أبرز تداعيات صفقة القرن على الفلسطينيين
لا يخلو الحديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية خلال الآونة الأخيرة عما يسمى بـ"صفقة القرن" التي كشفت عنها مصادر غربية مؤخرًا، وما بين رغبة أمريكية إسرائيلية في تنفيذها وتحفظات فلسطينية تظل هذه الصفقة عالقة ويظل تنفيذها له تداعيات على الشعب الفلسطيني.
المصادر الغربية أكدت مؤخرًا أن فريقًا أمريكيًا بصدد وضع اللمسات الأخيرة على "الاتفاق النهائي" الذي وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والذي يعرف بـ"صفقة القرن".
تفاصيل الصفقة
الصفقة وفقًا للمصادر تشمل إقامة دولة فلسطينية تضم في حدودها قطاع غزة والمناطق (أ، وب) وأجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية. كما ستوفر الدول المانحة بمموجبها 10 مليارات دولار لإقامة الدولة وبنيتها التحتية بما في ذلك مطار وميناء بحري في غزة والإسكان والزراعة والمناطق الصناعية والمدن الجديدة.
ظلم القدس واللاجئين
من أبرز تداعيات هذه الصفقة أن وضع القدس وقضية عودة اللاجئين سيؤجلان لمفاوضات لاحقة، ما يعني مماطلة إسرائيلية أمريكية ستؤدي في نهاية المطاف إلى إبعاد القدس تمامًا عن أي مفاوضات لتكون إسرائيلية بالأمر الواقع.
كما تشمل مفاوضات حول محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والدول العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، والهدف من تلك المفاوضات سيكون التطبيع مع دولة الاحتلال ما يخدم الأخيرة وذلك بحجة أنها ساعدت الفلسطينيين على إقامة دولتهم ومنحهم حقوق، في حين أنها ستكون دولة فلسطينية منزوعة كل المزايا والحقوق.
خيانة للقضية الفلسطينية
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدولية، نبيل شعث، اليوم الثلاثاء، إن "التسليم بصفعة القرن (في إشارة إلى ما يطلق عليه صفقة القرن) خيانة للقضية الفلسطينية"، معلنًا رفضه إقامة دولة فلسطينية على غير ترابها الوطني (الأراضي المحتلة عام 1967).
هيمنة أمريكا
وأكد شعث إن "التسليم بصفعة القرن خيانة للقضية الفلسطينية ولن نقبل هيمنة أمريكا بعد الآن". مضيفًا "إننا "شعب له سيادة حيث زاد عدد سكانه من مليون ونصف عام 1948 إلى 13 مليونًا هذا العام".
وعلى ما يبدو أن إعلان الخارجيةُ الأمريكية نيةَ واشنطن فتح سفارتها في مدينة القدس يوم 14 من شهر مايو المقبل، وذلك بالتزامنِ ذكرى إعلانِ دولة إسرائيل وهو ما يوافق أيضا إحياءَ الفلسطينيين لذكرى النكبة، خطوة تمهد للصفقة المذكورة.
تدمير حل الدولتين
ومن المتوقعِ أن تنقل السفارة إلى مكاتب القنصلية الأمريكية في القدس والى فندق دبلومات المجاور لها والمملوك للخارجية الأمريكية، وهى الخطوة التي أشاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بموازاة ذلك اعتبرت الرئاسةُ الفلسطينية القرار أحادي الجانب وغير شرعي ولا يعطي شرعية لأحد ويعكس إصرارًا على تدميرِ حل الدولتين. بينما قالت حركة حماس إنه سيكون بمثابة صاعق يفجر المنطقة في وجه إسرائيل.
تسطيح الصراع
كما يرى المراقبون أن صفقة القرن تعد سطيحًا لصراع تاريخي امتد لقرن من الزمان، منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 وقيام كيان استيطاني إحلالي صهيوني على أرض فلسطين.
إنهاء القضية لمصلحة الصهاينة
وبالنظر إلى "صفقة القرن" بحيثياتها وملابساتها وواقع القضية الفلسطينية في سياقها العربي والدولي الحالي،فإنها ما هي إلا تعبير عن مصطلح آخر أكثر دقة وموضوعية، ولكنه خالٍ من الديباجات والإيحاءات اللامعة، وهو "تصفية القضية الفلسطينية" أو إنهاء الصراع لمصلحة المشروع الصهيوني.