رئيس التحرير
عصام كامل

أقراص مكافحة تسوس القمح تقود قطار الموت السريع في الفيوم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أصبحت أقراص مكافحة تسوس الغلال في الفيوم كابوسًا يهدد أحلام أهلها، ويؤرق نومهم، بعد أن أصبح الوسيلة السريعة للتخلص من الحياه لكل شاب أو فتاة يمر بأزمة نفسية، أو يهرب من خلاف عائلي.


وفجرت حالتا انتحار شابين أمس الخميس، بمركز سنورس مشكلة أقراص تسوس القمح، وطريقة صرفها ولمن تصرف وكيف يتم التعامل معها أثناء علاج مخزون القمح.

نماذج من الضحايا
في 18 يونيو 2016 انتحرت "رضا ف ع" 20 سنة، ربة منزل، مقيمة بقرية دمشقين بمركز الفيوم بتناول أقراص منع تسوس القمح، وفي 26 أكتوبر من نفس السنة إنتحرت "جيهان ح س"، 35 سنة، ربة منزل، ومقيمة بندر أطسا، وفي 12 مارس 2017 انتحرت "فايزة.ش" 38 سنة، ربة منزل، ومقيمة بقرية تطون بمركز إطسا، وفي 29 من نفس إنتحر "حمد ع ز" 20 عاما، حاصل على دبلوم زراعي، ومقيم بقرية الجبيلي، ببندر إطسا.

وفي 17 مايو 2017، انتحرت "منار ع ص ع"، 17 سنة، طالبة، ومقيمة بقرية الحادقة، وفي 11 أغسطس 2017 انتحر "جمال.ر" 53 سنة"، فلاح، وزوجته "آمال.م" 45 سنة، ربة منزل، من قرية الرواشدية، بمركز الشواشنة، بوفاة ابنتهما "س ج ر" 18 سنة، ربة منزل بقرية الرواشدية بمركز الشواشنة، بعد زفافها بأسبوع.

وفي 19 أكتوبر 2017 إنتحرت "سعاد م ب" 30 ربة، منزل مقيمة بهوارة المقطع، وفي 1 ديسمبر 2017 إنتحر "عبد الرحمن.ا.م"، 20 سنة، طالب بالثانوي الصناعي، ومقيم بعزبة عبدالكريم عيسى بمركز سنورس، بالإضافة إلى حالتي انتحار اليوم، وهذه مجرد أمثلة لعشرات الحالات المنتحرة بأقراص مكافحة تسوس القمح.

طرق تداول الأقراص
ويقول سيد عبدالله، مهندس زراعي، إن أقراص مكافحة التسوس تباع في محال بيع المبيدات الزراعية، التي يحذر ترخيصها لغير المهندسين الزراعيين، ولا توجد أي قيود على تداول هذه الأقراص، وهي تستخدم لحفظ القمح لمدة 12 شهر دون تسوس، ويمحى أثرها من حبات القمح تماما بمجرد الغسيل بماء نقي سواء من مياه الشرب أو مياه الترع، وهي تسبب للإنسان هبوط حاد في الدورة الدموية ولا يستغرق الذي يتناولها على قيد الحياة أكثر من ساعة، ولا يمكن علاجه خلال هذه المدة الزمنية القصيرة، وكلما زادت الفترة بين تناول القرص والذهاب إلى المستشفى كلما كانت فرص علاجه ضعيفة.

وأشار عبد الله إلى أن هناك وسائل أخرى للاحتفاظ بالقمح بدون تسوس منها التبخير وتستخدم أيضا مادة سامة وهي أكثر خطورة على الإنسان لأنها من الممكن أن تتسلل إلى الدورة الدموية عن طريق مسام الجلد أو الاستنشاق.

وأكد أن الأفضل لحفظ القمح هو الطرق البدائية بتخزين السنابل بدون دراس في الصوامع المصنوعة من الطين، وهذه الطريق تحفظ القمح سنوات وليس شهورا.

الوقاية
وأكد نبيل سلامة طبيب أن علاج التسمم بأقراص مكافحة التسوس يكون مضمونا إذا تم إسعاف المصاب في فترة زمنية قصيرة بين تناول الحبة والوصول إلى المستشفى.

وطالب أن يكون حفظ القمح بإشراف الجمعيات الزراعية، ويحذر تداول المواد السامة المستخدمة إلا عن طريق الجمعيات الزراعية لأنها أسهل وسيلة للانتحار، وغالبا لا يقدم عليها إلا شباب في سن صغيرة أو مرضى الاضطرابات النفسية.
الجريدة الرسمية