعار الصادرات مقارنة بالواردات من السلع الخارجية "الاستيراد من الخارج".
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن ارتفاع أسعار الواردات من السلع الأجنبية مقابل انخفاض أسعار الصادرات من السلع المحلية يؤدي بشكل كبير إلى اختلال التبادل التجارى.
سعر الصرف
وقد يعتقد البعض أن الميزان التجارى لا يرتبط بسعر الصرف ولكن بما تم رصده من أن هناك علاقة قوية بين سعر الصرف والميزان التجاري، ويرجح أن الميزان التجاري لا يرتبط بسعر صرف العملة المحلية ولكن ما تم التحقق منه يثبت أن هناك علاقة وثيقة بين سعر صرف العملات المحلية والميزان التجاري ، ويرجع ذلك إلى أن كل دولة لا تطبق التحديد الإداري وتتبع نظام الصرف الحر.
المركز التجاري
ويعتبر سعر الصرف المرآة التي ينعكس عليها مركز الدولة التجاري مع العالم الخارجي ويظهر ذلك بالعلاقة بين الصادرات والواردات، فاستيراد السلع من إحدى البلدان الأجنبية يزيد الطلب على عملته في السوق الوطنية، بمعنى أن الواردات تزيد الطلب على العملات الأجنبية وتزيد من عرض العملة الوطنية في أسواق العالم، ولكن الصادرات تزيد من الطلب الأجنبي على العملة الوطنية وتزيد من عرض العملات في السوق الوطنية، مما يؤدي إلى اختلال في الميزان التجاري لهذه الدولة ويتم معالجته باتخاذ سياسات سعر الصرف التي تتناسب مع حالة الاقتصاد الوطني.
سلامة القرار
الأرقام الواردة تأتي جراء قرار سليم اتخذه البنك المركزى في نوفمبر 2016 بتحرير سعر الصرف، فالصادرات المصرية غير البترولية حققت زيادة كبيرة خلال شهر يناير الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2017، وسجلت 1.9 مليار دولار مقابل 1.6 مليار دولار محققة زيادة نسبتها 16%، كما أن الواردات المصرية خلال يناير الماضي شهدت انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 4%، حيث سجلت 4.6 مليارات دولار مقابل 4.7 مليارات دولار خلال شهر يناير من العام الماضي 2017.
التصدير
من القطاعات التصديرية شهدت تحسنًا كبيرًا خلال شهر يناير الماضي منها صادرات قطاع مواد البناء، والتي حققت قفزة كبيرة في حجم الصادرات، حيث بلغت 559 مليون دولار مقابل 426 مليون دولار خلال يناير 2017 محققة نسبة زيادة قدرها 31.2%.
كما بلغت صادرات المواد الكيماوية والأسمدة 364 مليون دولار مقارنة بـ287 مليون دولار خلال شهر يناير 2017 محققة نسبة زيادة قدرها 26.8%، كما بلغت صادرات الحرف اليدوية 14 مليون دولار مقارنة بـ 12 مليون دولار خلال شهر يناير من العام الماضي محققة نسبة زيادة قدرها 15.7%، كما بلغت صادرات الملابس الجاهزة 116 مليون دولار مقابل 104 مليون دولار خلال شهر يناير 2017 محققة نسبة زيادة قدرها 11.5%.
الأغذية
وحققت صادرات الأغذية المصنعة بلغت 214 مليون دولار مقابل 206 ملايين دولار خلال يناير من العام الماضي زيادة قدرها 3.8%، كما بلغت صادرات السلع الهندسية الإلكترونية 170 مليون دولار مقارنة بـ164 مليون دولار خلال يناير 2017 محققة زيادة قدرها 4%.
كما بلغت صادرات المنتجات الجلدية 9 ملايين دولار مقارنة بـ 8 ملايين دولار خلال يناير 2017 محققة زيادة قدرها 8.7%، كما بلغت صادرات المنتجات الدوائية 32 مليون دولار مقارنة بـ 30 مليون دولار خلال يناير 2017 محققة زيادة قدرها 5.2%.
أهم الأسواق
إن أهم الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال شهر يناير 2018 تضمنت أسواق الاتحاد الأوروبي، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية لدول الاتحاد 557 مليون دولار مقابل 451 مليون دولار خلال يناير 2017 بنسبة زيادة بلغت 24%.
الدول العربية
كما بلغت قيمة الصادرات لأسواق الدول العربية 766 مليون دولار مقابل 726 مليون دولار خلال شهر يناير 2017 بنسبة زيادة قدرها 6%، أما عن الصادرات المصرية للدول الأفريقية غير العربية فقد بلغت 97 مليون دولار مقابل 76 مليون دولار خلال نفس الشهر من العام الماضي محققة نسبة زيادة قدرها 27%، كما بلغت الصادرات المصرية لأسواق الولايات المتحدة الأمريكية 88 مليون دولار مقابل 92 مليون دولار خلال شهر يناير 2017.
الواردات
كما انخفضت واردات المنتجات الدوائية بنسبة 9.6%، حيث بلغت 221 مليون دولار مقارنة بـ 245 مليون دولار خلال نفس الشهر من العام الماضي، كما انخفضت واردات الأغذية المصنعة بنسبة 0.6%، حيث بلغت 447 مليون دولار مقابل 479 مليون دولار خلال يناير 2017.
كما أن الواردات المصرية القادمة من الاتحاد الأوروبي انخفضت خلال شهر يناير الماضي بنسبة 23%، حيث بلغت مليارًا و396 مليونًا مقابل نحو مليار و812 مليون دولار خلال نفس الشهر من العام الماضي، كما انخفضت الواردات القادمة من أسواق الدول العربية بنسبة 15%، حيث بلغت 268 مليون دولار مقابل 317 مليون دولار خلال يناير 2017.
ومن أهم الدول المستقبلة للصادرات المصرية خلال شهر يناير الماضي، الإمارات العربية المتحدة وتركيا وإيطاليا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا والمملكة المتحدة ولبنان والأردن، بالإضافة إلى سويسرا وألمانيا وفرنسا وهولندا والهند وروسيا والعراق.