«سيد الأدلة» عن أشهر أكاذيب الجماعة في تاريخها!
هذه القصة نرويها من جديد بعد ثلاث سنوات على مقالنا السابق عنها بعنوان "مغفلون وقتلة" ليس بمناسبة فضيحة الــ "بي بي سي" فحسب.. فالجبروت الإخواني في الكذب والتلفيق لا يحتاج لأي مناسبة.. فنصرخ لفضحة منذ سنوات طويلة وكان البعض "يقاوح" ويجادل فيما لا يستحق المجادلة.. ولكن.. إليكم التالي في شهادة شاهد كان من أهلها وعن كذبة تاريخية صدقها البعض وصدقوها وصدقوها.. حتى كادت أن تتحول إلى حقيقة دامغة لا شك فيها.. إلا أن ربك بالمرصاد..
هيثم أبو زيد.. صحفي وزميل عزيز.. كان يومًا إخوانجيًا.. وكان ممن شقوا طريقًا موازيًا للجماعة بالمشاركة في تأسيس حزب الوسط.. وساقت الأقدار إليه جلسة خاصة مع الإرهابي العالمي يوسف ندا.. المسئول البارز في التنظيم الدولي أو كما يسمونه وزير مالية الجماعة وتنظيمها الدولي ومخزن أسرارها وصاحب بنك التقوى وعدد من المشاريع الكبرى..
نقول ساقت إلى هيثم أبو زيد جلسة خاصة ليوسف ندا حضرها عدد من الشخصيات أبرزهم أبو العلا ماضي، رئيس الحزب وعدد آخر قيل إن من بينهم الدكتور سليم العوا والقصة رواها أيضًا الدكتور محمد السعيد إدريس الخبير بمركز الأهرام الإستراتيجي بمقال شهير له بعنوان "الكذب والسياسة: الإخوان نموذجًا".. نشره بالأهرام اليومي بتاريخ الأول من أبريل 2014 وملخص القصة يقول:
بمكتبه القديم بشارع قصر العيني سأل أبو العلا ماضي يوسف ندا: مقولة الإمام أحمد بن حنبل عن "بيننا وبينكم الجنائز".. وأن الجنائز تقاس برضا الله عن أصحابها.. صحيحة أم لا ؟ رد يوسف ندا.. نعم صحيحة.. فقال أبو العلا: إذن جنازة عبد الناصر وهي الأعظم في التاريخ تشهد له؟
تلجلج يوسف ندا وغضب من دفاع أبو العلا عن عبد الناصر.. فسأله أبو العلا.. إذن ما الحقيقة عن روايات تعذيب الإخوان في الستينيات؟ وهل صادقة أم كاذبة؟ وياريت تقول لنا الحقيقة تحديدًا عن كتاب "أيام من حياتي" للحاجة زينب الغزالي"!
هنا أبو العلا ماضي يتحدث إلى يوسف ندا بكل الإجلال والتقدير فهو حتى تلك اللحظة لأبو العلا ولغيره أبرز وأشهر قيادي إخواني على قيد الحياة إلا أن الصدمة جاءت من الرد.. وسقط القناع.. فالمجرم يوسف ندا أطلق ضحكة عالية وعاد برأسه إلى الخلف.. وبعد أن انتهى من ضحكته قال: "أنا مؤلف هذا الكتاب"!
اندهش أبو العلا ماضي وسأله كيف ذلك؟ رد: "اللي تغلب بيه العب بيه"!! ثم واصل الضحك !!!
في التفاصيل إثارة أكثر.. فحتى زينب الغزالي التي وضعوا اسمها على الكتاب كانت تندهش من الكذب المبالغ فيه وتسأل ندا: هل سيصدق المصريون كل ذلك يا دكتور يوسف؟ وكان المجرم يطمئنها أننا "شعب عاطفي وسيصدق"!!!
انتهت القصة التي انتهت بعد حوار طويل بمغادرة هيثم أبو زيد المحترم للجماعة نهائيًا وكتب القصة ليشهد أمام الله والدنيا بكذب الإخوان وصار الآن خصمًا لهم.. وكتب أبو العلا ماضي، الذي لا نتعرض هنا لعلاقته بالإخوان وإنما فقط للقصة السابقة، مقالا بجريدة العربي يرد الاعتبار فيه لجمال عبد الناصر بعنوان السؤال اللى سأله ليوسف ندا "بيننا وبينكم الجنائز"..
ويبقى السؤال: كم مصريا صدق الأكاذيب؟ بالملايين بالطبع.. لقد تحول محتوى الكتاب إلى حدوتة إخوانية على المنابر والمساجد رددها خلفهم حتى خصوم الإخوان !!
لمجرد أن كانوا إقطاعيين سابقين أو من ضربت مصالحهم في الستينيات.. حكوا قصص السجان الذي يضرب بالكرباج والكلاب التي تنهش لحم زينب الغزالي وعبد الناصر الذي ترك مشاغل الحكم ليشاهد التعذيب بنفسه ويتلذذ به إلخ إلخ.. وكله كذب في كذب في كذب.. غنوا الحدوته في دروس الأربعاء وأحاديث ما بين المغرب والعشاء.. ورويت في أشرطة الكاسيت..
وتغنى بها كل المجرمين الإخوان في كل مكان وتحولت إلى أفلام سينمائية وأعمال درامية وتحت سمع وبصر أجهزة الدولة المصرية التي وظفت الإخوان لتشويه سيرة جمال عبد الناصر بدعم أمريكي خليجي وكل فشلة ومطاريد والستينيات ودون النظر لمصالح البلاد العليا ولا الوعي بكينونة الجماعة !! الآن.. كم نحتاج من وقت ومن جهد لنزعها من عقول وذاكرة من صدقوها؟!!! وكم كذبة أخرى على نفس الطريقة يتداولها الناس الآن؟!
إلا أن الله سبحانه وتعالى تعهد بالدفاع عن الذين آمنوا.. فكان الانتقام من الإخوان إلهيًا.. ومن كل أفاك أثيم.. حتى لو كان إفكه وإثمه مجرد كلمة في صحيفة صغيرة.. وبعضهم عاقبهم الله بسوء أعمالهم فمنهم من ذهب إلى قنوات الإخوان ومنهم من عرض خدماته في مبالغة مهينة لمن هم في مثل عمره لمن اعتقد أنه مندوب لأجهزة ما!! إذ نسي صاحبها قوله تعالى.. "إن ربك لبالمرصاد" صدق الله العظيم!