رئيس التحرير
عصام كامل

انتقام «وش الفجر».. رضا «ولع» في حماته وطليقته وابنته بماء النار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انطلق صوت الحاجب الجهوري داخل محكمة جنايات دمياط: “محكمة”.. وقف جميع الحاضرين في صمت.. اتخذ القضاة مواقعهم على المنصة، وأشاروا للحضور بالجلوس.. عاد صوت الحاجب مرة أخرى ينادي على اسم المتهم ورقم قضيته.. حبس الجميع أنفاسهم وتعلقت عيونهم بالقاضى، وهو يقلب في مجموعة أوراق أمامه قبل أن ينطق: “حكمت المحكمة حضوريا بإعدام المتهم “رضا. ع” شنقا، بتهمة قتل حماته “فهيمة. ا” مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل مطلقته وابنته حرقا.. رفعت الجلسة”.. تعالت أصوات التكبير والتهليل “يحيا العدل.. يحيا العدل”.. أما المتهم فقد انزوى في ركن قفص الاتهام دافنا وجهه بين كفيه، وقد انهمرت دموعه بغزارة.


المشهد السابق هو مشهد النهاية في جريمة وقعت قبل أكثر من عام.. وقتها عاد المتهم من إحدى الدول الخليجية حاملا الهدايا لطليقته وابنتهما الوحيدة وحماته المسنة، على أمل أن تعود المياه إلى مجاريها، ويجتمع شمل أسرته من جديد.. بخطوات واثقة انطلق إلى منزل حماته البالغة من العمر 70 عاما.. طرق الباب عدة طرقات قبل أن تفتح له طليقته “بسمة”.. ارتبكت فور مشاهدته ولكنها سمحت له بالدخول.. احتضن الأب ابنته “لارا” بحنان شديد، وقدم لها مجموعة من الهدايا الخاصة، ثم جلس مع طليقته ووالدتها يتبادلون أطراف الحديث عن أمور عامة..

فتح “رضا” موضوع إعادة طليقته إلى عصمته ونسيان الخلافات السابقة.. تحول الكلام إلى عتاب ثم إلى مشادة ومشاجرة عنيفة، تبادل فيها الجميع الاتهامات والسباب والشتائم، بعد أن رفضت الحماة وابنتها السماح للأب باصطحاب ابنته لقضاء بعض الوقت معه، واتهمتاه بمحاولة اختطافها.

خرج “رضا” غاضبا والشرر يتطاير من عينيه، وقد عقد العزم وبيت النية على الانتقام من “حماته” السابقة، بعد أن حملها مسئولية خراب بيته وتدمير أسرته.. أحضر كمية كبيرة من ماء النار وكمية أخرى من البنزين، وانتظر حتى خلد الجميع في قريته بمحافظة دمياط للنوم، وعاد إلى منزل طليقته في نحو الثالثة فجرا، وطرق الباب بعنف وعندما فتحت طليقته، دفعها بقوة للداخل وانهال عليها ضربا.. تدخلت والدتها “فهيمة” لإنقاذها إلا أنه ضربها هي الأخرى وألقى على وجهها وجسدها كمية كبيرة من ماء النار..

استيقظت الطفلة لارا على صوت الصراخ، وشاهدت والدها وهو يلقى ماء النار على والدتها، وقبل أن تتمكن من الاختباء ألقى عليها هي الأخرى كمية من المادة الحارقة، ليصيب الثلاثة بإصابات بالغة.. لم يكتف “رضا” بذلك، بل أغلق الباب عليهن وسكب البنزين عليهن وأشعل النار وفر هاربا.

استيقظ الأهالي على صوت الصراخ والاستغاثات وتمكنوا من إخراج الجميع من المنزل قبل أن تقضى النيران عليهن، وأبلغوا الإسعاف ورجال الشرطة بالواقعة.. في المستشفى فارقت “فهيمة” الحياة متأثرة بحروقها، بينما تماثلت ابنتها وحفيدتها للشفاء، ولكن بقيت آثار الحريق على جسديهما..

بدأت الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم، وبعد عدة أيام تمكنت من إلقاء القبض عليه قبل إنهاء إجراءات سفره للخارج.. في التحقيقات اعترف بجريمته، وحمّل حماته المسئولية، مؤكدا أنها دمرت حياته، وأضاعت مستقبله ومستقبل ابنته، ولم يبد الندم على قتلها، ولكنه حزين على ابنته الوحيدة.. تمت إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها بإعدامه شنقا.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية