زغلول صيام يكتب: عندما أسعد شوقي غريب ملايين المصريين
قد أبدو منحازا للكابتن شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأوليمبي في أوقات كثيرة، ولكن عندما أفكر بالعقل أجد نفسي مقصرا معه بحكم علاقة الصداقة التي تربطني به من بداية الألفية الثالثة، ومرت أيام وأيام وأنا أرى شوقي غريب لم يحصل على حقه كمدرب.
كنت وما زلت على قناعة بإمكاناته وأنه الجوهري الثاني في مصر ولو أنه تولى تدريب المنتخب الوطني في ظروف غير الظروف لحقق أفضل إنجازات الكرة المصرية، ولكنها الأقدار التي شاءت أن تسند له المهمة أثناء توقف الدوري العام وشلل كامل بكل المسابقات ورغم ذلك خرج باحترام كبير ويكفي أنه بنفسه قدم تقريره لهيكتور كوبر عن السنة التي تولى فيها المهمة كرجل أول للمنتخب الوطني.
لا يقلل من الكابتن شوقي غريب أنه صديق المهندس هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة الذي يثير البعض الشكوك حول مجاملة الرجل بإسناد مهمة أي منتخب إليه، ولكن هي علاقة كما يقول غريب يعتز ويشرف بها وقد وضح الآن أن أبو ريدة قدم الكثير للكرة المصرية ويكفيه أن التأهل للمونديال بعد غياب 28 عاما كان على يد أبو ريدة مع احترامي لكل أفراد المنظومة.
اليوم في ذكرى ميلاد المدرب الكبير والنجم شوقي غريب وجب على أن أذكر الجميع باليوم الذي أسعد فيه ملايين المصريين، وكان هذا اليوم أحد أيام شهر مارس عام 1986، حيث بطولة الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر وخسرت مصر في الافتتاح أمام السنغال بهدف نظيف ثم فازت على موزمبيق وفي الجولة الثالثة أمام كوت ديفوار وكان المدير الفني مايكل سميث الإنجليزي وثارت مصر كلها عليه بسبب استبعاده بعض النجوم، خاصة أن الفراعنة مهددون بالخروج من الدور الأول إذا لم يحقق الفوز على كوت ديفوار والتعادل لا يكفيه.
امتلأت مدرجات ستاد القاهرة بأكثر من مائة ألف متفرج، وكان شوقي غريب من المستبعدين ووقتها كان نجم المحلة والمباراة عصيبة وفريق كوت ديفوار رهيب هاصة يوسف فوفانا وعبدالله تراوري وآخرين، وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وبدأ الحلم يتسرب وفي منتصف الشوط الثاني وفي كره تبدو ضالة وإذ بالأرض تنشق عن شوقي غريب في مكان غير مكانه ويحرز الهدف لتنفجر براكين الفرحة في كل ربوع مصر، حيث تجدد الأمل في الاستمرار في البطولة التي حصلنا عليها بعد ذلك والفضل بعد الله لهدف شوقي غريب.
وظل شوقي غريب طوال حياته معتزا باللعب لغزل المحلة رافضا إغراءات القطبين، حيث كان يرى أن قلعة زعيم الفلاحين لا تقل عنهما ودائما ما يفخر بأنه من أبناء المحلة رغم كل ما وصل إليه بعد ذلك في حياته كمدرب رفع علم مصر في المحافل الدولية.
عرفتم لماذا أنا متحيز لشوقي غريب؟! أعتقد أن الإجابة واضحة وهي ثقتي الكبيرة في إمكاناته التدريبية وقدراته الهائلة على ترويض أشرس اللاعبين ولا يوجد لاعب ثبت أنه لوى ذراعه في يوم من الأيام.
بقي أن أقول إن الكابتن شوقي رجل يحب بيته ويعطيه كل وقته وليس له في الخروجات أو خلافه وأصبح الآن جدا ولديه ثلاثة أبناء (ربنا يحفظهم) أحمد الكبير ومحمد نجم المقاولون العرب ويارا وقبل كل ذلك الحاجة زوجة الكابتن وهي نموذج للزوجة الصالحة والأم الحنونة.
بارك الله للكابتن شوقي في أسرته وكل عام وأنت بخير يا صديقي العزيز.