رئيس التحرير
عصام كامل

ضمور الأعصاب ينهش رءوس أبناء «اللقطوشة»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يعانى عدد كبير من أبناء قرية “اللقطوشة” الواقعة غرب مدينة سمالوط شمال المنيا، من الإصابة بمرض ضمور المخ والأعصاب، تلك القرية التي عانت عشرات السنوات من ذلك المرض اللعين، الذي ينهش في أجساد أطفالها حتى أصابهم بشلل كامل وجزئى في أجسادهم الضعيفة.


من لا يعرف مرض “ضمور المخ والأعصاب”، فهو عبارة عن تلف وفقدان في خلايا المخ ككل أو جزء منها مما يسبب قصورا وفقدانا للقيام بالعمليات الإرادية وعمليات التفكير والتركيز لدى الأطفال والكبار، ويتسبب في تدمير النخاعين من خلال ما يسمى “حثل المادة البيضاء”، كما يتسبب في اختلال في العضلات والدماغ المتقدرى ويسبب ضمورا في المخ، تلاحظه فور مشاهدتك الطفل فتجده يتعرض لنوبات مثل عدم التركيز وتكرار بعض الحركات وعدم الوعى وحدوث التشنج، عدم القدرة على التعبير واختيار كلمات وعبارات غير مترابطة وليس لها معنى مفهوم، وعدم القدرة على الاستيعاب والتعلم.

عشرات الأطفال والشباب من أبناء قرية اللقطوشة مصابون بذلك المرض اللعين، الذي أجبر أهلها على طريق “الربا” لعلاج أطفالهم لأن العلاج مكلف للغاية بعدما رفعت الجهات التنفيذية بصحة المنيا أيديها عن معالجة هؤلاء الأطفال، يرجع ذلك إلى افتقار القرية للقوافل الطبية والتوعوية على مدى 15 عاما.

تقول أم مكلومة بسبب مرض ابنها: ابنى “على”، مريض منذ ولادته بـ”ضمور في الأعصاب”، حاولت على قدر المستطاع أن أتوجه به إلى المستشفيات العامة، ولكن واجهت عدم اهتمام من قبلهم، ولم أشعر بتحسن ولو لـ1 %، لذلك بدأت أن أتوجه إلى المستشفيات الخاصة، ولكن تكلفة العلاج بها عالية جدا، والمراكز المتخصصة في القاهرة “مصت دمنا في الفلوس”، اضطر زوجى “عامل زراعى”، إلى التوجه إلى أحد الأشخاص في القرية، لكى يحصل على مبلغ ويرده بـ”الربا”، ذلك المبلغ نستطيع من خلاله أن نستكمل رحلة علاجه، ولكن كان المرض تملك من جسده بالكامل، وأصبح “محمود”، مصابا بشلل كامل في الجسد..

وعلى جانب آخر، يعانى “أيمن”، من ضمور في الأعصاب وعلاجه الوحيد “لدغات النحل” لتنشيط العضلات، وذلك يكلف 500 ألف جنيه، و”جنى” تعانى من “ضمور في المخ”، منذ ولادتها ولا تكف عن البكاء، ووالداها لا يجدان قوت يومهما، و”أيمن” عاجز عن المشى لإصابته بضمور كلى في العضلات.

بدوره، قال اللواء عصام الدين البديوى، محافظ المنيا، في تصريحات خاصة لـ”فيتو”، إن وضع مريض ضمور العضلات والمخ، في غاية الخطورة ويتطلب إنشاء مركز كبير متخصص لمقاومة المرض.
الجريدة الرسمية