رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل سقوط الإخوان في العراق.. الجماعة ذات طابع طائفي في بلاد الرافدين.. عبد الكريم قاسم دمرها في الستينيات.. رحيل صدام حسين أعادها للحياة.. وخريطة بتجمعات أعضاء الإرهابية

صدام حسين
صدام حسين

قبل أيام عاد الحزب الإسلامي، ذراع الإخوان في العراق، إلى واجهة الأحداث من جديد، بعدما اختار عن طيب خاطر، الانتظار في حالة بيات شتوي، وانعدام وزن، وفقدان للقيمة السياسية، بسبب التصدع والانشقاقات والشروخ التي أصابت القاعدة الجماهيرية للحزب، منذ عام 2003 وحتى الآن.


كيف نشأ الإخوان في العراق؟


في عام 1960، وفي أجواء سياسية أتاحت بعض الوقت حالة من التعددية السياسية بالعراق، توجت بصدور قانون الأحزاب السياسية، في حقبة الرئيس عبد الكريم قاسم، استطاع الإخوان في العراق إنشاء حزب سياسي، اختاروا له اسم الحزب الإسلامي العراقي، وترأسه الدكتور نعمان عبد الرزاق السامرائي، الذي قاد معركة قوية، انتهت في محكمة التمييز العراقية، التي أصدرت حكمها بالسماح بتأسيس الحزب الإسلامي العراقي، بعدما تعنتت وزارة الداخلية، ورفضت الطلب المقدم من الهيئة التأسيسية.

بعد مجيء حزب البعث إلى السلطة عام 1968م، تعرض الإخوان في العراق للملاحقة واعتقل عدد كبير من نشطائهم، بالتزامن مع مطاردتهم في مصر، وأعدم عدد آخر ومن أبرزهم عبد العزيز البدري ومحمد فرج والغني شندالة، وذلك بسبب نشاط الإخوان السري المتزايد في العراق، واستمر التنظيم رغم التضييق الأمني الواسع، وظهرت مخالبه في التسعينيات، بعدما أصاب العراق ما أصاب الدول العربية، وظهر جليا الاتجاه نحو الأسلمة الشكلية، في الملبس والمظهر والسلوك.

سقوط صدام والإخوان

بعد سقوط نظام صدام، وإعادة الحياة السياسية العلنية في العراق، أعيد تأسيس الحزب الإسلامي بقيادة الدكتور محسن عبد الحميد، الذي شارك في مجلس الحكم العراقي، ولكن سرعان ما أختل المنهج التنظيمي للحزب، والجماعة على السواء بعد عام 2003، خصوصا في علاقتيهما بالسلطة، والأحداث الجسام التي مرت على العراق.

استشعر حجم الأزمة، قيادات كبرى في الجماعة، وبدا واضحا أن مشاركة الحزب الإسلامي في السلطة بعد سقوط صدام، كان دون فاعلية أو تأثير حقيقي؛ وتسرعًا، بما كلف الكثير من المنتمين إلى الحزب أرواحهم، بسبب تتبعهم من تنظيم القاعدة، وباقي التنظيمات المتطرفة في العراق؛ فقبل 2003 كانت الإخوان في العراق كعادتها في كل الأقطار العربية؛ تجيد دور المعارضة وتتفنن في أساليبه؛ لذا عارضت، جميع الأنظمة التي حكمت العراق منذ عام 1960 وحتى عام 2003، من ثورات إلى انقلابات متعددة، وصراعات ومتغيرات جذرية كبيرة ساهمت تباعًا في تغيير خرائط الواقع السياسي والجغرافي والاقتصادي في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

طائفية النفوذ الإخواني

تنشط الإخوان في محافظات نينوى والأنبار وبغداد، وجزء من محافظات صلاح الدين، وديالى، وكركوك، وأعداد قليلة في محافظات بابل والبصرة وإقليم كردستان، فيما يندر وجودها في باقي المحافظات، وهو ما عزل الحزب ومنحه هوية طائفية، بجانب علاقاته مع قوى معادية لهوية الدولة العراقية في الداخل وفي الخارج، مما جعله شريكا في فسح المجال لقوى طائفية، فرضحت نفسها على الساحة العراقية، ولا يوجد حاليا من يقوى على إزاحتها.
الجريدة الرسمية