تحلية مياه البحار «حلم مستحيل تنفيذه».. التكلفة المالية والحاجة إلى الكهرباء أبرز عوائق التنفيذ.. تقنية الدول الغنية لا تصلح للبلاد النامية.. و30 مليار متر مكعب نتيجة التجربة عالميًا
«تحلية مياه البحر»، لم يعد التفكير في تلك التجربة مجرد حبر على ورق، فخلال الأشهر الأخيرة تحول الأمر إلى ما يشبه طوق نجاة لمصر التي تعاني من شُح مائي معرض للاستمرار بعد اكتمال بناء سد النهضة.
والمقصود بتحلية مياه البحر هو تحويلها لمياه عذبة صالحة للاستخدام البشري من خلال بعض التقنيات التكنولوجية، وقد زاد الحديث عنها بعد أن أصبح سد النهضة حقيقة واقعة، وبعد أن بدأت معاناة العالم من المياه تظهر في كثير من الدول، ما دفع الجميع للبحث عن البدائل الأخرى للمصدر الأساسي للحياة.
الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري، دلل على ذلك بتأكيد أكثر من مرة، أن تحلية مياه البحر أحد الوسائل الممكن اللجوء إليها لحل مشكل المياه الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن الدراسات مستمرة لمعرفة تكاليف البدء في ذلك.
التكلفة العالية
الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي يرى أن الحديث عن تحلية مياه البحر كحل وحيد هو «تهور وعدم وعي»، لافتًا إلى أن تحلية المتر المكعب من مياه البحر تتراوح تكلفتها من 50 سنت إلى 86 سنت أمريكي أي ما يعادل 12 جنيها مصريا، وهذا المتر يستهلك كهرباء من 2.5 كيوات/ساعة إلى 8.5 كيلوات ساعة ما يعني الحاجة إلى دولة لديها وفرة كهربائية وفي النهاية إذا كانت تلك التكلفة فبأي سعر سيتم بيعها للمواطنين.
الدول الغنية
وأضاف «نور الدين» في تصريحات صحفية، أن تحلية مياه البحار تقنية الدول الغنية وليست للدول الفقيرة ولا النامية، وأكبر الدول إنتاجًا هي السعودية 6.5 مليار مترمكعب سنويا ثم أمريكا 6 مليار متر مكعب سنويا ثم الإمارات 5.5 مليار متر مكعب سنويا ثم تأتي الكويت وإسبانيا واليابان وباقي الدول وهذا يدلل على مستوى الدول التي تلجأ إلى تلك التقنية.
24 مليار متر مكعب
كما أوضح خبير المياه الدولي أن التحلية في العالم كله لا تمثل أكثر 0.1% من إجمالي مياه العالم يعني ما بين 24 إلى 30 مليار متر مكعب سنويا.