هشام النجار خبير شئون الجماعات الإسلامية: «الجماعة الإرهابية» دبرت انقلابا كاملا على هوية الدولة المصرية
- المطالب الرئيسية للشباب النقي في 25 يناير كانت بعيدة عن الرغبة في تغيير هوية الدولة المصرية
- حقيقة الإخوان صارت مكشوفة للمواطن العادي.. تحالفت مع المتطرفين ومولتهم ودعمتهم
- عدم تصنيف أمريكا للجماعة الأم حركة إرهابية في صالح الإخوان
- الإخوان تخاف من عاصم عبد الماجد وبسببه تسعى للهيمنة على وسائل إعلام المعارضة خارج مصر
- الإخوان جماعة منغلقة ومتشددة وطاردة للإصلاحيين
- الجماعة الإرهابية طرحت نفسها بصورة مخادعة بديل لتحقيق التعددية والديمقراطية
قبل أسابيع قليلة، من اجتياز مرحلة فارقة في تاريخ مصر، عبر انتخابات الرئاسة، وبدء أربع سنوات جدد، للرئيس السيسي، حسبما تقول كافة المؤشرات ذلك، طرح ملف الإخوان نفسه على الساحة مجددًا؛ تربيطات في الداخل والخارج، صعود وهبوط في بورصة صقور الجماعة، الكبار ما زالوا يحكمون قبضتهم على الملف المالي، وقيادات الوسط والشباب، يقدمون أنفسهم للرأي العام الغربي، بأفكار وقناعات مضادة لعواجيز الجماعة.
جولات مكوكية تجرى على قدم وساق لإعادة تشكيل الصورة الذهنية للتنظيم، استقطاب ملحوظ لبعض رموز المعارضة ونقل معيشتهم بشكل كامل إلى خارج البلاد، في محاولات واضحة لقيادة مسرح متنوع يسهل تسويقه للغرب، علامات استفهام عديدة طرحناها على هشام النجار، الباحث البارز في شئون الجماعات الإسلامية، وإلى سياق الحوار:
◘ مؤخرا تعودنا على إدلاء كبار الإخوان بتصريحات مصيرية ومفصلية في علاقاتهم مع القوى السياسية ثم سرعان ما يكذبها أو يرفضها قيادات الوسط والشباب.. برأيك ما سر هذا الارتباك الدائر في الجماعة؟
الجماعة تشهد أزمة خارج «الكتالوج»، الذي كان ينحصر على النظام السياسي حتى النخب، الآن باتت الأزمة مع المجتمع ذاته، وهو أمر جديد من نوعه على الإخوان، خصوصا أنه صار هناك إدراك ووعي، وهو ما كانت تعول عليه الجماعة عندما كانت تحدث لها مشكلة مع النظام السياسي خلال أيام مبارك وما قبله، وهذا الوعي أبصر جليا، أن الأزمات الحالية في الحياة السياسية المصرية، تتحملها الإخوان.
◘ مثل ماذا؟
مثل الانحراف بتيار الإسلام السياسي بمجمله إلى مسارات تناهض تماما الدولة المصرية، ومثل المخاصمة مع أهم المؤسسات التاريخية في الدولة المصرية، والجيش مثال، فالآن صارت المعادلة، إما الاختيار بين الجماعة، والمؤسسة العسكرية، حتى الانتماء الوطني صار الإخوان يدعمون خلخلة الوحدة الوطنية، كما أصبحوا يدعمون إسلاما متعدد النسخ، غير الإسلام المصري الطبيعي.
◘ قد يرى البعض ما تقوله هي سمات ثابتة في الإخوان، هل كشفتها الظروف أم كانت كذلك منذ البداية؟
لم تظهر هذه السمات بهذا الوضوح والشدة، مثلما ظهرت بعد خروج الإخوان من السلطة؛ طوال العقود الماضية، كان لهم تنسيقات مع الخارج، لكن كان مستترا وبعلم الأجهزة الأمنية المصرية، لكن الآن صار الأمر مكشوفا للمواطن العادي، الذي أدرك أن الإخوان جماعة خارج الانتماء الوطني، وهم لعبة في أيدي خارجية لاستهداف الأمن القومي المصري.
◘ «ترامب» أتى للحكم ببرنامج يرفض الإخوان ويدعوا لتصنيفهم حركة إرهابية لكن انتهى حاليا إلى لا شيء.. برأيك لماذا؟
ما يقال أثناء الحملات الانتخابية في العالم أجمع، خصوصا بالنسبة للرؤساء، لا يتناسب أحيانا مع تعقيدات الواقع وتشابكاته، ويجب أن نعلم أن التعامل مع الإسلام السياسي كان مشروعا للإدارة السابقة على ترامب، وليس مجرد تعاملا تكتيكيا، وكان مدروسا ومخطط له، وحسم بواسطة أجهزة استخبارات، ومتخصصين، خصوصا أن دعم أمريكا للأنظمة الفاسدة والاستبدادية، دمر سمعة أمريكا خلال الفترات السابقة، لذا وجدت في دعم الإسلام السياسي، ومحوره الإقليمي قطر وتركيا، الأفضل في تلك المرحلة.
◘ وهل تولي ترامب السلطة أفقد الإخوان الأمل في إعادة المشروع من جديد؟
إطلاقًا، ما زال داخل الإدارة الأمريكية أذرع تتبنى هذه السياسة، وتناهض وتعرقل الاستغناء التام عن جماعات الإسلام السياسي، ويرون أن الملف قابل للتدوير، وما زال قادرا على الإنتاج مرة أخرى، على الرغم من الخسائر التي لحقت بالولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص من الإسلاميين، وهو الأمر الذي استند عليه الجناح الذي يتولى تقويض هذا التيار في الإدارة الحالية، المحيطة بترامب.
◘ ما الذي خسرته أمريكا من دعمها للإسلاميين في المنطقة؟
خسرت الكثير بالطبع، في ليبيا، وسوريا، دعم هذه الجماعات أدى لعمل فراغ إستراتيجي للولايات المتحدة، وجلب لاعبين دوليين إلى سوريا على سبيل المثال، خصوصا سوريا وإيران؛ في ليبيا كان يعول على جماعات الإسلام السياسي، خصوصا الإخوان في احتواء تطرف الجماعات المتشددة، وتصعيد النموذج المعتدل، لكن ما حدث، أن الإخوان تحالفت مع المتطرفين، ومولتهم، ودعمتهم، مما ضاعف من النماذج المتطرفة، بجانب تكوينها لتشكيلات مماثلة تخضع لها، مثل حسم ولواء الثورة.
◘ هل هناك انشقاقات حقيقية داخل الإخوان، أم الكماليين وحسم وغيرهم من الأطراف الفاعلة على مسرح التنظيم، مجرد مناورات للتحايل على قرارات مؤسسات المجتمع الدولي؟
هي لعبة قديمة، ونجحت فيها الإخوان أكثر من مرة، وذلك حتى يثبتون عندما يثار موضوع العنف، أنه لا يخصهم، تحت زعم وجود انشقاقات، ومحمد كمال وغيره كانوا منشقين عن الجماعة، ويمارسون العنف، هكذا يروجون في الإعلام الغربي، وهذا الخطاب يجعل لرواية الجماعة بعض المصداقية.
◘ تصنيف أمريكا ومن قبلها بريطانيا لحركتي حسم ولواء الثورة جماعات إرهابية.. في صالح الإخوان أم ضدها؟
بالطبع في صالح الإخوان، لأنه صنف خلايا جماعات غير إخوانية، وبعناوين وأسماء أخرى، وهذا يؤكد رواية الجماعة، أن هؤلاء ليسوا تحت سيطرتها، وليس لهم أي علاقة بجسد التنظيم الأصلي.
◘ معنى ذلك أن الإخوان استطاعت رسم صورة ذهنية مختلفة في الغرب والدليل أنها تتحرك بحرية ولم يقدم أي بلد غربي على تنفيذ رؤية الإدارة المصرية بتصنيفها حركة إرهابية؟
ليس كذلك؛ بالعكس، الوضع تغير كثيرا بالمقارنة مع صورة الإخوان في فترات سابقة، الغرب يتركها تدير بعض الأنشطة والمراكز، لكن ليس كما كانت، وبالتالي الصورة الذهنية تغيرت، مع خروج العديد من الدراسات التي تحدثت عن العنف في أدبيات الجماعة، وخلفية ما حدث في تطورات في الولايات المتحدة والغرب من عمليات تفجير وقتل، وهو ما اضطرهم لدراسة الموقف من جديد، وانعكس على الآراء والتصريحات التي لم نكن نسمع بها من قبل تجاه الإخوان، والإسلام السياسي ومموليه في المنطقة بشكل عام.
◘ لكن الإخوان ما زالت ترسل مبعوثين لها في الخارج حاليا لإحياء الحوار مع المؤسسات السيادية الغربية من جديد؟
الاعتماد بالكامل على سيناريو إعادة بناء الجماعة من الخارج، يؤكد على فشل التنظيم واحتضاره، لأن كيان التنظيم وقوامه بالداخل المصري، وفشله في عمل أرضية أو ثغرة تنفذ منها المشهد المصري، أو إيجاد موطئ قدم في المستقبل القريب، يؤكد أنها ضعيفة وليست لديها قدرة على إيجاد ما يحقق لها الاستمرارية وإعادة النفوذ، وانهيار الجماعة جاء من الداخل وليس الخارج، وهي تدرك ذلك بالمناسبة.
◘ انتخابات الرئاسة.. هل ستشارك الإخوان بأي دور فيها؟
هم بين نارين؛ لو ثبت عليهم المشاركة، فهذا معناه أن الجماعة، تخلت عن مرسي وطوت صفحة الماضية، وباتت تعترف بشرعية المسار الحالي، ومن ناحية أخرى، مشاركتها ستسبب أزمات ومشكلات للشخصية التي تدعمها، لكن الملاحظ بشدة، أن الإخوان تحاول جس النبض وتتعاون من شخصيات وتيارات معارضة، خصوصا أنها تعول على إيجاد مساندة من نظام جديد يعيدها للمشهد مرة أخرى، وهذا هو طوق النجاة لها.
◘ وهل ما زالت الجماعة قادرة على مساندة شخص أو تيار بشكل حقيقي وفاعل كما كانت حتى الآن؟
غير حقيقي، هي وربما البعض يتوهم أنها ما زالت لها جماهيرية، ووفقا لهذا قد يكون هناك اتفاق متبادل على دعمه شخص أو تيار مقابل إعادتها.
◘ البعض يرى أن عودة الإخوان للمشهد السياسي من جديد أصبح من مستحيلات الواقع.. هل تتفق مع ذلك؟
نعم، هناك عوائق كبيرة، سواء إعادة محاكمة القيادات داخل السجون وخارجها، الذين تستخدمهم المخابرات الخارجية لضرب البلاد، وكذلك السخط الجماهيري تجاه التيار الديني، وأسر شهداء الجيش والشرطة والمدنيين؛ صار هناك حاجز بين الإخوان والشعب المصري، وبالتالي من يريد إعادة دمجهم من جديد في المشهد السياسي والاجتماعي، سيجد صعوبة في التعامل مع الوجدان والضمير الشعبي، الساخط على تيارات الإسلام السياسي بشكل عام، وهو ما سيحول بين الإخوان ومخططاتهم للعودة مع أي نظام سياسي جديد في مصر.
◘ الإخوان تستقطب حاليا بعض رموز التيار المدني للانضمام لمشهد المعارضة في الخارج سواء السياسية أو الإعلامية.. كيف ترى ذلك؟
بالطبع هناك استثناءات يجب أن نسأل أنفسنا لماذا خرجوا وانضموا للمعارضة في الخارج، لكن عندما ننظر للمشهد العام، وفي المجمل، من خرج على رأسه بطحه، سواء تمويلات أو تخابر، وهم معروفين، وتاريخهم معروف أيضا في البراجماتية والاستفادة من كافة الظروف، وفي مرحلة قادمة ستفتح الدولة كافة هذه الملفات، وستتعامل معها.
◘ هل ما زال الإسلاميون أصحاب قضية كما كانوا يروجون دائما؟
القضية انتهت، هم تولوا رأس السلطة وفشلوا في ذلك؛ كانت قوتهم ورأس مالهم في المعارضة، لذا كان لهم باع وشعبية في الشارع، فالشعارات التي كانت تروج، كانت بعيدة عن الواقع، ولما صعد الإخوان للسلطة وتمكنوا، واختبرت هذه الشعارات والبرامج التي روجوها كثيرًا، وسقطوا إذا أين القضية؟
◘ هل يفسر حديثك تعامل الإخوان مع المشهد السياسي بأسلوب دعائي وثأري دون احترام لعقول المصريين أو حتى متابعيهم؟
بالتأكيد، هم ليس لديهم عمق في الطرح للقضايا الرئيسية، والأمن القومي العربي والمصري، والتحديات التي تواجهها النهضة في سيناء وليبيا، ولم يعد لديهم ما يقدموه؛ فقط يمتلكون بيزنسا دعائيا، لمجموعات هاربة، يجمع بينهم مشروع خارجي ممول من قوى معروف مصالحها، وهي تستهدف الدولة المصرية، وبالتالي لا الجماعة ولا من تصدرهم في المشهد لديهم البديل ليطرحوه.
◘ تصمت الإخوان على الصراعات الدائرة في قناة الشرق التي يتولى إدارتها أيمن نور مع أن أغلب المتضررين في أزمتها من أبناء الجماعة.. لماذا؟
الإخوان ترغب في إعادة تبعية قناة الشرق لها بشكل كامل مثل قناة مكملين، وما يدل على ذلك دفع الموظفين للقول إنهم مضطهدين، وكذلك نشر الأناضول بعض الصور الخاصة لأيمن نور، هو في رأيي عملية ضغط، لإجبار نور على الانضواء تماما والاستسلام لأوامر الجماعة، خصوصا أن هناك أشخاصًا يطرحون أنفسهم بمشروعات سياسية ودينية بديلة، وعاصم عبد الماجد مثال.
وهو ما يجعل الإخوان تشعر بالخطر في ظل وجود من يسعى للهيمنة وسحب البساط من تحت أقدامها، ولهذا تعاكس هذا المسار بإجراءات تجعل المشهد الإعلامي بشكل كامل في قبضتها والسيطرة عليه، خصوصا أنه حتى الآن ما زال محور نشاط الإخوان الأول.
◘ دور الجماعة في 25 يناير لا يزال محل شك حتى الآن.. كيف تراه بحكم قربك من هذا الملف الشائك؟
الإخوان ليس تنظيما ثوريًا، ولا علاقة لها بالثورة، واشتراك الإسلاميين وعلى رأسهم الجماعة في أحداث 28 يناير، قاد الثورة إلى مسار مختلف تماما، بعدما كان يمكن إنجاح المطالب الإصلاحية المحدودة، والمشروعة للشعب المصري، من إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، دون المساس بمنهجية الحكم وهوية الدولة المصرية.
لكن الإخوان سعت إلى انقلاب كامل في هوية الدولة والتنوع والتعددية، وطرحوا أنفسهم، وبصورة مخادعة، كبديل لتحقيق التعددية والديمقراطية، لتتولى هي السلطة، ويأتي خلفها حزب إسلامي آخر، وهو حزب النور، ثم يسمى ذلك تعددًا تحت سيطرة وتمويل وتوجيه وإرشاد الإخوان.
◘ تود القول إنه لولا الإخوان لما تم التصعيد والمطالبة بإسقاط نظام مبارك؟
بالتأكيد، التاريخ يقول إن إفشال التحولات السياسية في مصر كان بسبب الإسلاميين، ثورة 52 فشلت بسبب الإخوان، وجمال عبد الناصر عرض عليهم الشراكة في المشهد، ووزارات، حتى وسائل القوى الناعمة، من خلال هيئة التحرير، وكان متاح لهم العمل مع باقي مكونات الثورة، لكنها أرادوا الهيمنة لا الشراكة، وبالتالي أرى أن المطالب الرئيسية للشباب النقي في 25 يناير، كانت بعيدة كل عن الرغبة في تغيير هوية الدولة المصرية.
◘ نواب بالبرلمان وإعلام وممثلين شرعيين في المشهد السياسي وأحزاب.. هل كان التيار الإسلامي يتوقع يوما أن يصبح كذلك؟
بشكل شخصي لم أكن أتوقع ذلك، في ظل تاريخ من الجرائم، لم يكن ليغتفر في دولة أخرى، شارع مجلس الشعب نفسه، لم يكن إسلاميًا يستطيع التجول فيه، صار لديهم نواب وقنوات وتحول كامل بما لم يكن أحد يتصور أن جماعة مسلحة تنتج عنفا تصل للسلطة، ولو كان لديهم برامج وأهداف سياسية لما رفض الجماعات الإسلامية هذه الهدية، وكل ما منح لهم من غير مجهودهم، فالثوار الحقيقيون لهم الفضل في إخراج الإسلاميين من السجون، وتصعيدهم إلى قمة مشهد السلطة.
◘ هناك قوى مدنية تتهم الإخوان أنها أظهرت حقيقتها التكفيرية بعد أحداث 30 يوليو، بينما ما زالت الجماعة تؤكد على منهجها الإصلاحي السلمي وتروج لذلك من على منابرها وفي الأوساط الدولية.. إلى أي الرأيين تميل؟
هي جماعة تكفيرية بالتأكيد، فهي تكفر المثقفين وذوي التوجهات الفكرية الأخرى، وتشوه المشهد الثقافي بشكل عام، والترويج أنها يعبر عن توجهات علمانية كافرة بحسب مزاعمهم، بالطبع كان لهم أهداف من هذا الوضع، ولما صعدوا للسلطة، كل هذا المخزون ظهر في المشهد القائم بتنوعاته الفكرية والسياسية والفنية والدينية، ورأينا اعتداءات على مسارح وكنائس ورموز وقامات في المجتمع، والتعامل المشين مع الفنان الكبير عادل إمام ومحاولات ترهيبه وملاحقته قضائيا، ما هو إلا نتاج مخزون، وحشد ضد الأوضاع الراهنة.
◘ مشروع الإخوان السياسي البديل لم يكن لينجح دون القضاء على القائم حتى لو أظهروا توددا لمؤسسات الدولة.. لكن معنى حديثك أنهم كانوا يستهدفون التنوع وبنية المجتمع الفكرية والثقافية والفنية والروحية؟
بالطبع، مشروع الإخوان البديل لن يُكتب له النجاح إلى بالقضاء على النظام القائم، وهذا سر وسبب رئيسي في هزائم التيار الإسلامي بشكل عام وليس الإخوان وحدهم، هم لا يعرفون الشراكة السياسية، ولا التكاملية مع الوضع القائم والتشاور والتشبيك السياسي، والإسلاميون طوال تاريخهم يعادون الشخصيات التي لها حضور جماهير طاغِ، من جمال عبد الناصر، إلى عبد الحليم حافظ، وهذا هو الغباء بعينه.
◘ رسائل حسن البنا وفكر سيد قطب يعتمد عليهما الإخوان بشكل أساسي بجانب مجموعة من الرموز التاريخية.. لماذا يندر وجود تيار تجديدي في الجماعة؟
لأنهم يمتلكون فكرا أحاديا؛ فلا يوجد آليات نقد داخل الجماعة، لطرح رؤى بديلة، وهو ما أضعفها وانتهى بها إلى هذا الحال، وتاريخيا الإخوان جماعة طاردة للإصلاحيين، وعلى رأس هؤلاء محمد حبيب والهلباوي وغيرهم، وفي ظني أنهم هم الذين تركوها، فالإصلاحي أو الناقد أو حتى المبدع لا يعيش داخل تنظيم، لذا معظم الذين خرجوا عليها، لديهم ملكات إبداعية، وزخم معرفي، وقابلية للنقد.
◘ أخيرا.. من بين حلفاء الإخوان تتأرجح الجماعة الإسلامية على حبل المشهد برأسين، أحدهما يحاول إيجاد طريق آمن للتعامل مع الدولة المصرية والأخر يحرض عليها من الخارج.. ما توصيفك لذلك؟
الجماعة فكر واحد، لكن الآليات تختلف في مواجهة الدولة بمن هم في الداخل، عن نظرائهم في الخارج، الذين يحرضون، ويتصرفون بطريقة لا طاقة للجماعة بتحملها في الداخل؛ هم أدخلوها في مسار، لا قدرة التنظيم ولا وضع أعضائه وعددهم الذي لا يتجاوز عشرة آلاف عضو، على تحمل فاتورة ذلك.