وجبات لا تسمن ولا تغني من جوع في المدن الجامعية ببنها
المغتربون الذين تركوا مَوطنهم وأَهلهم في سبيل العلم، يستحقون التقدير والاحترام من الجميع وهم يمثلون طلاب المدن الجامعية، وجامعة بنها كواحدة من أعرق الجامعات المصرية أولت اهتماما خاصا للمدن، وعملت على تطويرها بميزانية وصلت إلى 11 مليونا و325 ألف جنيه للتغذية فقط، بالإضافة إلى مليون و800 ألف للصيانة.
5 مدن بجامعة بنها؛ منها مدينتان بكفر سعد ببنها وثالثة بمشتهر، ورابعة بطوخ والأخيرة بشبرا الخيمة يسكن بها 2050 طالبا وطالبة، منهم 1376 طالبا والباقي طالبات.
المدن الجامعية مقسمة إلى عمارات سكنية بها مطابخ وملاعب وحدائق وأماكن للمذاكرة وبها خدمات “الواي فاي” والقنوات الرياضية المشفرة ومزودة بمولد كهربائي لتغذية المدينة.
وتختلف الطبيعة الإنشائية لمدينة الذكور عن الإناث في التصميم والديكور وغرف الملابس وألوان الحوائط، بالإضافة إلى المطابخ التي تكون بمساحة أكبر لتتناسب مع طبيعة البنت التي تريد أن تطهو طعامها بمفردها.
وقد شهدت المدن تطورا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة من خلال النظافة وإعادة افتتاح المدينة الجامعية بطوخ بعد 11 عاما من توقفها، وتحولها إلى مخازن كبيرة للخردة والمهملات، بالإضافة إلى تحويل الملاعب الخرسانية إلى مساحات خضراء، حرصًا على سلامة الطلاب وللمساهمة في ممارسة الأنشطة الرياضية، كما حدث في المدينة الجامعية بمشتهر.
يشير محمد سيد، أحد الطلاب بالمدينة الجامعية بشبرا الخيمة، إلى أن المشكلة في الطلاب غير القادرين على مواكبة رفع رسوم الالتحاق بالمدينة هذا العام من 150 إلى 300 جنيه، وهو مبلغ كبير بالنسبة لهم، موضحًا أنه عند التقدم بالبحث الاجتماعي لدراسة حالتهم وتخفيض المصروفات لا يحدث بصورة كبيرة وما يحدث هو تخفيض رسوم الطعام أو النظافة مثلا وخلافه، ويحدث نهاية العام بعد أن يكون الطالب قد دفع كل المصروفات.
ويشير راغب نوح، الطالب بالمدينة الجامعية بمشتهر، إلى أن خدمة “الواي فاي” المتوفرة بالمدينة بدأ العمل بها هذا الشهر، وليس مع بداية العام الدراسي؛ مما جعل الطلاب يتحملون عبئا إضافيا في الاشتراك بالإنترنت الخارجي، بالإضافة إلى ضعف وبطء الخدمة التي لا تتناسب مع كم الأبحاث المطلوبة منهم في الكليات.
ويكمل نوح، أن الأكل المقدم للطلاب جيد جدا لكن المشكلة أن كمية الأكل قليلة جدا، لا تكفيهم، مطالبا بتوفير بونات إضافية للزيادة.
وتشير هند كامل، طالبة بالمدينة الجامعية بكفر سعد، إلى أن هناك تشددًا في مواعيد الدخول فهي حتى 5 مساء بالنسبة للبنات، وفي المقابل تمتد حتى 10 مساء للطلاب الذكور، مشيرة إلى أن هذا الميعاد مبكر جدا، خاصة أن الكليات العلمية تحتم على الطلاب المكوث بها كثيرًا من الوقت في الدراسة والمكتبة، مطالبة بتأخير ساعات الدخول قليلا، حتى يستطيعوا الانتهاء من أعمالهم ودراستهم.
وعن الخطة المستقبلية لتطوير المدن يوضح الدكتور عوض الله سليمان، مدير عام المدن الجامعية، أن الجامعة تتمنى أن يكون لها مدينة كاملة بشبرا الخيمة فهي حاليًا عبارة عن 4 أدوار مستأجرة من إحدى العمارات السكنية، مشيرا إلى أنه تم تقديم طلب إلى الدكتور السيد القاضي، رئيس الجامعة، لتوفير خدمة غسل وكي الملابس للطلاب داخل المدينة.
ويكمل “سليمان” أن إدارة المدن الجامعية تعكف حاليًا على استكمال كل الأوراق والشهادات المطلوبة للحصول على شهادة الأيزو 9001 لسنة 2015، التي ستتوج مجهود العاملين بالمدن الجامعية.
يشير “سليمان” إلى أن مضاعفة المصروفات الدراسية تتناسب مع ارتفاع الأسعار من أجل توفير مكان أفضل وطعام جيد للطلاب، موضحًا أن الطالب الذي يدفع 350 جنيهًا يكلف المدينة فعليًا 1500 جنيه، مؤكدًا أن مشكلة الطلاب غير القادرين يتم إجراء بحث اجتماعي لهم، عن طريق وزارة التضامن الاجتماعي وحسب اللوائح والقوانين، يكون ذلك بعد تسكين الطلاب بالفعل، مشيرًا إلى أن تخفيض المصروفات يأتي فيما بعد عن طريق لجنة داخل المدينة الجامعية مشكلة من قبل رئيس الجامعة، التي تفحص الطلبات المقدمة من الطلاب وتقدمها إلى مستشار رئيس الجامعة، وبعدها يتم عرضها على مجلس الجامعة واتخاذ قرار بشأنها نهاية العام، وقد اتخذت الجامعة قرارًا في العام الماضي بإعفاء عدد كبير من الطلاب من رسوم التغذية.
ويوضح “عوض الله” أن المدينة أرسلت مذكرة إلى رئيس الجامعة، لإقامة جناح فندقي على مساحة دورين، بالمبنى “ب” بكفر سعد ببنها، مشيرًا إلى أن تصميم المكان سيكون عبارة عن غرفة مزودة بحمام، وإمكانيات عالية وستدخل مناقصة العام الحالي، مكملا أن هذا المكان لن يستضيف الطلاب الراغبين بخدمة أعلى فقط إنما يمكن تخصيصه للطلبة الوافدين أيضًا ولإقامة الوفود المشاركة في المؤتمرات الدولية والمحلية التي تنظمها الجامعة.
ويشير الدكتور جمال سوسة، مستشار رئيس الجامعة لشئون المدن الجامعية، إلى أن المدينة يوجد عليها إقبال كبير نظرًا لجودة الخدمات المقدمة ودائمًا يكون التواصل مع الطلاب مفتوحًا وأي شكوى يتم الاستجابة لها سريعًا، موضحًا أن المدن لديها حاليًا 250 طالبًا بقوائم الانتظار.
وأكمل “سوسة” أن كل فترة يتم عمل استبيانات لقياس مدى رضا الطلاب عن الخدمات المقدمة شهريًا من حيث “الإسكان – التغذية – الأنشطة.. فلاتر المياه – الطعام”، بالإضافة إلى وجود اتحاد الطلاب داخل المدينة الذي يكون له رئيس ومسئولون عن كل الأنشطة والتخصصات الاجتماعية والرياضية لمتابعة الملاعب والأنشطة الصحية للإشراف على التغذية وغيرها، مشيرًا إلى أنه لتقديم خدمة متميزة تم إسناد الوجبات للقوات المسلحة التي تكلف المدن يوميًا مبلغ 40 جنيهًا للوجبة الواحدة، كما أن رئيس الجامعة وافق على مد المدن بكل خدمات الإقامة والتغذية وصالات الجيم، بالإضافة إلى تركيب أنظمة متقدمة لفلترة المياه.
وأشار “سوسة” إلى أن عدم انتظام الإنترنت يرجع إلى الضغط الشديد من الطلاب، موضحًا أنه في خطة الجامعة لتطويرها خلال المرحلة المقبلة.
من جانبه، يشير الدكتور السيد القاضي، رئيس جامعة بنها، إلى أن الجامعة انتهجت سياسة تدوير المخلفات، التي وفرت للجامعة مبلغ 900 ألف جنيه قياسًا بمقايسة الصيانة في عام 2015م، وتلك السياسة هي التي أسهمت في إعادة تشغيل المدينة الجامعية بطوخ بعد غلقها منذ سنوات، فعندما تمت دراسة استغلال المدينة وإعادة افتتاحها كانت التكلفة لها 860 ألف جنيه، لكن بعمل مبادرات طلابية لإشراك الطلاب في أعمال إعادة إحياء المدينة، وتم استغلال “الخردة” والأشياء المهملة بعد أن تم تجهيزها وفرشها بالكامل، تكلفت 80 ألف جنيه فقط، كما أسهمت تلك المبادرات مع سياسة التدوير في إصلاح أبواب وشبابيك جميع المدن بدون أي تكاليف لأن العمالة من الطلاب والموظفين.