رئيس التحرير
عصام كامل

عمال صناعة مكانس ليف النخيل بالشرقية: «التكنولوجيا أوقفت حالنا» (فيديو)

فيتو

صناعة "المكانس" أو "المقشات" من ليف النخيل واحدة من المهن ذات الصيت في محافظة الشرقية، فهذه المهنة بالرغم من بساطتها تحتاج إلى مهارات عالية وصبر ودقة.


وتلعب الخبرة في هذه المهنة دورا كبيرا في جذب الزبائن، إلا أن مع تغير الأوضاع وتطور التكنولوجيا أدت إلى انقراض المهنة بعد اللجوء إلى المكانس الكهربائية.

في "حوش صغير" بمنطقة "الجرن" بمدينة القرين، تجلس كل صباح عائلة "مطاوع" أشهر العائلات هناك في تلك الصناعة، وابتسامتهم تعلو وجوههم والهدوء يتغلب على حالتهم ليقوموا بصناعة مكانس الليف من النخيل التي تشتهر بها المدينة.

"ناجى حسن إبراهيم"، 38 عاما صانع مكانس من ليف النخيل، يقول عن مهنته: إنه ورثها أبا عن جد ليتعلم الصناعة وينفق على أسرته الصغيرة في ظل تراجع المهنة وتغير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية له.

ويضيف "ناجى" لـ"فيتو": "منذ صغري وانا اجلس بجوار والدى لكي اتعلم صناعة المكانس وأتقنت الصناعة في سن السابعة، وكنت منذ الصغر أشاهد والدي وهو يصنع المقشات بمختلف انوعها بكل حرفية ومهارة، وهذا ما جعلني أحب المهنة وأتعلق بها طوال تلك السنوات الطويلة وأستيقظ من نومي في الصباح الباكر حيث لا يشغلنى إلا تقطيع جريد النخيل وأتركه حتى يذبل ثم تقطيعه لاستخدمه في الصناعة".

وقاطعه "عبده إبراهيم"، 28 عاما، قائلا": "مراحل صناعة المقشات لا تستغرق سوى بضع دقائق، حيث يتم أخذ الليف من النخل ويتم فركها ورش الماء عليها وتسويتها من طرفها بمقص صُنع خصيصًا وقص الأجزاء المرغوب فيها وضمها على شكل مثلث صغير ووضع ثلاث أجزاء منها واحدة تلو الأخر وحبكها بخيط أبيض ويتم تجمعيها وربطها في عصاه من الجريد وتأخذ أعواد من الجريد ويتم قطعها لمتر وربع تقريبا بطول المقشة.

وعن الإقبال على شراء المكانس قال إبراهيم: "الإقبال على الشراء مستمر طوال العام خاصة من أهل الريف ويتراوح سعر المقشة الواحدة من 5 إلى 7 جنيهات، حسب حجمها فيما يمتنع معظم أهالي المدن عن الشراء فالتكنولوجيا أوقفت حالنا بسبب اختراع مكانس الكهرباء والمهنة بدأت تختفي كليا في معظم محافظات مصر ما ادى إلى عزوف كثير من أصحاب المهنة عنها في السنوات الأخيرة ويذهبون لتعلم حرفة أخرى.

واستطرد: "المهنة لا يوجد لها دخل ثابت فالدخل حسب الجهد في العمل وإنتاج أكبر عدد من المكانس وظروف البلد صعبة والحياة غالية والأسعار نار ولدي أسرة مكونة من 8 أفراد يحتاجون إلى ملبس ومأكل ومصاريف تعليم وعلاج وغيرها واللي جاي على قد اللي رايح".
الجريدة الرسمية