رئيس التحرير
عصام كامل

«سيناء 2018».. حدوتة مصرية


في العصر البطلمي كان الجيش المصري أقوى جيش في العالم والأسطول البحري المصري كان سيد البحر المتوسط.. وعلى مدى التاريخ خاضت مصر العديد من الحروب منذ العصر الفرعوني، مرورًا بالعصر الإسلامى ووصولًا لعهد الدولة المصرية الحديثة لصد هجمات الغزاة والمعتدين.. ومن المعارك الخالدة التي خاضها معركة قادش في عهد الملك رمسيس الثانى ضد الحيثيين ومعركة مجيدو في عهد تحتمس الثالث، وفى العصور الوسطى معارك حطين وعين جالوت والمنصورة وفتح عكا وغيرها ضد المغول والصليبيين..


كل هذه المعارك إما لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعًا عن نفسها أو للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها.. وانتصار أكتوبر 1973 وهزيمة إسرائيل واستعادة الأراضي التي احتلتها في 67.. كل الحروب التي خاضها الجيش المصري كانت ضد الغزاة والمعتدين ولم تكن للاعتداء على الآخرين..

لكن واضح أن مصر ستظل مطمعًا للغزاة على مدى التاريخ، ولا مناص من قيام الجيش المصري بصد هجمات الغزاة، ولعل ما يحدث الآن في سيناء من معارك عنيفة يخوضها الأبطال الشجعان من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد أعداء الوطن لتطهير أرض الفيروز من خلال الحرب الشاملة على الإرهاب في سيناء وشعارهم النصر أو الشهادة، هو دليل قاطع على الروح القتالية للجندي المصري الذي يقاتل ببسالة من أجل تطهير الأرض من العناصر الإرهابية جوًا وبرًا وبحرًا..

هؤلاء هم رجال مصر الأبرار الذين وهبوا أرواحهم فداءً للوطن ويوقنون أن كل المصريين الشرفاء وراءهم في مهمتهم القتالية لتطهير سيناء من الإرهاب الأسود الذي تم تصديره من الخارج والداخل لزعزعة الاستقرار داخل البلاد، لكن هيهات هيهات من كل مؤامرات الخونة والقتلة داخل الوطن الذي يشهد أعنف المعارك في سيناء ضد الأعداء يخوضها رجال مصر الشجعان بعزيمة قوية لتطهير أرض الوطن بروح قتالية عالية..

ولعل ما يحدث على أرض الفيروز رسالة إلى كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن واستقرار مصر المحروسة.. "سيناء 2018" حدوتة مصرية سوف يسطرها التاريخ في صفحاته المضيئة للرجال البواسل الذين آثروا على اجتثاث الإرهاب من جذوره والحفاظ على الأمن القومى للبلاد من خلال ملحمة قتالية عالية.
الجريدة الرسمية