وزير الأوقاف وأمين الأعلى للثقافة يفتتحان مؤتمر «التطرف» بالهناجر
عقد المجلس الأعلى للثقافة، صباح اليوم، فعاليات المؤتمر العلمي الثاني "الإدارة المجتمعية لمكافحة الإرهاب"، الذي تنظمه لجنة علوم الإدارة بالمجلس، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة نيابة عن الدكتور إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة.
وبدأت فعاليات المؤتمر بأداء السلام الوطني المصري، تبعه تلاوة آيات من القرآن الكريم، وسط حضور جماهيري كبير امتلئ بهم مسرح مركز الهناجر للفنون.
قال الدكتور محمد المري، أمين عام المؤتمر، إن المؤتمر عبارة عن تقليد انتهجته إدارة علوم الإدارة في المجلس الأعلى للثقافة، مؤكدًا أن المؤتمر اهتم بتوظيف وجذب مثلث القوى الناعمة المتمثلة في الفن والدين والإعلام، للخروج بتوصيات ذات ثقل وأهمية.
فيما قال الدكتور صفوت النحاس وزير التنمية المحلية السابق، مقرر المؤتمر، إن مصر إحدى الركائز الرئيسية في مواجهة الإرهاب بالنيابة عنها وعن الشرق الأوسط والعالم الأجمع، مؤكدا أن منشأ الإرهاب هو الفهم غير الصحيح للدين، حيث رغب أولئك الإرهابيين في فرض آرائهم بالقوة رغم رفضها من الأغلبية، ويمكن مواجهة الإرهاب من خلال تبني معالجة شاملة متعددة الأبعاد وهذا المحور هو ما قامت عليه الإستراتيجية المصرية في مواجهة الإرهاب التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فمواجهة الإرهاب أصبحت قضية أمن قومي، ومن أهم الآليات التي يمكن من خلالها مواجهته هو التأكيد على سيادة القانون، وتصحيح مفاهيم الأسرة ورعايتها، إضافة إلى رصد المواقع الهدامة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد النحاس أنه يتمنى للمؤتمر الخروج بمجموعة من التوصيات القابلة للتنفيذ إضافة إلى إقناع كل المواطنين بضرورة مواجهة الإرهاب من خلال آليات واضحة.
أما الدكتور صديق عفيفي رئيس المؤتمر، فقال إن المؤتمر يعرض ٣٥ بحثا من ٤٠ باحثا، يتناول الباحثون خلالها دور جميع المؤسسات في مواجهة الإرهاب، للخروج بدليل عمل لكل مؤسسة، مؤكدًا أنه لا يطلب منا كمواطنين عاديين أن نحمل سلاح أو أن نفتح سجون، لكن هي أمور بسيطة لها الدور الكبير في المواجهة، مضيفا أن المؤتمر يحرص على مناقشة دور ثلاث مؤسسات في مواجهة الإرهاب، وهي المؤسسة التعليمية، الإعلامية والثقافية.
وفي كلمته قال الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام المجلس للأعلى للثقافة، أكد على اعتذار الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة عن حضور المؤتمر بسبب ارتباطها بعدد من الفعاليات الأخرى خارج القاهرة.
وأضاف ربيع أننا أمام حرب شعارها القوة وموادها الفكر المتطرف، وهو ما يجعل المجتمع كله أمام تلك الحرب، ومكلف بالمواجهة والدفاع، لذلك فمسئولية مواجهة التطرف لاتقع فقط على كاهل القوات المسلحة، إنما هي مسئولية مجتمعية شاملة.
واختتم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فعاليات الجلسة الافتتاحية من المؤتمر بقول: "ما أحوجنا إلى ثقافة رزينة، فالخواء الثقافي لا يمكن صاحبه من اتخاذ أي قرار في حياته أو تحديد مستقبله ومستقبل وطنه"، مؤكدًا أنه على مستوى النخبة هناك جهود عديدة تبذل لمواجهة الإرهاب، وأهمية المؤتمر تكمن في إعلان المواجهة الفكرية للإرهاب بالتوازي مع المواجهة المسلحة في سيناء.
وأضاف جمعة، أن المؤتمرات تجعلنا نضع يدنا على الداء، لكن لا يمكن الاكتفاء بها، فيجب النزول إلى الناس وأن تتحرك النخبة الدينية والثقافية والإعلامية إلى الناس في ميادينهم ومساجدهم وكنائسهم لشرح تأثير الإرهاب عليهم، فالإنسان البسيط لا ينشغل بشيء سوى قوت يومه فقط، وهو ما يجب معالجته ولفت انتباه الناس إلى ما يمكن للإرهاب أن يفعله في مستقبلهم واقتصادهم بطرق مباشرة وغير مباشرة، ويجب مخاطبة البسطاء من الناس بلغة المصالح التي يفهمونها.