رئيس التحرير
عصام كامل

المستشفيات الحكومية مقابر للأطباء بسبب العدوى..11% نسبة انتشار فيروس سي بينهم.. 30% معدل إصابتهم بالالتهاب الكبدي.. الإيدز يلاحقهم.. والأمراض المميتة تحصد أرواحهم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ارتبطت جملة "الداخل مفقود والخارج مولود" بالمستشفيات الحكومية، بعدما كانت السبب الرئيسي في مضاعفة أمراض المرضى المترددين عليها، ولأنها اعتادت أن تفاجئنا بالجديد، فمن الممكن إضافة للجملة السابقة فقرة "كمائن الموت للأطباء"، بعدما كانت السبب الرئيسي في نقل العدوى لعدم تطبيق إجراءات حازمة لمكافحتها.


الإحصائيات
رغم غياب الإحصائيات الرسمية الدقيقة عن الأطباء المصابين بالعدوى، إلا أن نقابة الأطباء أعلنت في أحد التصريحات انتشار عدوى فيروس «سى» بين الأطباء بنسبة وصلت إلى ١١٪.

وبحسب إحصائيات وزارة الصحة، تختلف معدلات الإصابة بالمرض على أثر التعرض بوخز الإبر باختلاف الفيروسات، وتقدر معدلات الإصابة بعد التعرض لدم شخص مصاب بفيروس التهاب كبدى من نوع B إثر الوخز بالإبر من ٦ إلى ٣٠٪، بينما تبلغ معدلات الإصابة بالالتهاب الكبدى الفيروسى C إلى ٧٪، ويبلغ متوسط انتقال فيروس الإيدز نحو ٣٪، وتختلف معدلات الإصابة تبعًا لدرجة إصابة الشخص المريض بالفيروس.

الإسكندرية
وفي قصة من أحد ضحايا عدوى الأطباء، كشف الدكتور وليد فؤاد أمين نقابة الأطباء بالإسكندرية، إصابة طالبة في كلية طب الأسنان بجامعة فاروس بالإسكندرية بـ"الإيدز"، بعد وخز طبي أصابها أثناء التعامل مع أحد المرضى المصاب بمرض نقص المناعة، وعلى الرغم من محاولات الطالبة سرعة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بأخذ جرعة من دواء يتم تناوله فور الوخز الطبي، إلا أن تقصير مديرة مستشفى الحميات بالإسكندرية تسبب في تأخير الطالبة، متسائلًا عن مسئولية وزارة الصحة تجاه الأمر.

وفشلت الطالبة في الحصول على جرعة علاج الإصابة خلال 72 ساعة، بحجة إلزامية تحليل إيدز للمريض أولا قبل صرف الجرعة، وبعد إجراء التحاليل جاء الرد بأن الخزينة لا يوجد بها علاج وأنه سيأتي غدا، وعندما جاء اليوم التالي طلبوا منها إحضار تقرير من الكلية بالواقعة، وبعد إحضار التقرير رفضت إعطاءها العلاج؛ بسبب مرور أكثر من 72 ساعة وبالتالي فالجرعة أصبحت بلا فائدة.
ومن جانبها نفت وزارة الصحة في بيان رسمي هذه الواقعة وأكدت سلامة الطالبة من الإيدز ورغم ذلك تم صرف جرعة وقائية لها.

جنوب سيناء
ومن بين ضحايا عدى المستشفيات الحكومية «أ. ح – طبيب بمستشفى شرم الشيخ الدولي، بجنوب سيناء»، أصيب في يده أثناء عمله بفحص أسنان أحد المرضى في مارس 2015، مستخدمًا آلة حادة من أدوات الأسنان، وبعدها أجرى تحليلًا فوريًا للاطمئنان على نفسه، وكانت النتيجة سلبية وبعد ثلاثة شهور أخرى أجرى تحليلا ثانيًا ليكتشف إصابته بالإيدز، وبعدها أجرى تحليلا ثالثًا لتتأكد إصابته بـ«الإيدز»، خصوصًا أن الفيروس يحتاج من (3 – 6 أشهر) للظهور.

أصيب الطبيب بالصدمة، وأبلغت إدارة المعمل بالمستشفى مدير المستشفى بنتيجة التحاليل، ووجود طبيب مصاب بالإيدز إلا أنه تكتم على الأمر، ولم يتخذ الإجراءات اللازمة أو يرسل نتائج التحليل وإبلاغ وزارة الصحة رسميًا بذلك، واستمر الطبيب على قوة العمل 4 أيام لحين انتهاء مدة عمله الطبيعية بالمستشفى في 28 يونيو الماضي، وتم إبلاغ مكافحة العدوى والطب الوقائي بمديرية الصحة بهذا التاريخ ليمنع المدير الشبهة عن المستشفى، حرصًا على سمعته وعدم زرع الخوف لدى السياح والمواطنين بالمستشفى حينها داخل المدينة.

دعاء إسماعيل
الوضع لم يختلف كثيرا بالنسبة للدكتورة دعاء إسماعيل، البالغة من العمر 25 عامًا، والتي توفيت وهى حامل نتيجة عدوى أصابتها بالجهاز التنفسي في يناير 2014 خلال عملها بالوحدة الصحية في منطقة كفر مجاهد بمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية.

بدأت القصة حين شعرت بضيق شديد في التنفس، واكتشافها الإصابة بالعدوى، وتدهور حالتها حتى تم احتجازها بغرفة العناية المركزة وتوصيلها بجهاز التنفس الصناعى، ولكن خلال ساعات توقفت عضلة القلب عن العمل، وأجرى الفريق الطبي لها عملية إنعاش قلبي رئوي مع إعطائها العقاقير اللازمة، ولكن لم تستجب الطبيبة المريضة بالعدوى لتفارق حياتها تاركة ألم الفراق لأسرتها.

فيروس سي
لم يكن يعلم الدكتور محمد سعد أن "شكة إبرة" ستتسبب في نهاية حياته ليترك الدنيا دون أن ينظر إلى ابنه الذي تم وضعه عقب وفاته بأسبوع واحد فقط، لينضم اسمه ضمن قائمة الأطباء الذين راحوا ضحية للإصابة بالعدوى أثناء عملهم بالمستشفيات.

محمد سعد هو طبيب شاب لم يتعد عمره 32 عاما، كان يعمل جراحًا بمستشفى الساحل التعليمي أصيب بعدوى قاتلة نتيجة إصابته بفيروس سي في الدم وتوفي على إثرها في 2014.
الجريدة الرسمية