رئيس التحرير
عصام كامل

(مَنْ قتل أسرة الحلّي؟)


مَنْ قتل أسرة الحلّى؟
لماذا قتِلت أسرة الحلّى؟
هل كانت للموساد علاقة بالجريمة؟
فى الخامس من أيلول (سبتمبر) الماضى أطلق مجهول النار على الأسرة وهى فى سيارة بى أم دبليو قرب بحيرة أنيسى فى جبال الألب، فقتِل الأب سعد، وهو مهندس ميكانيكى عمره 50 سنة، وزوجته إقبال (47 سنة)، وحماته سهيلة (74 سنة)، وأصيبت بنته الطفلة زينب (7 سنوات) برصاصة فى كتفها، كما ضُربت بكعب مسدس فى وجهها، ونجت الطفلة الأخرى زينة (4 سنوات) بعد أن اختبأت تحت ثوب والدتها فى السيارة.

قتِل أيضاً راكب دراجة فرنسى اسمه سيلفان موليير كان فى الجوار.
استعمل القاتل لتنفيذ جريمته مسدساً ألمانياً قديماً من طراز لوغار يحمل «مشطه» ثمانى رصاصات، وأطلق 25 رصاصة، ما يعنى أنه غيَّر «المشط» ثلاث مرات على الأقل. النتيجة كانت إصابة موليير بسبع رصاصات، وكل من الأب والأم والحماة بثلاث رصاصات، وزينب برصاصة واحدة.
كنت تابعت الخبر فى حينه، ثم أهملته عندما لم أجد أحداً بين أصدقائى العراقيين فى لندن يعرف الأسرة الضحية، وهى عراقية شيعية هاجرت إلى بريطانيا فى أواخر السبعينات هرباً من صدام حسين، وأقامت فى مقاطعة ساري، جنوب لندن.
غير أننى لاحظت بعد أسابيع أنه لا يكاد يمر يوم من دون خبر عن الجريمة فى وسائل الإعلام المختلفة، فقررت أن أجمع ملفاً عنها عدت إليه خلال إجازة الأعياد الغربية.
هل هى صدفة أن يُقتل سعد الحلى وهو يعمل مع شركة فى مقاطعة سارى تنشط فى مجال الطاقة النووية، وأن يُقتل الفرنسى موليير الذى كان يعمل فى شركة محلية قرب مكان الجريمة مجالها أيضاً الطاقة النووية؟
فى 23 من الشهر الماضى نشرت «الصنداى تلغراف» تحقيقاً طويلاً عن الجريمة عنوانه: الحقيقة عن «الخلاف» وجريمة قتل أسرة فى الألب. والخلاف المذكور هو إشارة إلى نزاع على ورثة بين سعد الحلى وشقيقه زيد، والموضوع يشير إلى احتمال تنفيذ الموساد الجريمة بسبب طبيعة عمل سعد الحلي، الذى كان يكره إسرائيل ويؤيد حزب الله وإيران وينشر آراءه على الإنترنت.
غير أن الخبر السابق لم يكن جديداً، ففى 18/10، نشرت «الديلى ميل» خبراً عنوانه «هل كانت الموساد وراء جريمة الألب؟».
قرأت عن أسباب الجريمة، والمادة كلها محفوظة عندي:
- الأسرة العراقية البريطانية قُتلت لأنها شهدت اغتيال الفرنسى موليير.
- موليير قتل لأنه شهد اغتيال أسرة الحلى.
- الأسرة قتلت فى خلاف بين الشقيقين سعد وزيد على ورثة.
- سرقة عادية أو محاولة خطف.
- القاتل مجرم مختل العقل.
- سعد وموليير شريكان فى محاولة تهريب مواد نووية إلى ايران.
- هناك حساب كبير لأسرة الحلى فى جنيف، على بُعد 50 دقيقة فقط من مسرح الجريمة.
- ضحايا الألب لهم علاقة بـ 15 مليون جنيه من أموال برنامج النفط مقابل الغذاء.
الزاوية هذه تضيق عن المادة المتوافرة، إلا أن كل خبر يرجّح احتمالاً للجريمة سرعان ما ينفيه الخبر التالي، حتى أن الورثة التى نالت نصيباً كبيراً من الأخبار، استُبعدت بعد ذلك، وقرأت أن أرقامها مبالغ فيها جداً.
مجلة جريدة «الصنداى تايمز» الواسعة النفوذ، جعلت جريمة الألب موضوع الغلاف الذى شغل ثمانى صفحات كاملة مع الصور فى الداخل.
المحقق الفرنسى إريك مايو يعمل بتنسيق مع شرطة ساري، وهو قال إنه يعتقد أن عشر سنوات ستمضى قبل أن تتضح الأسباب الحقيقية لقتل أسرة الحلي.
إذا كان المحققون لا يعرفون فلن أدّعى أننى أعرف، مع أننى لا أستبعد علاقة الموساد بالجريمة، فالاستخبارات الإسرائيلية تقتل الأطفال مع الكبار عبر تاريخ الجريمة التى تمثله. كل ما أقول هو أنه لو كانت جريمة قتل أسرة الحلى مجرد قصة فيلم سينمائي، لقال النقاد إنها تنطوى على مبالغات وتعقيدات وصدف لا تحدث على أرض الواقع، إلا أن هذا ما حدث.
نقلاً عن الحياة اللندنية
الجريدة الرسمية