رئيس التحرير
عصام كامل

ابتكارات جديدة لعلاج السرطان.. أبحاث جادة بمدينة زويل للتغلب على المرض.. دراسة لفريق بحثي مصري تكشف سر عودة الأورام بعد الشفاء أحيانا.. واكتشاف جينات تقاوم الداء الخطير

مدينة زويل
مدينة زويل

احتفلت مدينة زويل بالشهر العالمي للتوعية بمرض السرطان، اليوم الإثنين، حيث جاء الاحتفال متزامنا مع ذكرى ميلاد العالم الدكتور أحمد زويل.


وقد تناولت المدينة خلال الحلقة النقاشية التي أقامتها على هامش الاحتفالية المجهودات المبذولة في مجال مكافحة مرض السرطان، حيث تم إلقاء الضوء على أهم الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع التي نجحت المدينة بطلابها وباحثيها في الانتهاء منها في هذا الإطار.

حقبة حديثة
أعلنت مدينة زويل أن أبحاثها حول مكافحة السرطان ومحاولة اكتشاف علاج له جاءت لكي تؤكد حلم العالم الجليل أحمد زويل، حيث هدف الدكتور الراحل من تأسيس المدينة إلى مساعدة المنطقة العربية بأسرها على بدء حقبة جديدة من التطوُّر الحديث في مجال البحث العلمي والإنتاج التكنولوجي وهو ما يسهم بدوره في حل العديد القضايا المجتمعية.

جلسة نقاشية
حضر الجلسة النقاشية التي أقامتها المدينة على هامش الاحتفال بالشهر العالمي للتوعية بالسرطان لفيف من مجلس إدارة، ومسئولون، وأساتذة المدينة، وقد جاء على رأسهم الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور محمد كامل، باحث في مرحلة ما بعد الدكتورة بمركز علوم الجينوم بمدينة زويل، والدكتور محمد عاشور، باحث مساعد ومدير معمل الجينوم بمدينة زويل، والدكتور مروان عمارة -أستاذ الكيمياء الحيوية وبيولوجيا السرطان بمدينة زويل، والدكتورة نجوى البدري، مدير مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي بمدينة زويل.

نهضة المجتمعات
ومن جانبه قال الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا "إن البحث العلمي هو قائد قاطرة نهضة المجتمعات، فما من شك أن دعم وتطويع ثقافة البحث العلمي والابتكار من أجل تطوير منتجات وخدمات مبتكرة تسهم في تمكين المجتمعات من مواجهة التحديات لاسيما على صعيد الصحة يعد من أهم الأولويات ليس فقط محليًا ولكن إقليميًا وعالميًا".

أمر واقع
وأكد الدكتور شريف صدقي أن إنشاء مراكز للبحث العلمي ودعمها بأحدث التكنولوجيات والإمكانيات أصبح أمرًا في غاية الأهمية، بل ضرورة من ضروريات الحياة، بل إنها تعد من الأسس والمرتكزات التي لا غنى عنها لتطوير المجتمعات، والأمم.

وأعلنت أن مدينة زويل بمحاورها الخمسة هي ترجمة حقيقية لهذا الحلم على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه يشهد تطورات ملموسة في مجال البحث العلمي خاصة في مجال السرطان لنحتفل بخروج عدد من الأبحاث على هذا الصعيد من إجمالي 512 بحثا تم نشرها في مجلات علمية وأكثر من 12 براءة اختراع في كل من العلوم والهندسة. 

الجينات الوراثية
تناولت الحلقة النقاشية العديد من الأبحاث الرائدة في مجال السرطان، حيث تحدث الباحثين من مختلف الأقسام داخل المدينة عن الأبحاث التي يعمل عليها هو وفريق العمل المرافق.

أشار الدكتور محمد كامل، باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه بمركز علوم الجينوم، إلى أحدث أبحاثه والذي يعمل على تطبيق نظرية الجينات الوراثية للتغلب على مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي الخاص بسرطان المبيض.

علاج جديد
كما ناقش الدكتور محمد عاشور، باحث مساعد ومدير معمل الجينوم، الأبحاث التي أُجريت بمعمل الجينوم والتي تخصصت في دراسة إنزيمات إصلاح الحمض النووي لتطوير تطبيقات علاجية جديدة للسرطان، بالإضافة إلى استخدام نهج علاجي جديد يمكن أن يعيد برمجة المشهد الجيني للحد من المرض.

تجارب ناجحة
وألمح الدكتور مروان عمارة، أستاذ الكيمياء الحيوية وبيولوجيا السرطان، أن القسم يقوم بأبحاث على أنواع مختلفة من السرطان ومنها إنشاء مسبار تصويري في الجسم الحي وهو يعد مؤشرا تنبؤيا للاستجابة لعلاج السرطان من أجل قياس سرعة استجابة مريض السرطان للعلاج الكيميائي خلال أسبوع واحد فقط، مستندًا على الحمض النووي منقوص الأكسجين الذي له خصوصية الارتباط بالخلايا السرطانية الميتة الناتجة عن العلاج السرطاني الفعال. وبعد انتهاء التجارب المعملية للأبحاث التي تجرى حاليا، يمكن إعلام المريض خلال أسبوع بمدى استجابته للعلاج الكيميائي حتى يستمر عليه أو يقوم بتغييره في حالة عدم الاستجابة.

وأوضح أن من المشروعات التي يعكف عليها فريق العمل هو إنشاء مختبر للحيوانات الصغيرة للتصوير الجزيئي وقبل السريري في الجسم الحي وهو معمل متخصص في تصوير الأورام السرطانية في مرحلة ما قبل التجارب الإكلينيكية على الدواء أو المستحضر المستخدم لعلاج الأورام، ويعد هذا المعمل هو الأول من نوعه في مصر.

الخلايا الجذعية
وقالت الدكتورة نجوى البدري، مدير مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية بمدينة زويل- الضوء على الأبحاث التي تعمل عليها هي وفريق العمل وهو مكافحة الخلايا الجذعية السرطانية، حيث تُظهر النظرية الحديثة أن السرطان يقاوم العلاج سواء الكيميائي أو الإشعاعي وهذه المقاومة هي السبب وراء عودته مرات أخرى، ومن خلال البحث تبين أن الورم السرطاني يفرز مواد تؤثر على الخلايا المحيطة به وتحولها إلى ما يشبه الخلايا الجذعية السرطانية وهو ما يساعد على عودة السرطان مرة أخرى.

كما أشارت أن من خلال الأبحاث من الممكن استخدام عقاقير تساعد على عدم تحول تلك الخلايا والحفاظ على البيئة المحيطة للخلايا السرطانية.

مؤسسة مستقلة
يذكر أن مدينة زويل تعد مؤسسة تعليمية بحثية ابتكارية مستقلة وغير هادفة للربح تقوم استراتيجيتها على بناء جيل جديد من القادة، والعلماء، قادر على إحداث تأثير كبير في المجتمع، وتقديم الجديد في المجالات العلمية الحديثة المتطورة، فالمدينة مكون متكامل تتكون من خمسة هياكل أساسية مترابطة منها الجامعة، والمعاهد.
الجريدة الرسمية