رئيس التحرير
عصام كامل

أبناء سيناء على خط النار.. يمدون القوات بالمعلومات اللازمة ويقدمون أعظم التضحيات.. مطالب الأبطال: توفير الاحتياجات الأساسية.. وتعويض المتضررين.. والكاشف: عودة للروح والحياة على أرض الفيروز

قوات الجيش المصري
قوات الجيش المصري



الضربات الجوية الناجحة التي بدأت بها حملة سيناء 2018 كانت نتاج عمل استخباراتى كبير شارك فيه أبناء سيناء بكل قوة، فتم وضع إحداثيات لتجمعات الإرهابيين، والمثير في الأمر أن القوات المسلحة نفذت “مخطط خداع” إستراتيجيًا خلال هذه المعركة بترك العناصر الإرهابية تشعر بالأمان في العديد من البؤر الإرهابية ثم رصدها دون تدخل من قبل طائرات الاستطلاع وجمع المعلومات حتى يشعر الإرهابيون بالأمان.


وظلت القوات في مرحلة جمع المعلومات قبل بدء الحملة بنحو 90 يومًا، كما تخطت عملية جمع المعلومات حدود الدولة حتى تمكنت القوات من تحديد مئات الإحداثيات بفضل وطنية أهالي سيناء الذين قدموا معلومات للجيش لتحقيق النصر في هذه الحملة الوطنية الكبيرة.

وقد نجحت القوات الجوية في دك أكثر من 300 بؤرة إرهابية أحدثت فزعا كبيرا للعناصر الإرهابية التي تشتتت، ونتج عن ذلك محاولات فرار عشوائية بالسيارات والدراجات النارية كانت القوات الجوية لها بالمرصاد.

جمع المعلومات
لم يقف دور أهالي سيناء عند جمع المعلومات قبل المعركة، بل امتدت وتواصلت خلال المعركة فهناك مئات وآلاف من أبناء القبائل في شمال ووسط سيناء، وجنوب سيناء أيضا ما زالوا يمدون القوات بالمعلومات أثناء المعركة.

قوات الصاعقة والمشاة ومعهم قوات الشرطة ترافقهم أعداد كبيرة من أبناء البدو بينهم قصاصو أثر محترفون يعاونون القوات في التقدم نحو العناصر الفارة، وكشف آثار السيارات التي تستقلها، فضلا عن أدلة المعلومات فهم سلاح رئيسى داخل القوات المسلحة ولهم إدارة كبيرة داخل الجيش يطلق عليها إدارة شئون البدو، وتعتبر أحد أسلحة الجيش سواء في سيناء أو على الحدود الغربية لمصر؛ فبدو سيناء يقدمون أعظم التضحيات في هذه المعركة.

قضية وطن
الدكتور حسام رفاعى الكاشف، عضو مجلس النواب، أكد أن سيناء هي قضية الوطن وليست أزمة داخل الوطن، وأن سيناء قضية كل المصريين، والحفاظ على سيناء لا يقل أهمية عن قضية تحريرها. وأكد الكاشف أن أبناء سيناء يعلنون دعمهم الكامل للقوات المسلحة والشرطة في العملية “سيناء 2018”، بل استمرار دعمنا الكامل وتقديم تضحياتنا مهما كلفنا ذلك للحفاظ على سيناء.

وشدد النائب على أن سيناء ليست قضية إرهاب فحسب، بل قضية أطماع قديمة لأطراف إقليمية عديدة، ووجه كلمته للجيش والشرطة، قائلا: “دعمكم ومساندتكم فرض وواجب علينا.. لم ولن نتخلى عنهما مهما كلفنا ذلك، وأمننا وأماننا واستقرارنا واستمرارنا على قيد الحياة هي رسالتكم المقدسة، ونحن شركاء معكم في معركة الحفاظ على سيناء كما كان آباؤنا وأجدادنا شركاء معكم في معركة تحريرها؛ لأن انتصاركم هو شرف وعزة وكرامة لنا وعودة للروح والحياة لنا على أرض سيناء الطاهرة، ونصركم هو نصرنا فنحن منكم وأنتم منا وعدوكم هو عدونا بعد أن اختلطت دماؤنا فوق أرض مصر”.

وأكد أن أهالي سيناء ينتظرون تلك الساعة التي تعود إليهم فيها السكينة والأمان بجهد وعرق وتضحيات قوات الجيش والشرطة.
عبد القادر مبارك، الباحث في الشأن السيناوي، وأحد كبار قبيلة السواركة بشمال سيناء، أكد أن أبناء سيناء يتعاونون بكل قوة مع قوات الجيش والشرطة خلال العملية الأمنية الوطنية الكبيرة الراهنة المعروفة إعلاميا بـ “سيناء 2018”، من خلال مد الأجهزة الأمنية بالمعلومات والإحداثيات عن أماكن وجود عناصر “داعش” بجميع أرجاء سيناء.

وكشف مبارك عن أن أعدادا كبيرة من أبناء بدو سيناء يشاركون القوات فعليًا على الأرض كقصاصى الأثر والأدلة المحترفين بالدروب الصحراوية وكذلك مد القوات الجوية بالإحداثيات عن مخابئ الأسلحة والمتفجرات ومخابئ وملاجئ العناصر التكفيرية، وجميع قبائل سيناء كيد واحدة خلف القوات المسلحة في هذه الحرب المقدسة.

تكرار نصر أكتوبر
وأضاف مبارك أن أبناء القبائل على درب أجدادهم، يكررون تجربة حرب الاستنزاف وحرب 73 اللتين شارك فيهما أبناء البدو الجيش المصرى في الحرب ضد الصهاينة، فالآمال كلها معقودة على إنهاء الإرهاب خلال هذه الحملة الوطنية.

وتابع بأن تعاون أبناء سيناء مع الجيش والشرطة هو امتداد طبيعى لدور الأجداد في “منظمة سيناء العربية”، فقواتنا المسلحة والشرطة المدنية يواصلون “الدك” لمعاقل “داعش”؛ فالمعركة ضدهم مستمرة على طول شبه الجزيرة وعرضها في عمليات نوعية غير مسبوقة، حيث بدأ هروب الإرهابيين بثياب النساء، بعد أن احترقت الأرض تحت أقدامهم وانصب الرصاص والدانات على رءوسهم.

وطالب مبارك أبناء سيناء وكل مواطن شريف بأن يبلغوا عن أي شخص غريب، قائلا: لتكن مهمتنا الأولى هي دعم قواتنا من خلال مد القوات بالمعلومات عن عناصر داعش من سكان وادى النيل الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية، وتركوا المعركة مرتدين ثيابًا مدنية يحاولون الفرار إلى غرب القناة، فيجب أن ترشدوا عن كل غريب بالمنطقة، وأبلغوا عن الخلايا النائمة من الإخوان المجرمين الداعمين لداعش المشاركين في قتل أبنائنا.. فكل من يحمل أفكار الإخوان هو خائن للوطن والدين وملاحقته واجب شرعى.

كما طلب من الأجهزة الأمنية توفير جميع الاحتياجات اللازمة لأهالي سيناء خلال هذه المعركة المقدسة من مواد غذائية ووقود وتوفير المواصلات وتسهيل كل سبل الحياة أمام الأهالي.

ولفت إلى أن الانتصار في هذه المعركة يجب أن يلحقه اهتمام كبير من الدولة بدفع التعويضات المالية لكل من تضرر من المواطنين من جراء هذه الحرب على مدى السنوات الماضية، ودفع تعويضات عادلة لأهالي سيناء وعودة النازحين لأراضيهم ومنازلهم، ودفع التعويضات لأسر الشهداء المدنيين الذين سقطوا في هذه المعركة، وقتلوا على أيدى داعش في سيناء، وعددهم قد تجاوز الألف شهيد، وتعويض المواطنين عن مزارعهم التي تم تجريفها ومنازلهم التي هدمت بسبب الحرب، والإفراج عن المعتقلين ممن لم تتلون أيديهم في أي أعمال عنف في سيناء، فكل هذا يعد البداية الحقيقية لسيناء جديدة منتصرة على الإرهاب بعد انتهاء المعركة.

وشدد مبارك على أن بداية التنمية الحقيقية عقب انتهاء الحملة يجب أن تبدأ من حدود مصر الشرقية ووسط سيناء، والعمل على عدم تفريغ هذه البقعة الغالية من أرض مصر من البشر.

وقال مبارك إن أبناء سيناء واقفون مع جيشنا الوطنى بكل ما نملك من قوة باطشة وغاشمة وعزيمة لا تلين حتى تشرق شمس سيناء الصافية خالية من أي تطرف وإرهاب.. لقد عانينا من الإرهاب طوال 4 سنوات، وشاهدنا بأم أعيننا الرءوس المقطعة لأعز الأحباب، واختلط دم الشهداء بمصلاهم في المساجد، واختطف أعز الناس ليتم ذبحهم في مشاهد لن تنسى.. وقتها لم يبكِ على حالنا أحد في حين أبواق الشر تقوم بمهمتها في محاولة لهدم جيشنا الوطنى لأجل مصالح سياسية، وتتاجر بمأساتنا في محافل الغرب.

تاريخ التضحيات
أكد خالد عرفات، عضو المكتب السياسي لتيار حزب الكرامة بشمال سيناء، أن تعاون أبناء سيناء مع قوات الجيش والشرطة ليس بجديد، فهو تاريخ حافل بالتضحيات من المواطنين الذين يقدمون كل الدعم للقوات المسلحة الباسلة خاصة تقديم المعلومات للقوات المسلحة التي تعد أحد عوامل النصر في المعركة فأبناء سيناء يعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من القوات المسلحة، فالتاريخ يؤكد أن أهالي سيناء يقدمون كل الدعم والسند للجيش في أي ظرف تاريخي.

وشدد عرفات على أن أهم ما يقدمه أهالي سيناء لقواتنا المسلحة في مثل هذه المعارك المقدسة عنصر المعلومات التي تعد وقود وذخيرة المعركة؛ لأنه لا يوجد جيش يحارب بدون معلومات، فأهالي سيناء أولى من يقدم تلك التضحيات للجيش لأن المعلومات تكشف أرض المعركة للقوات، وتكشف تحركات الإرهابيين والأعداء..

وتعد المعلومات أدوات التحضير الحقيقية والأساسية للمعركة وإنجاحها، فمنذ عام 2011 وأهالي سيناء يعانون من ويلات الحرب، ولا توجد عائلة واحدة لم تفقد العديد من أبنائها على أيدى الإرهابيين ما بين ذبح وتصفية بالرصاص، فضلا عن هجرة العائلات لقراها وأراضيها بسبب الحرب، وتدمير المنازل والقرى على أيدى الإرهابيين.. كلها عوامل تدفع أبناء سيناء لكى يكونوا في مقدمة الحرب على الإرهاب، وفى طليعة المعركة.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية