رئيس التحرير
عصام كامل

"الإعـ(سـ)ـلام السياسى 2"


كنت قد تحدث فى المقال السابق عن إعلام الفلول الذى تحول "بقدرة قادر"، إلى إعلام ثورى يقف بجانب الثوار ضد الإخوان المتوحشين، وكان للمقال بقية، فأنا تحدثت عن الإعلام الخاص الذى أصبح يهاجم الإخوان على أى شيء، ولكنى لم أتحدث عن مصباح النور الإعلامى، وقد جاءت الفرصة للتحدث عنه.

"ماسبيرو"، إله الكذب عند الفراعنة، مسروقة الحتة دى، هذا هو الوصف الأمثل الذى أطلقه البعض على المبنى العريق الذى خدم مصر سنوات طويلة، خدم الناس بالمسلسلات والأفلام والبرامج الجميلة، وخدم النظام بالسيطرة على عقول الشعب الضعيف.
المبنى الذى تحول من السب فى الإخوان طوال 30 عاماً، ظل نطق اسم الجماعة فيه يصاحبه كلمة "المحظورة"، أصبح اليوم هو الخط الأول فى الدفاع عن سياستهم، ومثلما أن الإعلام الخاص يهاجم الإخوان وينسب لهم الفشل فى كل شيء، حتى إننى أشعر بأن الإخوان "هما اللى أكلوا الجبنة"، فعلى نفس الطريق يسير ماسبيرو وينسب النجاح للإخوان فى أى شيء، حتى إننى أشعر أنهم من حرروا سيناء فى حرب أكتوبر.
ماسبيرو الذى أصبح وزيره إخوانى ويدير المبنى كما يريده النظام الحاكم، مثلما فعل من قبله، ولكى يضمن ولاء العاملين فقد أدخل عليهم عاملين من الخارج، وهو الأمر المعروف فى ماسبيرو بأنه جريمة، فمن لم يكن ابن التليفزيون فلا مكان له بالداخل "على أساس أنهم العزبة بتاعتهم"، وعلى الرغم من خطأ هذه القاعدة إلا أنه لم يستطع أحد الوزراء كسرها من قبل، ولكن صلاح عبدالمقصود لم يكسرها بإدخال واحد أو اثنين، بل فجرها بإدخال شخصيات كثيرة منهم إعلاميين فلول سنراهم على الشاشة قريباً.
الخلاصة التى توصلت لها من هذا الموضوع أن هناك جانبين، إعلام خاص ضد الإخوان، وإعلام حكومى مع الإخوان، ونحن فى المنتصف نشاهد هذا وذاك ولا نقتنع، أو على الأقل أنا، فتزداد الصورة السيئة للإعلام فى ذهننا.
الجريدة الرسمية