السيسي والجمعيات الأهلية
مجددًا طالب الرئيس السيسي الجمعيات الأهلية بأن يكون لها دور في التأمين الصحي على العمالة المؤقتة، وعرض على هذه الجمعيات أن تتسلم مستشفيات جاهزة من الدولة وتقوم بإدارتها وتشغيلها.. وهذا يُبين أن الرئيس السيسي يدرك أهمية دور المجتمع المدني والأهلي في الدولة العصرية، وهو دور لا يقل عن دور الحكومة والمؤسسات الرسمية..
ولكن هذا الدور لا يجب أن يقوم به عدد محدود من الجمعيات الأهلية ووحدات المجتمع المدني، التي تتسم بحجمها الكبير وقدراتها الواسعة.. هذا دور يجب أن تتشارك فيه كل الجمعيات الأهلية، خاصة أننا لدينا عدد ليس بالقليل من هده الجمعيات، بلغ الآن أكثر من ٤٧ ألف جمعية أهلية.. صحيح هناك عدد منها هو مجرد اسم على الورق، ولا تقوم بأي نشاطات عملية، وهناك عدد آخر تم تأسيسه من هذه الجمعيات ليروج للتطرف والعنف مثل تلك الجمعيات التي أنشأتها جماعة الإخوان، خاصة بعد عام ٢٠١٢..
ولكن يبقى هناك لدينا جمعيات أهلية أخرى عديدة مهمة ونشيطة يمكن أن يكون لها دورها في تنمية دولتنا مع تلك الجمعيات القليلة التي تتعاون معا الآن مؤسسات الدولة الرسمية الآن، إذا ما مدت لها هذه المؤسسات يدها بالتعاون.
ولعلنا لو راجعنا تلك العقبات البيروقراطية التي تعوق العمل الأهلي سوف نستفيد من كل جهود الجمعيات الأهلية النشيطة والفاعلة.. وهذا يقتضي مراجعة لقانون الجمعيات الأهلية مع ضمان الأمن القومي.. وقد يكون العودة إلى مشروع القانون الذي سبق أن أعدته وزيرة التضامن الاجتماعي بهذا الشأن ضروريا الآن، والذي كان يحظى بقدر كبير من التوافق عليه من المجتمع المدني.