رئيس التحرير
عصام كامل

إلى خيرت الشاطر.. فى يوم مولده


من غرائب الأقدار، أن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر، من مواليد الرابع من مايو، فالأول يُتم اليوم عامه الخامس والثمانين، فيما يحتفل الثانى بين قومه وعصابته التى تحكم مصر بعامه الثالث والستين.


من المؤكد أن "مبارك" سوف يكون حزينا مكتئبا فى يوم مولده، لأنه غدا منذ أكثر من عامين، بلا سلطان ولا جاه، وانتقل من قصور الحكم، إلى عنابر السجن، ومن مواضع الجبروت، إلى منازل القهر، وصار محكوما، بعدما كان حاكما.

ومن المؤكد أيضا.. أن الرئيس المخلوع، لن يجد اليوم من "كُتاب السلطان"، من يحتفل بيوم ميلاده، ويضفى عليه صفات ليست فيه، ومناقب لم تعرف يوما طريقها إليه، فمن كانوا يفعلون ذلك، تواروا خلف الستار بعد الثورة، أو أصبحوا على دين الحاكم الجديد، فبعض الصحفيين كمعظم الشعراء، يقولون ما لا يفعلون، ويتبعهم الغاوون، وفى كل واد يهيمون.

فى عيد ميلاده الخامس والثمانين.. لن يكون الرئيس السابق سعيدا، لأنه فقد كل أسباب السعادة، التى فرط فيها، عندما كانت فى حوزته، فاستحق ما آل إليه من مصير، حتى لو بدا للبعض من محبيه والمشفقين عليه مؤلما، بدعوى أنه خدم وطنه فى مراحل كثيرة من حياته، فى وقت لم تقدم العصابة التى تحكم مصر الآن لوطننا المكلوم سوى الخزى والعار.

أما "خيرت الشاطر"، الذى يراه البعض، الحاكم الفعلى لمصر، ويرون الدكتور محمد مرسى، مجرد مندوب لجماعة الإخوان المسلمين فى القصر الرئاسى، يأتمر بأوامرهم، ويصفه البعض الآخر بـ"قارون الجماعة"، لما أوتى من ثروة، ربما تفوق كنوز قارون نفسه، التى كانت مفاتحها لتنوء بالعصبة أولى القوة، فسوف يحتفل بعيد ميلاده الثالث والستين اليوم، بين عصابته وجماعته وميلشياته وموظفيه وعماله ومُستعبديه، الذين يأسرهم بأمواله، وقد نرى من كتبة السلطان، أو من فئران اللجان الإلكترونية، التى يمولها من يضفون عليه ما قد لا يكون فيه، من أسباب العزة والمروءة.

وربما يتوهم خيرت الشاطر، وسط هذه الاحتفالات، أنه صار فى مأمن من مكر الله، الذى لا ينطلى عليه مكر الماكرين ولا خداع المخادعين ولا نفاق المنافقين.. "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".

وأذكّر "قارون الجماعة"، الذى يُنسب إليه كثير من الحوادث المؤلمة التى ألمت بمصر، فى العامين الأخيرين، بقول الله تعالى: "إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين، وابتغ فيما آتاك الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لايحب المفسدين".

وأحذر يا "قارون الجماعة"، أنك إن لم تنته عما أنت فيه، من المصير الذى انتهى إليه "قارون"، كما جاء فى قوله تعالى: "فخسفنا به وبداره الأرض، فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين، وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون".
الجريدة الرسمية