رئيس التحرير
عصام كامل

«فتح مخك».. شعار الرشوة في مصر القديمة

فيتو

أثبتت دراسة علمية أعدها الدكتور حسن السعدي، أستاذ التاريخ ونشرتها مجلة اليمامة السعودية عام 2005 وجود الفساد الإداري والرشوة في مصر الفرعونية في الإدارة المصرية، خاصة في فترة الأزمات التي شهدها المجتمع المصري عبر تاريخه القديم.


تدور الدراسة حول ظاهرة "فتح مخك" والرشوة في مصـر الفرعونية، وتؤكد أنه بالرغم من أن الحضارة المصرية القديمة قدمت للإنسانية أخلاقيات سامية وأفكارًا راقية مثل قيم "العدل والحب والنظام والخير" وكذلك الفنون العظيمة والعمارة التي لا يوجد لها مثيل في العالم، وأثبتت النقوش المصرية القديمة على المعابد وأوراق البردي تجريم بعض السلوكيات الخاطئة بالنصائح والحكم الشهيرة.

تستعرض الدراسة بعض هذه السلوكيات ومنها الرشوة وتقدم مسلسلا تاريخيًا لوقائع الرشوة في الدولة المصرية القديمة.. وكانت أول إشارة إلى الرشوة عكستها حكاوى الفلاح الفصيح الشهيرة.

وفى الأسرة السادسة كانت النصائح الخاصة موجهة من الملك مريكارع تطالب بإشباع الموظفين حتى لا يستشرون الحاجة، ولأن الفقير يميل لمن يدفع له.

كذلك تناول مرسوم "حور محب" أوامر موجهة إلى القاضي والكهنة وكبار الموظفين ألا تقبل الهيمنة من أي فرد، ومن يفعل ذلك يعاقب بالإعدام، أما استخدام كلمة الرشوة صراحة فلم يتم إلا في الأسرة الثامنة عشرة في عهد حتشبسوت، حيث كتب أحد كبار الموظفين على مقبرته أنه لم يحصل على رشوة أبدًا.

أيضًا استخدم "رخمى رع"، وزير تحتمس الثالث، لفظ الرشوة في نصه الشهير "إنه لم يمنع العدل من أحد مقابل رشوة، وإنه لم يصم أذنيه في وجه فقير ولم يقبل الرشوة من أحد أبدًا".

كما وصف الإله آمون في أحد أدعيته وزير الفقراء هو الذي لا يمكن استمالته بهدية أو رشوة من المذنب.

أثبتت الدراسة أن الرشوة تنوعت بين أطعمة وملابس وذهب وفضة وأن اعتراف المصري القديم بتقاضيه الرشوة، وتسجيل ذلك على الجدران كان نوعًا من مكاشفة النفس وتأنيب الضمير.
الجريدة الرسمية