انتخابات بدون مقاطعة!
انتخابات نقابة المهندسين بالقاهرة التي شهدت منافسة واضحة ولم تشهد أي دعوات للمقاطعة فيها بلغت المشاركة الانتخابية فيها للمهندسين نسبة ضئيلة جدًا لم تتجاوز 1.5%! وهذا يشير إلى أمر يحتاج بالفعل دراسة وبحثًا حول سلوك الناخب المصرى.
لقد شهدنا لسنوات طويلة عزوفًا عن المشاركة في الانتخابات.. حتى انتخابات النقابات والأندية كانت نسبة المشاركة فيها قليلة، وهو ما كان يتيح لأي أقلية منظمة السيطرة على هذه النقابات والأندية، أما البرلمان فقد كانت انتخاباته تشهد كل أنواع التدخل للتحكم في نتيجته.. وبعد ٢٠١١ شهدنا اهتمام قطاعات من الناخبين بالمشاركة في الانتخابات والاستفتاءات..
غير أن ذلك ارتبط بالظروف التي عاشتها البلاد، واستمر ذلك لبضع سنوات حتى الانتخابات الرئاسية السابقة.. ولكن ها هي المشاركة الانتخابية تعود إلى سيرتها الأولى السابقة وهو التراجع والانخفاض في انتخابات نقابية تشهد منافسة انتخابية، ولا يدعو فيها أحد لمقاطعة الانتخابات.
هنا الأمر يستحق الدراسة إذن والبحث، وذلك للوقوف على سلوك الناخبين المصريين في شتى أنواع الانتخابات، سياسية أو نقابية أو حتى انتخابات أندية رياضية واجتماعية.. إن زيادة مشاركة الناخبين هو أحد أسس الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة أو العصرية.. ولن نحقق مشاركة أكبر للناخبين في كل أنواع الانتخابات إلا إذا فهمنا سلوك الناخبين وما يحضهم على المشاركة في الانتخابات، وأيضًا ما يجعلهم غير متحمسين للمشاركة في الانتخابات.. أما استسهال التفسيرات الجاهزة والمعلبة سابقة التجهيز فلن يفيدنا في شيء.. أي لن يغير من سلوك الناخب المصري الذي وجدناه أكثر حماسًا في أوقات الأزمات.
