رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا تطالب برأسه.. «صالح مسلم» أوجلان سوريا وعدو أردوغان

فيتو

مع توقيف السلطات التشيكية الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الانفصالي (PYD) السوري صالح مسلم، طالبت تركيا بتسليمه باعتباره مطلوبا أمنيا، فصالح مسلم يشكل النسخة الأخرى من الزعيم الكردي التركي عبدالله أوجلان، لذلك يسعى الرئيس التركي بكل قوة من أجل اعتقال "أوجلان سوريا" ليضع أكبر خصمين من الأكراد في معتقلاته.


حياته
وصالح مسلم محمد هو رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي " PYD "، من مواليد مارس 1951 في عين العرب، سوريا لعائلة متوسطة الحال حسب مقاييس مجتمع قرية شيران، وقضى طفولته بين أقرانه في قرية شيران التي تبعد سبعة كيلومترات عن عين العرب.
تعلم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية في عين العرب، وأكمل المرحلة الإعدادية في دمشق لبعض الضرورات. ثم أكمل المرحلة الثانوية في ثانوية عبد الرحمن الكواكبي في حلب لعدم وجود ثانوية في عين العرب في تلك الأعوام. وحصل على الثانوية القسم العلمي في عام 1969، ثم انتسب إلى جامعة إسطنبول التقنية – كلية الهندسة الكيميائية ليتخرج منها عام 1977. ويغادر إلى لندن لتعلم اللغة الإنجليزية لفترة سنة نظرًا لضرورة اللغة في مهنة الهندسة.

نشاطه السياسي
بدأ نشاطه مدافعًا عن حقوق الكرد في سوريا، درس في جامعة إسطنبول الهندسة الكيماوية منتصف سبعينيات القرن الماضي، وتأثر بالثورة الكردية في العراق آنذاك، والتي كانت بقيادة الملا مصطفى البارزاني، ويقول مراقبون تتبعوا سيرته إن فشل ثورة البارزاني وقتها أدى إلى زيادة التزامه بالقضية الكردية أكثر.

مع "أوجلان"

بعد عودته بفترة من السعودية التي أقام وعمل بها إلى سوريا، انضم " صالح مسلم" إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، عام 1988، قبل سنة على تسليم الأسد الأب للزعيم الكردي عبد الله أوجلان "مؤسس حزب العمال الكوردستاني" عام 1999 للحكومة التركية التي حشدت قواتها على الحدود السورية إيذانًا باجتياح البلاد لاعتقال أوجلان.

في العام 2003 انضم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي ترأسه في العام 2010، باعتباره النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني التركي الذي يقود تمردًا مسلحًا انفصاليًا في تركيا.
خلال انتفاضة القامشلي المناهضة ضد الحكومة السورية في مارس 2003، كان مسلم عضوًا في لجنة أعدت رسالة إلى رئيس السوري بشار الأسد وكلف بنقلها إليه، لكن رئيس شعبة الأمن السياسي حينها غازي كنعان رفض تسلمها وأمر باعتقاله وتعذيبه، حيث أمضى في السجن سبعة أشهر.
وفي رواية معهد كارينجي للشرق الأوسط: (لجأ صالح إلى أحد معسكرات حزب العمال الكردستاني في العراق عام2010، بعد أن كان قد سجن هو وزوجته في سورية، ولكنه عاد إلى القامشلي في محافظة الحسكة في أعقاب اندلاع "الانتفاضة" في مارس 2011، كما لعب دورًا رئيسًا في تشكيل هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي وأصبح نائبًا لـ هيثم مناع المنسّق العام للهيئة).


بعد تظاهرات 2011

مع بدء التظاهرات السورية في 2011 انضم مسلم إلى هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي، وأصبح نائبًا لهيثم مناع المنسّق العام للهيئة.
حارب حزب مسلم تنظيم "داعش" بعد ظهوره 2014، واستطاعت القوات الكردية السيطرة على العديد من المناطق الإستراتيجية في شمالي سوريا، كما شاركت قواته في قتال "داعش" (شرقي سوريا) وفقد أحد أبنائه في هذه المعارك.

عدو تركيا
يكن مسلم العداء لتركيا وقد رفض التفاوض معها في أكثر من مناسبة لتحديد شكل وحجم قواته في سوريا، وقال في تصريح لجريدة السفير اللبنانية المقربة من الأسد في العام 2013: "إن تركيا أم المشكلات، والأتراك وضعوا خطًا أحمر على مشاركة حزبنا في المجلس الوطني، ومن ثم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كان بمثابة قص جوانح غربية لتركيا؛ لأنها فشلت في ما هي مطالبة به من واشنطن في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما نشر الإسلام المعتدل، فإذا بالمنطقة تعج بالمنظمات الأصولية".

ولطالما اعتبر مسلم أن تحالفات أكراد شمال العراق مع تركيا هدفها إضعاف "حزب العمال الكردستاني"، وأبدى رفضه للمفاوضات بين زعيم الحزب المعتقل في السجون التركية عبد الله أوجلان وأنقرة، معللًا ذلك بأنه "مع وجود حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان في المشهد السياسي لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق؛ لأن العقلية الإنكارية متجذرة لدى قادة تركيا، ولا يريد أردوغان من هذه المفاوضات سوى استمرار التلاعب بالمسألة الكردية وتقطيع الوقت، معتمدًا على أن حلف شمال الأطلسي لن يضحي بتقسيم تركيا"، بحسب تعبيره.

مطلوب لتركيا

أوقفت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) في تشيكيا، اليوم الأحد، الرئيس السابق لحزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي في سوريا صالح مسلم، المطلوب من قِبل السلطات التركية، بموجب نشرة حمراء دولية.

ومسلم كان مطلوبًا للسلطات التركية بموجب قرار المحكمة الجنائية العليا الرابعة في أنقرة، التي وجهت إليه تُهم السعي للإخلال بوحدة الدولة، والقتل العمد، ومحاولة القتل العمد، وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة، والإضرار بالممتلكات، ونقل مواد خطيرة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أدرجت وزارة الداخلية التركية الكردي السوري "مسلم" على "القائمة الحمراء" ضمن "قائمة الإرهابيين المطلوبين".

وأعرب الرئيس رجب طيب أردوغان، عن أمله في تسليم تشيكيا لبلاده "صالح مسلم" الرئيس السابق لتنظيم "ب ي د ـ بي كي كا" الذي اعتقل في براغ أمس السبت بناء على طلب من المحكمة الجنائية التركية بتهم "إرهابية".

وكانت وزارة العدل التركية قد قالت في وقت سابق يوم الأحد إن تركيا بدأت جهودا لتسليم مسلم لأنقرة. وقال بوزداج للصحفيين إن وزراء العدل والداخلية والخارجية يعملون بشأن تسليم مسلم.




الجريدة الرسمية