رئيس التحرير
عصام كامل

تصريحات عراقجي نحو إسرائيل تكشف زيف «حرب الحناجر» الإيرانية.. رضائي يهدد بتسوية تل أبيب بالأرض.. وظريف: لا مانع من علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.. تناغم مصالح العمائم والحاخامات

 نائب وزير الخارجية
نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي،

كشفت نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لا تستهدف إسرائيل، وأنها في سوريا من أجل محاربة الإرهاب، ليكشف الوجه الحقيقي لإيران باستخدام شعار تحرير فلسطين، وحرب الحناجر ضد إسرائيل، ستارا للتمدد والنفوذ، لتتناغم المصالح بين عمائم إيران، وحاخامات إسرائيل.


لا نحارب إسرائيل
وبعد مرور أكثر من تسعة وثلاثين عامًا من الوعيد والتهديدات المتبادلة بين إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، إلا أنها بقيت حبيسة الشعارات والهتافات، فيما لم يكن التنفيذ إلا من خلال ضرب كل الأطراف لعدد من الدول العربية، ليأتي فيه الوقت الذي تتخلى فيه "طهران وتل أبيب" ليس فقط عن التهديدات العسكرية المباشرة، بل وحتى عن شعاراتها العدائية المتبادلة.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجى: إن الوضع في سوريا "معقد جدا" مع تزايد المخاوف من إمكانية اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.

وتابع عباس عراقجي لـ "بي بي سي "الخوف من الحرب موجود في كل مكان في المنطقة"،مضيفا : إن وجود إيران في سوريا لا يهدف إلى خلق جبهة جديدة ضد إسرائيل، ولكن لمحاربة الإرهاب.

وأضاف "تخيل لو لم نكن موجودين هناك، لكنا رأينا تنظيم "داعش" في دمشق، وربما في بيروت، وفي أماكن أخرى".

حرب الحناجر
جاءت تصريحات "عراقجي" لتكشف زيف تصريحات المسؤولين الإيرانيين، التي تهدد برمي إسرائيل في البحر وتسوية تل أبيب بالأرض.

فمنذ يومين هدد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، قائلا: «ستسوى تل أبيب بالأرض إذا قامت إسرائيل بأي تحرك ضدنا»، وذلك ردا على تهديدات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم الأخير من مؤتمر ميونيخ للأمن، إذ قال: «لن نسمح للنظام الإيراني بوضع حبل حول عنقنا، وسنعمل دون تردد للدفاع عن أنفسنا، وسنعمل إذا لزم الأمر، ليس فقط ضد عملاء إيران الذين يهاجموننا، بل ضد إيران نفسها».

ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن رضائي القول، موجها الحديث لنتنياهو: «لا يمكنكم ارتكاب أي حماقة. ولو أردتم القيام بتحرك ما، فلن نمنحكم حتى فرصة الهرب، وسنسوي تل أبيب بالأرض».

التعاون السري
خلف الستار تقف إيران الحارس الأمين لدولة الاحتلال الإسرائيلي عملا بموروث تاريخي لملك الفرس "قورش" الذي أنقذ اليهود من السبي البابلي.

وبعد الثورة الإسلامية وانتصار الخميني وتأسيس دولته الجديدة، ومع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، اتجه قائد الدولة الخمينية إلى إسرائيل من أجل مدهم بالسلاح وهي ما عرفت وقتها بفضيحة "إيران جيت" أو "إيران كونترا"، حيث كُشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة وقطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران أثناء حربها مع العراق.

في عام 1982 أقر "مناحيم بيجن" رئيس وزراء إسرائيل آنذاك بأن "تل أبيب" كانت تمد إيران بالسلاح، بهدف إضعاف عراق صدام حسين، وفي العام ذاته أفادت مجلة "ميدل إيست" البريطانية أن مباحثات كانت تجري بين إيران إسرائيل بشأن عقد صفقة يحصل الكيان بموجبها على النفط الإيراني في مقابل حصول إيران على السلاح الإسرائيلي.

علاقات اقتصادية
وفي مايو 2014 كشف نائب في البرلمان الإيراني أن 55 شركة إيرانية إما تتعاون مع شركات إسرائيلية أو هي فروع لشركات إسرائيلية تنشط في إيران، داعيا وزارتي الأمن والاستخبارات والخارجية إلى إجراء التحقيقات بهذا الخصوص وإبلاغ البرلمان بالنتائج.

كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضى الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، كما أن إسرائيل تعتمد على التين والبلح الإيرانى، بالإضافة إلى أن هناك العشرات من الشركات الإسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران.

العلاقة مع إسرائيل
وفي مايو 2015 عبر وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، عن استعداد بلاده للاعتراف بإسرائيل، قائلا إنه لا يمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إذا التزمت بحل الدولتين وانسحبت من المناطق التي احتلتها في عام 1967.

وأضاف خلال الكلمة في محاضرة نظمتها جامعة نيويورك ردا على سؤال مراسل موقع "واللا" الإسرائيلى أن المشكلة ليست مع إسرائيل، وإنما مع الممارسات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين طيلة 67 عاما.

وأوضح أن إيران لا تمثل خطرا على إسرائيل فهى لم تفعل أي عداء ضد تل أبيب، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقة في أن إسرائيل لا تريد في حل مشاكلها مع المسلمين والعرب.
الجريدة الرسمية