رئيس التحرير
عصام كامل

«القدس عاصمة فلسطين» أولى فعاليات المنظمة العربية في جنيف

فيتو

انطلق، أمس الأربعاء، بقصر الأمم المتحدة في جنيف أول أنشطة برنامج فعاليات المنظمة العربية لحقوق الإنسان على هامش أعمال الدورة ٣٧ لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.


تناولت الفعالية الأولى قضايا النزاعات المسلحة في المنطقة العربية وتداعياتها على أوضاع المرأة"، والتي تحدث خلالها الأستاذ "علاء شلبي" الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والسفير "على عبد الله البيجيري" السفير اليمني الأسبق في روسيا، وأدار أعمالها محمد راضي، المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان.

أشار "راضي" إلى انطلاق برنامج فعاليات المنظمة تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، وهو الشعار الذي اختارته المنظمة العربية لحقوق الإنسان لكل أنشطتها خلال العام ٢٠١٨ على صلة بالقرار غير المشروع لإدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، واتصالا بأنشطة مكثفة تنهض بها المنظمة طوال العام في إطار العام السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأكد على معاناة المرأة في العالم العربي بصفة عامة، وهي المعاناة التي تزداد قسوة في سياق النزاعات المسلحة التي تشمل سبعة بلدان عربية في هذه المرحلة الصعبة.

وأوضح "راضي" أن ثلاث متحدثات في الفعالية من وفد المنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى جنيف قد تعذرت مشاركتهن بسبب صعوبات استخراج التأشيرة التي تنوعت بين التأخير لاثنتين والرفض لإحداهن.

وفي مداخلته، أشار "شلبي" إلى أوجه المعاناة التي ترزح تحتها المرأة العربية في سياق النزاعات المسلحة، وبينها فقدان الأب والزوج والابن المعيل للأسرة، وأن المرأة تشكل القسم الأكبر مع الأطفال من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين بحيث بات العرب يشكلون أكثر من ثلث اللاجئين والنازحين عالميا، وما تتعرض له المرأة من أشكال متنوعة من الاستغلال المقيت في هذه الظروف، والذي بلغ حد الاسترقاق والاستعباد الجنسي والدعارة القسرية وتزويج الشابات الصغيرات، لافتا إلى أن الأمور التي يخاطبها قرار مجلس الأمن ١٣٢٥ حول المرأة في سياق النزاعات بات يشكل ظاهرات مقلقة في المنطقة العربية، وأن الأكثر إيلاما إن الجماعات المسماة بالدينية والمحافظة هي من تورطت في هذه الأنماط من الجرائم بصورة مريعة.

وأضاف "شلبي" أن ما وثقه التقرير السنوي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في عدديه رقمي ٢٩ و٣٠ عن أنماط الانتهاكات الجسيمة بحق المرأة يعبر عن تدهور غير مسبوق في وضعية المرأة في المنطقة العربية اجمالا ومناطق النزاعات المسلحة خصوصا.

وعن انعكاس أوضاع النزاعات المسلحة على وضع المرأة في بلدان الاستقرار، قال "شلبي" إن العديد من الحكومات العربية كانت أكثر تقدما من مجتمعاتها المحافظة فيما يتعلق بوضعية المرأة ومشاركتها السياسية وحقوقها الشخصية على نحو ما جرى في مصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن والكويت والبحرين، بينما ظلت التشريعات غير مفعلة بفعل المقاومة الاجتماعية، ولم تعد تشكل أولوية لدى الحكومات التي باتت مسكونة بهاجس الأمن ومكافحة الإرهاب والوقاية من الاضطراب الإقليمي الذي تعمق بسبب النزاعات المسلحة.

وفي مداخلته، لفت السفير البيجيري" إلى الأوضاع بالغة الصعوبة التي تقاسيها المرأة اليمنية في ظل الحرب الدائرة، وخاصة أنماط الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية وافتعالها لصراع مذهبي بدعم إيراني.

وأضاف "البيجيري" أن المرأة اليمنية في جنوب اليمن بصفة خاصة قد قاست مرارة حرب ١٩٩٤ والإجحافات التي لحقتها، وانضمت إلى كل نساء اليمن في الثورة وفي العمل من أجل انتقال سياسي سلس واجتماعي، ووجدت نفسها مضطرة في بعض الأحيان لممارسة دور أكبر عبر المشاركة في القتال كما جرى خلال محاولة ميليشيا الحوثي اقتحام عدن، أو التظاهر بمفردها كما جرى في صنعاء من جانب عضوات حزب المؤتمر وزوجات قيادات المؤتمر وتظاهرهن احتجاجا والتعرض لاعتداءات ميليشيا الحوثي والاعتقال والانضمام إلى قوافل الاختفاء القسري.

وأوصت المشاركات والمشاركون بتبني جهد أكبر من قبل منظمات المجتمع المدني لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان، بمعزل عن الانحيازات السياسية التي عمقت الاضطراب، مع أهمية تقديم جهود ملموسة في مجالات الحماية والرعاية الإنسانية.

جدير بالذكر أن المنظمة تعقد ثاني فعالياتها بقصر الأمم المتحدة بعد ظهر الجمعة المقبل بعنوان "النزاعات المسلحة وأثرها على وضعية الأطفال".
الجريدة الرسمية