رئيس التحرير
عصام كامل

"الكتاب والمواطن العربي"


أشار التقرير العربي الخامس للتنمية الثقافية، الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، إلى نتائج مفجعة وصادمة عن علاقة المواطن العربي بالكتاب، أستخلص منه جزءً من تلك النتائج لتوضح ما وصل إليه المجتمع العربي من تدنى نسبة القراءة إلى مستوى لم يسبق له مثيل، وكذلك ندرة شراء الكتاب، وانخفاض الإقبال على الكتب المترجمة، إلى غيرها من النتائج الهامة.

فبحسب التقرير فإن متوسط ساعات القراءة عند المواطن الأوروبي بلغت حوالي 200 ساعة سنوياً فيما بلغ متوسط ساعات القراءة عند المواطن العربي حوالي 6 دقائق سنويا (نعم ست دقائق سنويا)، والمدهش أن كل مليون مواطن عربي لا يحظى بأكثر من 318 باحثاً، فى حين أن هناك 3330 منجماً لكل مليون مواطن عربي.
إلى جانب قلة المنتج العلمي في المؤلفات العربية إذ بلغت نسبته 2.7% مقارنة بالمجلات الإسلامية والأدبية والروايات وهو الأمر الذي يتطابق مع اهتمامات القراء التى يتصدرها الأدب ثم الدين بينما تضاءلت اهتماماتهم بالنواحي العلمية ولم تتعد نسبة 29%.
ويتركز اهتمامات دور النشر على الكتب الدينية وتعيد نشر كتب التراث الدينية التى لا تحدث مشكلات مع الرقابة أو المجتمع وتحقق عائدات مالية ضخمة، وتتجنب فى الوقت ذاته نشر الكتب المترجمة بسبب عدم الاستعانة بمترجمين متخصصين وكذلك ضعف الإقبال على الكتب المترجمة فى الوقت ذاته، وأيضا تتعرض 47.5% من دور النشر للتزوير والنشر من قبل ناشرين آخرين.
كل هذه الأرقام ما هى إلا نتيجة لواقع عربي مرير تعيشه الثقافة العربية، ونذير خطر يجب الانتباه إليه، وتؤكد أن كل ما قدم من مبادرات وحملات للقراءة مع ضخامة الإنفاق على الثقافة كانت من أجل "السبوبة" وليس لتنمية ثقافية حقيقة، وللسبوبة والثقافة حديث آخر.
الجريدة الرسمية