رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جمعية مكافحة التدخين: 14% نسب انتشار التدخين بين طلبة الثانوية و16% بين الأطباء

فيتو

  • 12.5 مليون مدخن في مصر
  • رفع أسعار السجائر لن يكفي لمكافحة التدخين
  • الدراما المصرية الممتلئة بمشاهد التدخين تخالف تعليمات منظمة الصحة العالمية
  • القضاء على الدرن 2030 و90% من الحالات تصيب الرئة
  • نسب الشفاء من الدرن ارتفعت إلى 90% في مصر ومراكز للكشف المبكر عنه مجانا
  • السعال لمدة أسبوعين متواصلين مؤشر للإصابة بالدرن ويجب الكشف الفوري
  • المريض بالدرن المقاوم للأدوية يكلف الدولة 3 آلاف دولار



التدخين من أهم الكوارث التي تواجه المصريين وتصيبهم بأخطر الأمراض حسبما أكد استشاري الأمراض الصدرية ورئيس جمعية مكافحة التدخين الدكتور عصام المغازي خلال استضافة "فيتو" له.

إستراتيجية مكافحة التدخين التي تبنتها منظمة الصحة العالمية ونسب انتشار التدخين بين طلاب المدارس وبين الأطباء ومدي الأضرار الاقتصادية والصحية والاجتماعية كشف عنها الدكتور عصام المغازي، فيما أعلن عن وضع مرض الدرن في مصر حاليا، حيث يوجد 13 ألف مصاب بالمرض اكتشف منهم 8 آلاف ومازال يوجد 5 آلاف آخرين لا يتم اكتشافهم لغياب الوعي الصحي لدى المواطنين.. أسباب الإصابة وطرق العلاج وكيفية التشخيص كشف عنها في حوار لــ"فيتو" وإلى نص الحوار:

*بداية ما دور الجمعية في مكافحة الأمراض الصدرية؟
تلك الجمعية أنشئت في عام 1966، وعند بداية إنشائها كانت تهدف إلى مكافحة الدرن والآن التدخين، وتهتم بالتوعية الصحية وندوات توعية في المستشفيات ضد الدرن والتدخين ووحدات الصدر والأندية والتجمعات ونشر مواد توعية صحية وأبحاث.

*ما نتائج البحث الذي أجرته الجمعية عن السجائر المغشوشة وخطورتها؟
قمت بجمع 1000 عبوة سجائر فارغة وجمع 7 آلاف عبوة سجائر غير فارغة وتم فحصها وثبت أنها سجائر مضروبة وليس فيها صور تحذيرية من التدخين كما أن حساب حجم استهلاكها من خلال حجم استهلاك السجائر الرسمية في السوق، حيث ثبت أن 8.5% من سوق السجائر مغشوشة أو مقلدة أو مزورة وهذه الأسواق موجودة في أماكن معروفة منها حي جبل البحر قرب منطقة رمسيس ممتلئة بالسجائر المضروبة.

*وما هي أضرار تلك السجائر؟
أضرارها كبيرة لأن السجائر الأصلية التي عليها رقابة من هيئة المواصفات والجودة وتحدد نسب النيكوتين وتمنع السموم تؤثر سلبا فى الصحة.

*ما هي نسب انتشار التدخين بين طلبة مدارس الثانوية العامة؟
بلغت 14% في جميع محافظات الجمهورية وذلك من خلال بحث بين طلبة المدارس ضم أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة من 122 مدرسة، وجاءت نتيجة البحث بين الذكور 21% والفتيات 7% والمتوسط 14% بالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم، كما أن الدراسة أثبتت وجود تدخين داخل المنشآت التعليمية رغم أنه ممنوع إضافة إلى التدخين داخل المنازل مما يعكس قلة الوعي لدى الأب والأم.

*يوجد نسبة كبيرة من الأطباء تدخن رغم معرفتهم بأضراره؟
تم إجراء بحث عن دور الأطباء في الإقلاع عن التدخين وحالة الطبيب وهل يؤثر في أدائه وأثبت أن نسبة كبيرة من الأطباء لا تهتم بالتدخين ولا تسأل المريض إذا كان مدخنا أم لا ولا تنصحه بعدم التدخين بخلاف الأطباء المدخنين أنفسهم، خاصة أن نسبة الأطباء 16% منهم مدخنون وفقا لدراسة أجريت على 1200 طبيب، فضلا عن أن المرضى عندما يرون الطبيب يدخن لا يسمعون كلامه ونسبة كبيرة من أطباء الصدر مدخنين بشراهة وأغلب هؤلاء الأطباء ليس لديهم إرادة للإقلاع عن التدخين.

*ما هي مخاطر التدخين؟
التدخين يصيب جميع أجهزة الجسم ويصيب بسرطان في الحنجرة والرئة والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية ويسبب قصورًا في الشريان التاجي وقرحة المعدة فضلا عن أن له أضرارًا اقتصادية ويكلف المريض والدولة آلاف الجنيهات.

ويوجد مواطن أنفق 7 آلاف جنيه على عبوات السجائر ويعيش مع أسرة كاملة في غرفة واحدة، مما يوضح مدى أضرار التدخين الاجتماعية والاقتصادية، ومصر تستهلك 80 مليار سيجارة سنويًا أي 4 مليارات عبوة سيجارة سنويا ونسبة التدخين وفقا للجهاز التعبئة العامة والإحصاء تبلغ 20% فوق عمر 15 سنة أي 12.5 مليون مواطن مدخن في مصر.

*وما أهم محاور إستراتيجية مكافحة التدخين؟
منظمة الصحة العالمية وضعت إستراتيجية عالمية لمكافحة التدخين منها منع الإعلان المباشر وغير المباشر عن التدخين وذلك مطبق في مصر ماعدا الباب الخلفي له في الدراما الممتلئة بمشاهد التدخين، إضافة إلى التحذير من أضرار التدخين ومتابعة وتقييم حالة التدخين في مصر خاصة أن كل فترة تجري دراسات لبحث نسب الزيادة والنقصان في معدلات التدخين والرفع المتكرر لأسعار السجائر.

*هل يمكن مكافحة التدخين برفع أسعار السجائر؟
في موازنة عام 2017 أضافت ضرائب السجائر 44 مليار جنيه بينما العام الحالي 2018 بعد رفع أسعار السجائر مؤخرًا، من المقرر أن ترتفع الضرائب لأكثر من 50 مليار جنيه، وتعد مصدر دخل للدولة إلا أن السبب المعلن من رفع أسعار السجائر هو خفض الطلب على التدخين، والتقيت بعدد من المدخنين عندما يجدوا أسعار السجائر ترتفع لا يدخنون، ولكن ليس رفع الأسعار وحده هو من يمنع التدخين ويوجد دراسات على مستوى العالم تحدد نسب ترك التدخين عند رفع أسعار السجائر.

*هل بدأ مرض الدرن في الاندثار أم لا؟
مرض الدرن موجود في مصر منذ سنوات وآثار الفراعنة عليها آثار درن العظام، وهو معروف بالسل، مرض معدٍ ينتقل عن طريق الرذاذ والتنفس من مريض لسليم والاختلاط ونوع آخر عن طريق اللبن غير المبستر وغير المغلي، وأهم أعراض الدرن هي فقدان الشهية والوزن وبالنسبة لدرن العظام يتعرض المريض إلى ألم في العظام ولو عنده غدد ليمفاوية يصاب بالتورم وأهم أنواع الدرن هو الرئوي لأنه معدٍ و90% من حالات الدرن تصيب الرئة و10% تصيب أعضاء الجسم.

وأهم الأعراض التي تظهر على المريض هي السعال لأكثر من أسبوعين ويجب الكشف في أي وحدة صدر في حالة السعال لمدة أسبوعين وجميع وحدات الصدر منتشرة في كل المحافظات، ويوجد في القاهرة مستوصفات الخليفة والعباسية والسلام وشبرا وبولاق والزاوية الحمراء والكشف مجانًا بها.

*وما معدلات الإصابة حاليا؟

في 2018 معدل الإصابة وعدد المرضى الجدد بلغ 14 لكل 100 ألف مواطن، ويوجد في كل محافظة مستشفى صدر متكامل يستقبل عددا كبيرا من الحالات، والاكتشاف المبكر للمرض يقي من العدوى، خاصـة أن كل مريض يمكن أن يصيب من 10 إلى 15 شخصًا بالعدوى سنويًا.

*وما طرق الوقاية منه؟

التوعية الصحية للمريض، أي شخص مخالط لمريض درن يجب الكشف أو أي شخص يصاب بالسعال مع وجود ضعف المناعة عليه الكشف الفوري، كما أن تأخر تشخيص المرض يقلل فرض نجاح العلاج وكلما اكتشف مبكرًا ارتفعت نسب الشفاء. 

*وهل مرض الدرن قابل للعلاج؟
مرض الدرن قابل للعلاج ونسب الشفاء في مصر تقترب من 90% وبقية النسبة تحدث وفيات؛ بسبب التخلف عن العلاج أو أمراض أخرى مصاب بها المريض.

*ولكن الصورة الذهنية عن المرض بأنه مرض مميت موجودة؟
الدرن قديما كان يسبب الوفاة إلى أن اكتشف العالم الألماني الميكروب المسبب للدرن ونتيجة أنه ظل لفترة ليس له علاج تكونت تلك الصورة وانعكس على الدراما في أفلام مثل أيامنا الحلوة وخان الخليلي وليلى مراد مرضت بالسل وتوفيت به في أحد الأفلام.

*وما علاج الدرن؟
العلاج متوفر بالمجان حتى الدرن المقاوم للأدوية، حيث يكلف المريض الواحد الدولة 3 آلاف دولار على مدى عامين ولم يكن للدرن المقاوم للأدوية علاج من قبل.

*وماذا يعني الدرن المقاوم للأدوية؟
عند إهمال الدواء يكتسب الدرن مقاومة للأدوية وحاليًا يتم علاجهم في مستشفيات الصدر بالإسكندرية والمنصورة وأسيوط، ويستمر علاج الدرن 6 شهور بينما نسب الانتكاسة أقل من 2% وترجع إلى ضعف المناعة وسوء التغذية والسهر وعدم استكمال العلاج.

*وما العدد الفعلي للمرضى؟
المصابون فعليا نحو 8 آلاف مريض حيث يصاب 14 لكل 100 ألف ويصاب نحو 13 ألفًا، لأننا نكتشف ثلثي المرضى والثلث لا يكتشف بسبب نقص الوعي الصحي وسوء تسجيل بيانات المرضى منها ترددهم على العيادات الخاصة.
 
ويوجد حاليًا في المستشفيات أحدث أجهزة التشخيص لعمل مزرعة الدرن تستغرق ساعتين بدلا من شهرين وتم توفير 19 جهازًا في كل مصر منهم مستشفى صدر العباسية والمعامل المركزية ويجرى مجانا بدلا من تكلفته بالخارج التي تصل إلى 400 جنيه ويوجد إستراتيجية للقضاء على الدرن في 2030.
الجريدة الرسمية